حسب الزميل/ «رائحة التفاح سيبويه»: ليس في العربية مجرور مكسور إلاّ اسمًا سبقه حرف جرٍّ لا معنى له! أو «مُواااطٍ» سعودي -نعم بتنوين «العوض» على الله- أضيف إليه «شيء ما»، عبر «ساهر»، أو الكهرباء، أو الجوال، أو قياس القدرات، وهلمَّ جرَّا؛ كقولنا: مخالفة السرعةِ لشدة الرياح! أو مضاعفة تعرفةِ الكهرباءِ «المفصولة»! إلى «أخِّخِه»!! أمّا بعض مسؤولي«وزارة الثقافة والإعلام» فقد أضافوا مجرورًا ثالثًا ورابعًا؛ حين جدَّدوا منهجهم القائم على البدعة المصرية البالية البائدة، وأكدوا أن «رئيس التحرير» هو المسؤول عن كل ما يُنشر في صحيفته؛ ليجعلوا منه «عامل جر» يكسر مَن تحت رئاسته، من كتّابٍ وصحافيين؛ وإلاَّ ...! وإذا سلَّمتَ أن الصحافيين والمحررين موظفون لدى رئيسهم، وأنه يُخلي مسؤوليته تمامًا بمجرد توثيق الخبر، أو التقرير الذي ينشره، فبأي شريعة أو عقل يتحمّل مسؤولية ما يكتبه كاتبٌ؟ فالشريعة تقول: {لا تَزِرُ وازِرةٌ وِزْرَ أخرى}! أمّا العقل فلن تجده إلاّ عند بنوك «مرتاع البال»، وشركات التقسيط، التي تطالب الكفيل وتترك المكفول؛ بطريقة “فين أذنك يا جحا”! إذن: فالمقصود الأول والأخير، و«النص نص» بهذا المنهج هو: الوصاية على «الكتّاب» أصحاب الفكر، والرأي، والقضايا، وتشديد الرقابة عليهم! وقد قال الزميل/ «نزار قباني» في احتفال جامعة الدول العربية بعيدها الخامس والثلاثين عام 1980م: ما الشعرُ؟ ما وهج الكتابة؟ ما الرؤى؟ * أولى ضحايانا هم الكتَّابُ! وضع نفسك مكان «رئيس رقباء»، يتسلم كتيبةً من أولئك المشاغبين والمشاغبات، الذين يراهُنَّهُم نظام الوصاية خارجين عن توجه البلد، مارقين عن تقاليده الاجتماعية، يسعون لأمجاد شخصية ضيّقة؛ غير عابئين بمصالحه الوطنية الكبرى! هل تخيّلت كيف يقضي «رئيس الرقباء» نهاره في تتبّع ما (قد) يُفهم من مقالة «زعيط»؟ وما (قد) تُفسَّرُ به تلك العبارة من مقالة «معيط»؟ وما (قد) تقصم من ظهر بعيرٍ علامةُ «التعجب» التي وضعها «نطاط الحيط» على «الكتف» بدلاً من «طُغرائيةٍ» على الرأس؟ وهل تخيّلت كيف يقضي ليله خائفًا يترقّب ما (قد) يكون (قد) تسرَّب من بين عين ريبته «اليُمْرَى»، وعين اشتباهه «اليسنى»، بعد كل ما قام به من حذفٍ وتعديل وحجب؟ ثم يصرح مسؤول نقدّره ونجلّه، هو الدكتور/ «عبدالرحمن الهزاع»: بأن الوزارة لا تمارس أيّ وصاية على الرأي والفكر! وهو صادق، ف(قد) جعلت بينها وبين النار «مطوَّع تحرير» بيده مقصٌ أَحَدُّ من سكِّين «جمس بوند» الهيئة! ولكن كم هو محبط أن نجدد ثقافة «القَدْقدة» -وهو مصطلح نحته الأخ/ «أنا» من حرف الاحتمال (قد)، ومن «قَدْقَدة رؤوس الأضاحي»، أي «شَلْوطتها»- في الوقت الذي قفز فيه «عبدالعزيز خوجة» بالثقافة والإعلام إلى «الشجاعة والإقدام» بفسحه كتب الرمز الضخم «غازي القصيبي»!