بالإشارة للبرامج المتعددة التي تقدمها قنواتنا الفضائية، خاصة الرياضية منها، نسمع العجب العجاب، فما أن يكتمل عقد المجلس ليتحاور المتحاورون، ويُحلِّل المُحلِّلون، وينتقد النقَّاد، حتى يبدأ السيد المذيع بتوجيه الأسئلة نحو هذا الضيف وذاك، بادئًا بالتباسط والميانة، لدرجة أن الأسماء تتحول إلى «أبوفلان»، و«أبوعلان»، وينتهي البرنامج ونحن نستمع لآراء مجلس الآباء، الذي يساهم في تقديم برنامج للمشاهد العادي، ولو أن الوقت أسعف المذيع؛ فإنه بلا شك سوف يشكر الحضور بأسمائهم الأصلية، هذا إذا كُنتَ ممَّن شاهد البرنامج بالصدفة، وأتيتَ على منتصفه، طبعًا لن تَعرف السادة الحضور، لأن الوضع لا يسمح بذلك في ظل لغة «أبوفلان». لا.. والأمرّ والأدهى من ذلك، أنه حتى في البرامج المباشرة ذات الاتصال عبر الهاتف، يُفاجئك المذيع باستقبال مداخلة «أبوفلان»، الذي تعرف فيما بعد أن «أبوفلان» هذا لم يكن سوى الكاتب الفلاني، أو الاقتصادي، أو الرياضي العلاني... إلخ من المهن، التي تذوب جميعها في «كوب أبوفلان». ومع انتشار هذه العدوى غير الحميدة، امتدت حتى وصلت للاجتماعات في مجالس الإدارات، وإذا قُدِّر لك أن تحضر بعضها، ستُصدم حتمًا بالإخوة أعضاء المجلس، كل واحد منهم يقول للآخر يا «أبوفلان»، أمّا الأدهى من ذلك كله، أن تتصل على بعض شركات ومكاتب العقار، لتسأل عن هذا العقار، وتسأل مَن المسؤول..؟! ليجيبك بسرعة: أنا «أبوفلان»، ممّا يجعلك في حيرة، لتعاود السؤال مرة أخرى: مَن الأخ «أبوفلان»..؟! فيكمل لك الاسم «بأبوفلان الفلاني».. والأمر امتد حتى وصل «للسيدات» صغيرات السن، فيصدف أن تتصل بك إحداهن لتسأل عنك، وعندما لا تجدك تترك اسمها وتقول: قولوا له «أم رهف أو رغد أو سعد».. لا يهم، المهم أن الأخت لديها طفلة عمرها شهر، فصار اسمها «أم فلان»، طيّب، كيف لنا أن نعرف الأشخاص إذا لم تتوقف حُمَّى «أبو.. وأم».. خاصة في وسائل الإعلام، أو في المجال الرسمي..؟! لست أدري ماذا حدث..؟!. خاتمة: التباسط لا يكون إلاّ بين الأهل والأصدقاء. [email protected]