وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    «موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوحدات والفيصلي.. كرة القدم عندما يشوهها التعصب
نشر في المدينة يوم 16 - 12 - 2010

أين ستتوقف تداعيات ما جرى في الأردن يوم الجمعة الماضي في أعقاب مباراة كرة قدم لفريقين أردنيين يوالي أحدهما الأردنيين من أصول فلسطينية (الوحدات) فيما يوالي الفريق الفريق الآخر الأردنيين من أصل أردني (الفيصلي) من اشتباكات أوقعت نحو 250 جريحًا.
وما مصير لجان التحقيق المختلفة والمشكلة من وزارة الداخلية والأمن والبرلمان والاتحاد الأردني لكرة القدم؟ ولماذا تعددت الجهات التي شكلت مثل هذه اللجان؟ وما التبرير الحكومي لتقديم أكثر من رواية للأحداث التي أوقعت الجرحى؟ وكيف أصبحت مباراة كرة قدم خطرًا حقيقيًا على الوحدة الوطنية في الأردن؟ أسئلة كثيرة فجرتها أحداث الجمعة وهي لا تزال تبحث عن إجابات مرهونة بنتائج التحقيقات.
رواية الدولة وغضب الخوري
لعل الثابت الأوحد في المعادلة الرياضية الأردنية أن مباريات الفيصلي والوحدات تتطلب بالعادة إجراءات أمن مشددة، خوفا من انفلات الجمهور فيما تشهد عادة هتافات مسيئة جدا للروح الوطنية تندد احيانا بالرموز الاردنية واحيانا اخري بالرموز الفلسطينية.
غير أن مباراة الجمعة الماضية كانت مختلفة بتفاصيلها كونها بثت على الهواء مباشرة عبر فضائية الجزيرة، التي تمتلك حصرية بث مباريات الدوري وهو ما أظهر الصورة بوضوح، إذ لم تسجل الكاميرات أي احداث ارتكبها الجمهور وهو ما بدا واضحا من بيانات الوحدات والفيصلي.
وأكدت إدارة النادي الفيصلي انه لا علاقة لها بما جرى من أحداث شغب في منصة الملعب ونفت وجود أي احتكاك أو استفزاز من جانب أي أعضاء في إدارة الفيصلي، وقالت الرواية الرسمية الاولى إن الشغب اندلع في المنصة الرئيسية في الملعب اثر انتهاء المباراة بإعلان فوز فريق الوحدات وبعد احتكاك بين إداريين في الفريقين تطلب تدخلا مباشرا من رجال الشرطة.
فيما يحمّل فريق الوحدات اتحاد كرة القدم والسلطات الحكومية والرسمية والأمنية المختصة مسؤولية الهتافات الجارحة للوحدة الوطنية، واتهم رئيس النادي طارق خوري رجال الشرطة بالاعتداء غير المبرر على جمهوره وأعضاء في إدارة الفريق وأصدر فريق الوحدات مطبوعة ملونة يظهر فيها أحد رجال الشرطة وهو يعتقل حارس مرمي الفريق.
ولكن لماذا قدم نائب رئيس الوزراء الناطق الرسمي باسم الحكومة أيمن الصفدي رواية غير دقيقة للاحداث قبل ان يعود للتراجع عنها وهي الرواية التي تعرضت لانتقادات حادة من الاعلام الخاص الاردني الذي شن على الصفدي حملة لمحاولته إخفاء الحقائق وأجمعت على أنه وبخلاف كل أحداث الشغب التي تقع في بلاد العالم، التي يهم فيها أنصار الفريق الخاسر بإثارة العنف والفوضى ضد أنصار الفريق المنافس أو رجال الأمن، جاءت أحداث شغب القويسمة -بعيدًا عن الرواية الرسمية المتناقضة- من قبل المكلفين بحفظ الأمن في الملاعب.
رئيس نادي الوحدات طارق خوري حمل قوات الدرك مسؤولية اصابة 250 مشجعا لفريقه بجراح بعضها خطرة، وقال: إن قوات الدرك قامت ومن دون أي مبرر وبقرار غير مسؤول بالاعتداء على جماهير الوحدات المتواجدة في الملعب، حيث تم استخدام القوة المفرطة بحق مواطنين كانوا يحتفلون بإطار الروح الرياضية، مما نتج عنه إصابات متعددة وكثيرة تم تحويلها إلى المستشفيات.
وأضاف خوري إن اعتداء قوات الدرك لم يقتصر على الجماهير داخل الملعب بل تمت ملاحقتهم إلى خارج أسوار الملعب وحتى حرم مستشفى البشير، فلم يسلم من الغاز المسيل للدموع الذي تم إطلاقه بكثافة باتجاه أهالي المصابين الذين حضروا للاطمئنان على أبنائهم.
واستنكر خوري الرواية الحكومية “التي لا يمكن فهمها إلا باعتبارها محاولة لتضليل الرأي العام الذي شاهد الصور عبر شاشات التلفزة والفضائيات، وكانت أبلغ من كل البيانات والروايات، إذ تظهر بما لا يدع مجالا للشك حقيقة ما جرى على مدرجات الملعب التي سالت عليها دماء مواطنين أبرياء”، وأعلن خوري “أنه قرر تعليق نشاطاته الرياضية كافة حتى انتهاء عمل لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة”.
مساعٍ للتهدئة
حرص فريق الفيصلي على روح الاخوة مع الوحدات وسارع نجومه الى اسعاف جماهير الوحدات الى المستشفيات ووجه في اليوم التالي رسالة هامة للمجتمع الاردني، حيث اختار ملعب الوحدات الخاص لاجراء تمرينه فيه وبعد انتهاء التمرين قام اعضاء الفريق بزيارة جرحى جمهور الوحدات في المستشفى.
وأوفد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مستشاره يوسف العيسوي الى مستشفى البشير للاطمئنان على أصغر المصابين في المستشفى وهو الطفل الذي نجا بأعجوبة من الموت إثر احداث الشغب فيما أجرى سمو الامير علي رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم اتصالا هاتفيا من استراليا للاطمئنان على المصابين. وأكد أن أجواء المباراة كانت إيجابية وجيدة وتمت بروح رياضية عالية تليق بكرة القدم الاردنية وامر بتشكيل لجنة تحقيق خاصة من الاتحاد، مؤكدًا في الوقت ذاته على ان تتحمل جميع الجهات الأمنية والحكومية مسؤولياتها الكاملة عما حدث.
وفي تطور كبير كشف أحد أبرز نواب البرلمان الاردني أن هناك مؤامرة يقف خلفها مسؤولون تحاك ضد طارق خوري رئيس نادي الوحدات على خلفية تصريحاته الاخيرة دون ان يوضح من هم المسؤولون الذين كان يقصدهم في حديثه.
وقال السعود في تصريحات تلفزيونية إن مسؤولين اتصلوا بطارق خوري وهددوه بتحويله إلى محكمة امن الدولة بتهمة إثارة الفتنة كونه وصف أحداث القويسمة بالمجزرة، وعندما قال إن الدم الذي انسكب لن يذهب هدرًا.
اعتداء غير مبرر
لكن طارق خوري قال للصحافيين في مؤتمره الصحافي إن بعض الأطراف، خصوصا في الصحافة تحاول تحويل الانظار من مسألة اعتداء على مواطنين أردنيين بدون مبرر وبطريقة مفرطة العنف الى مسألة تصريحات رئيس نادي الوحدات.
وكان خوري قد هوجم بقسوة في الإعلام الرسمي واتهم بإثارة الفتنة وصدرت دعوات بمحاكمته بسبب وصفه ما جرى على ارض الملعب بأنه “مجزرة”، وقوله إن نادي الوحدات لن يتسامح بدماء مشجعيه.
وعلى هذا الأساس اتهم خوري باثارة الفتنة والسعي للانقسام لكنه قال لاحقا انه يتحمل مسؤولية كل كلمة قالها، مشيرا الى ان نصيبه من عملية الاعتداء كان تعرضه شخصيا لثلاث ضربات بالهراوة وهو يحاول المساعدة في إسعاف المصابين.
وقال: “بصراحة قلت في تصريحي ما بذهني بعد تأثري البالغ بما شاهدته بعيني، أما فيما يخص عبارة الدم لن يذهب هدرا فأقصدها تماما لأني في موقع مسؤول وأستطيع أن أتساهل بحقوقي شخصيا لكن بحقوق الناس فذلك غير ممكن”.
واتهم خوري من يقترحون بأنه يسعى لإثارة الفتنة بأنهم أصحاب أنفس مريضة ويحاولون التغطية على الاعتداء الحاصل وقال “ما الذي يمكن أن يقوله أي شخص أو إنسان في وصف ما حصل إذا كان في وسطه؟.. وما الذي يمكن قوله في حالة مشاهدة 5000 الاف مواطن يدعسون بعضهم بعضا والعشرات منهم جرحى على الارض والدماء تسيل منهم؟... ماذا يسمي اي شخص ذلك مباشرة بعد مشاهدته؟”.
-------------------------
وزير الداخلية يحمل مسؤولية الأحداث لإدارات الأندية وروابط المشجعين والحكومة
أعرب نائب رئيس الورزاء وزير الداخلية الأردني سعد هايل سرور عن أسفه للصورة التي نشرت على أحد المواقع الإلكترونية والتي أظهرت شخصًا يحمل طفلة في أعقاب مباراة الوحدات والفيصلي وقد كتب عليها عبارة “أهي غزة ثانية” وتساءل السرور عن المطابقة والقياس الذي جرى مذكرًا أيضًا بالتصريحات على إحدى الفضائيات التي حذرت من يهود الداخل متسائلا “من هم أعداء الداخل الحكومة أم النواب أم الجمهور أم الدرك” لافتًا إلى أن ما تم وضعه على الفضائيا لا يجوز فأحدهم يقول: "مجزرة”.
وانتقد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية خلال جلسة جمعته بلجنة التوجيه الوطني في مجلس النواب الثلاثاء تضخيم قصة الأحداث التي جرت عقب مباراة الوحدات والفيصلي لافتا إلى أن تشكيل لجنة حكومية للتحقيق جاء لتجنب الوقوع في الأخطاء.
ووزير الداخلية من قام بتأجيج المشاعر عبر التصريحات النارية سواء كان من بعض الإداريين أو الصحفيين منتقدًا الحملة التحريضية التي أعقبت الحادثة إذ قال: “هنالك حملة تحريضية كبيرة جدًا خرجت عن الموضوع وسبب الشغب وعملت على تحميل القضية أكبر مما هي وسحبت إلى مواضيع أخرى ليس لها علاقة بما جرى.
وتحدث السرور عن المعلومات المتوفرة لديه حول القصة: إنه في الاتفاق على المباريات التي تجمع بين ناديين جمهورهما عريض يخرج مشجعي الفريق الخاسر قبل بنصف ساعة وهو ما تم تنفيذه على أرض الواقع من قبل الجهات المختصة وبقي جمهور الوحدات، مشيرًا أن هذه ليست قضية بحد ذاتها إذا لم تجد من يؤججها ويشعل فتيل أزمة.
وتابع السرور “خرج جمهور الفيصلي من الاستاد فيما صعد عدد من مشجعي الوحدات إلى أعلى المدرج وهو مطل على الجمهور الذي خرج وبدأوا بالقاء زجاجات مياه فارغة على من هم في الخارج ليتم الرد عليهم بالحجارة، وهنا مسؤولية الدرك منع التشابك بين الجمهور وإذا ظلوا متفرجين فلا داعي من وجودهم”.
وأضاف “حاول الدرك ردع نفر قليل ممن أثار الشغب وإبعادهم عن رأس سور الملعب فكان أن تدافعوا على السياج الحديدي الذي لم يتحمل، حتى إن قوات الدرك أصيب عدد من أفرادها كما الجمهور بعد التدافع”.
وبين أن المسؤولية تقع على إدارات الأندية وروابط المشجعين موضحًا “ونحن لا نخلي مسؤوليتنا”.
وأشار الوزير إلى أن الدفاع المدني عمل على نقل المصابين وكل شخص كان يشعر أن أذى لحقه نقل للعلاج وأسعف ما يقرب ال (40) شخصًا وحالة البعض لم تستدعي بقاءهم في المستشفى واليوم لم يبق إلا مصاب واحد.
السرور قال: إنه زار مستشفى البشير عقب الأحداث واستمع إلى رأي الأطباء وإن كان لا يتدخل في رأيهم الطبي إلا أن ما رأيتهم كان سبب تعرضهم للإصابة ما حدث عند التدافع على حد قوله، مؤكدًا أنه لا يعتمد على الكلام العام بانتظار نتائج التحقيق. وتحدث السرور عن الاصابات التي وقعت في صفوف الدرك والأمن العام والدفاع المدني، معرجًا أيضًا على الآليات التي طالها الضرر جراء الأحداث.
والمح السرور إلى أنه قد تقع أحداث في المستقبل "إذا لم نتخذ إجراءات ونحن هنا في مجلس النواب لأخذ آراء نواب الشعب".
-------------------------
الوحدات والفيصلي أهداف بالمرمى وفاولات في السياسة
في كل مباراة كرة قدم لفريقي الوحدات والفيصلي يقف الاردن على اعصابه طيلة فترة المباراة خوفا من انفلات مشاعر جماهير الفريقين.
ونادي الوحدات الذي يقع في قلب العاصمة عمان وسط مخيم الوحدات احد اكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في الاردن تاسس سنة 1956 تحت اشراف وكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" قبل ان تلحقة وزارة الشباب الاردنية عام 1966 تحت اشرافها.
وبقي هذا النادي مغمورا في اطار المخيم إلى ان صعد بريقة عام 1980 عندما نجح في الوصول الى الدرجة الممتازة ليلحق هزيمة ساحقة بفريق الفيصلي الذي تزعم على الدوام بطولة الكرة الاردنية وهو الامر الذي شكل فاجعة للنادي الفيصلي بعد ان جرده الوحدات من بطولة كانت على الدوام حكرا له.
وبعد حصول الوحدات على بطولة الدوري الاردني لاول مرة شعر ابناء المخيم بأهمية وجودهم وقدرتهم على تحقيق بعض امنياتهم وبدأ الاثرياء الفلسطينيين في الاردن وخارجه بتقديم العون والدعم لنادي المخيم الذي اختار للاعبيه زيا موحدا يحمل الوان العلم الفلسطيني (الاخضر والاحمر والابيض والاسود) والتي تصادف انها أيضا ألوان العلم الأردني.
وفي عام 1983 كانت المشاركة الوحداتية الاولى في دورة عربية خارج الاردن حيث لعب في دورة المرحوم محمد علي عقيد بمدينة صفاقس التونسية الى جانب كل من النادي الرياضي الصفاقسي (منظم الدورة)والمغرب الفاسي وشبيبة القيروان.
وحصل الوحدات على بطولة الدوري الاردني لكرة القدم 11 مرة كان آخرها عام 2009 م وكاس الاردن لكرة القدم 8 مرات وحصل على كاس الكؤوس الاردنية 9 مرات آخرها عام 2009 كما وحصل على درع الاتحاد الاردني 7 مرات آخرها عام 2008وتحصل على بطولة الوحدات العربية 3 مرات عام 1987 و2001 و2003 وبطولة شباب الاردن الكروية مرة واحدة عام 2009 ودورة اريحا الشتوية مرتين عام 1998 و 1999 وبطولة الرمثا مرة واحدة عام 1993. يمارس النادي -بالإضافة لكرة القدم- رياضات كرة الطائرة وكرة السلة الملاكمة وغيرها.
اما بالنسبة للنادي الفيصلي فهو عميد الاندية الاردنية واقدمها فقد تاسس عام 1932 بعمان يلعب في الدوري الأردني الممتاز وكان زعيما للدوري الاردني على مدار 30 عاما قبل ظهور الوحدات وحاز على درع الاتحاد الاردني 6 مرات وكاس الاردن 16 مرة وكاس السوبر الاردني 13 مرة ويتزعمه احد ابناء عشيرة العدوان ابرز العشائر الاردنية .
ويعيش لاعبو الفيصلي والوحدات في ظل علاقات وطيدة يحكمها الاحترام المتبادل، وتقبل الفوز والخسارة بروح رياضية، حيث يكشف لاعبو الفريقين عن قيامهم الدائم بتهنئة بعضهم البعض عقب كل مباراة تجمع القطبين، بل ان العلاقات الوطيدة تجمع عددا من نجوم الفريقين في سهرة نقاش عقب نهاية القمة الكروية، يتم خلالها التطرق الى أبرز الفرص الضائعة، ومناقشة حالات اللاعب، اضافة الى التباهي بالحركات الكروية المتميزة الذي مارسها اللاعب في القمة.
لم تكن مبارايات كرة القدم مسيسة في الاردن قبل دخول الوحدات مضمار الكبار في اللعبة وهو الامر الذي ازعج الجماهير التي غيرت هتافاتها على مدرجات الملعب وبدات تظهر نزعات الاصول والمنابت وهو الامر الذي اقلق الدولة التي باتت تحبس انفاسها عند كل مباراة للفريقين.
وبدأت ظهور تلك الهتافات عندما تراشق جمهور الفريقين بالحجارة عام 1986 وتبعها وتبعتها احدث شغب عمت ارجاء مختلفة من العاصمة عمان أدت الى نشر فرق مكافحة الشغب واغلاق الشوارع وقررت الحكومة حل نادي الوحدات الى ان تم اعادته عام 1991.
بعد احداث الشغب الاولى ارتفعت حدة الهتافات في كل مباراة وكان اعنفها تلك المبارة التي تزامنت مع الانتفاضة الفلسطينية الاولى حيث هتف جمهور الفيصلي ضد جمهور الوحدات وضد الفلسطينيين فرد عليه جمهور الوحدات بالحجارة والزجاجات الفارغة واندلعت شرارة احداث كانت ان لا تتوقف لولا تدخل العقلاء وحينها بدأت الحكومة تدرس فكرة شطب الفريقين وطي صفحة الاقليمية .
ووسط كل هذه المشاحنات الدامية بين مشجعي الفريقين كان ادارة الوحدات والفيصلي تحرصان على اعلان الروح الودية بين الفريقين وتتبادلان الزيارات والمناسبات الاجتماعية .
-------------------------
كاتب أردني: البلاد لا تقبل القسمة
أضرم كاتب أردني في صحيفة الرأي النار في ثوب البلاد الذي حرصت الحكومة على إبعاد أي شرارة عنه على مدار سنوات طويلة فانتقلت المعركة التي بدأت في أرض ملعب كرة القدم يوم الجمعة الماضية بفعل ما كتبه طارق مصاروة إلى موقع الفيس بوك الاجتماعي العالمي وموقع تويتر إضافة للمواقع الإخبارية الإلكترونية والمدونات والرسائل النصية القصير حيث تبادل عبرها الشعب الأردني من أصول فلسطينية وأردنية شتى أنواع الاتهامات والشتائم.
الكاتب مصاروة شن هجوما عنيفا وحادا وغير مسبوق في تاريخ الصحافة الأردنية عندما عنون مقالته ب “هل يريد اخوان كل السلطة للمقاومة بعد فشلهم أن يحاصصوا الأردنيين” وهو العنوان الذين أثار حفيظة الأردنيين من أصول فلسطينية فشعار “كل السلطة للمقاومة” هو الشعار الذي رفعته الثورة الفلسطينية في عمان في عام 1970 عندما خاضت معارك قاسية مع الجيش الأردني وهو ما اصطلح على تسميتها ب “ايلول الأسود”.
وتابع الكاتب مصاروة قائلا: “إن جماهير الوحدات في الانتخابات البرلمانية السابقة انتقلت إلى الدائرة الثالثة دون احترام لقانون الانتخاب وانتخبت ممثل المسيحيين في عمان وفرضت إرادتها على الناس” (في إشارة إلى انتخاب طارق خوري رئيس نادي الوحدات) ويضيف الكاتب يقول: “إن هذا لا يوصل إلى المحاصصة في البلد فهل يريد اخوان كل السلطة للمقاومة بعد فشلهم أن يحاصصوا الأردنيين كما يحدث في العراق؟ أو يحدث في لبنان؟”
ويختم الكاتب بالقول: “هذا كلام لا نحب أن نقوله مرة أخرى ولكن يجب أن يكون مفهوما فالأردن واحد ولا يقبل القسمة”.
حجم ردة الفعل على مقال الكاتب مصاروة كان كبيرا في بلد أكثر من نصف سكانه من أصول فلسطينية وفي المقابل التف حول الكاتب مجموعات كبيرة من المواطنين ذوي الأصول الأردنية فيما ذهب بعضهم إلى حد الدعوة لطرد الفلسطينيين من البلاد. ورد الكاتب زهير العزة على مقال مصاروة مطالبا الحكومة بمحاسبته ومحاسبة رئيس التحرير الذي أجاز المقال للنشر باعتبار صحيفة الرأي حكومية تعبر عن الموقف الرسمي نظرا لما يحمله المقال من عبارات تحرض على الفتنة وتشكل مساسا بالوحدة الوطنية.
-----------------------
أحداث القويسمة تفتح جدالا حول أداء الإعلام الأردني
انشغل الشعب الاردني في ادارة الجدال عبر الشبكة العنكبوتية فمنهم من تابع التطورات ومنهم من انخرط في المعركة عبر اضافة التعليقات او شن الهجوم في لعض الاحيان.
وفي رصد لابرز انتقادات الكتاب فقد كتب احمد الطيب وهو اردني الاصل على الشبكة العنكبوتية داعيا مدير الدرك الى تقديم استقالته فورا لانه المسؤول المباشر عما جرى أمام الشعب الأردني.
وقال ان المخيمات في الاردن والبالغ عددها 13 هي رمز على التراب الوطني الأردني يؤكد ان حق العودة مقدس الى ارض فلسطين وفي نفس الوقت تشكل هذه المخيمات بمجملها صورة مشرقة من الولاء للعرش الهاشمي فلا احد عاقل يشك بولاء ابنائها للارض التي يسكن عليها ولا في ولاء ابنائها للملك عبدالله. وأضاف الطيب “إني اشك بولائي شخصيا للملك والعرش عندما أشك بولاء المخيمات ال 13 للعرش معتبرا أن الموضوع لا يعدوا أن يكون تصرفا خاطئا من بعض افراد الدرك لا اكثر ولا اقل فما دخل الوحدة الوطنية بالموضوع..!؟”
الكاتب داوود كتاب اكد ان الخاسر الحقيقي فيما جرى هو الاعلام الاردني مشيرا إلى أن أي ميثاق شرف صحفي هو أن يقوم الإعلامي بالبحث ونشر الحقيقة، ولكن الصحف الأردنية لم تتبع مبدأ البحث عن الحقيقة في أحداث القويسمة يوم الجمعة الماضي"، وأضاف "مراجعة سريعة للصفحات الأولي لصحف يوم السبت تعكس محاولات المحررين لعب السياسة والتحيز بدلا من القيام بدورها الرئيس وهو البحث عن الحقيقة. فالسؤال المحير الذي كان من الضروري للإعلام أن يجيب عليه هو ببساطة : ما ذا حدث وما هو سبب الإصابات العالية لجمهور كان بالأساس يحتفل بالفوز - أي أنه لا يوجد للفريق الفائز أي حافز للتخريب والاعتداء على الآخرين إسواء من الفريق الآخر أو قوات الأمن".
الكاتب ياسر ابوهلاله أشار في مقالة له إلى أن الرياضة "فرضت نفسها على المشتغلين في الصحافة والسياسة غير مرة، ولم يكن آخرها ما حصل في مباراة الفيصلي والوحدات. فالرياضة غدت أداة تقسيم لا توحيد، وعامل تعصب لا تسامح ، والعنف لا السلم سمة لها. ف"الفيصلي" ليس هوية للشرق أردنيين، بل هوية عربية مفتوحة ترمز إلى أكثر اللحظات العربية إشراقا.
و"الوحدات" ليس هوية فلسطينية، هو شاهد على جريمة الصهاينة بحق أبناء "جنوب سورية" الذين تجنسوا بالجنسية الفلسطينية عقب الانتداب وتحولت إلى الأردنية عقب حرب 48”.
وتابع “بهذا المعنى نحن مع " الفيصلي" باعتباره عهدا جسّد وحدة بلاد الشام. ومع الوحدات شاهدا على جريمة الصهاينة بحق أبناء جنوب سورية”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.