رأى الأديب حمد القاضي أننا في الوقت الحالي نحتاج إلى خطاب ثقافي وكتابي لا تكون حمولته تحريضية أو تنابزية أو إقصائية لأي طرف استجابة أولا لتعاليم الدين الذي دعا إلى العدل والحوار ومجادلة الرأي الآخر بالتي هي أحسن وانطلاقا من توجيه قائد هذا الوطن الذي دعا إلى نبذ الاختلاف والتصنيف وإلى عدم توجّه الحرف نحو تصفية الحسابات أو الاتهامات ولكن مع الأسف بعض ما نقرؤه هذه الأيام لبعض الكتّاب يحمل إقصاء كل طرف للطرف الآخر جاء ذلك خلال المحاضرة التي أقامها نادي تبوك الأدبي قبل يومين بعنوان “خطابنا الثقافي والمواطنة” وشارك فيها بالإضافة إلى القاضي عضو مجلس الشورى السابق الأديب الدكتور عبدالعزيز الثنيان وأدارها رئيس النادي الدكتور مسعد العطوي. وأضاف القاضي: لقد سئم المتلقي والمواطن من طرح القضايا الصادمة واستمرار النقاش العقيم والممل حول بعض القضايا الفكرية وأصبح المطلوب الآن هو التوجه نحو تداول قضايانا التنموية والتحديات التي تواجهنا، فالمتلقي السعودي ضاق بتلك النقاشات أو بالأحرى “المهاوشات” الفكرية المكررة حول قضايا مكررة، وضرب مثلاً بقضيتين الأولى قضية قيادة المرأة للسيارة وهي مهمة لكن لن تحسمها هذه السجالات بل المجتمع هو الذي يحسمها متى ما ارتضاها كما قال ولي أمر هذا الوطن فضلاً عن أن هناك قضايا أخرى للمرأة أهم حالياً مثل سلب حقوقها وحرمانها من رؤية أولادها وظلمها، والقضية الثانية هي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلقد سئم المتلقي من تكرار الحديث حولها وعنها وعن إيجابياتها وسلبياتها وكأنه لا يوجد بالبلد سوى هذه المؤسسة. من جانبه قال الدكتور عبدالعزيز الثنيان: ونحن نتحدث عن خطابنا الثقافي والمواطنة وكيف يكون مؤثراً لابد أن نتساءل كيف كنا قبل وحدة وطننا الغالي.. وكيف قامت الدولة السعودية.. وقد ذكر الأمير سلمان بن عبدالعزيز في كتاب صدر له حديثاً بعنوان “ملامح إنسانية من سيرة الملك عبدالعزيز “ أن الدولة السعودية قامت على أساس الكتاب والسنّة ولم تقم على أساس إقليمي أو قبلي أو ايديولوجي (فكر بشري) فقد أُسست على العقيدة الإسلامية منذ أكثر من مائتي وسبعين سنة عندما تبايع الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب على نشر الإسلام وعلى التزام القرآن والسنة واللذين هما أساس قيامهما. ثم تحدث الدكتور الثنيان عن مراحل نشر الدعوة من قبل الشيخ محمد بن عبدالوهاب. المحاضرة شهدت عدة مداخلات، ومنها مداخلة الدكتور نايف الجهني والذي قال: حضرنا للقاء ثقافي لنعلم ما هو معيار الخطاب الثقافي لدينا ولكن تفاجأنا بخطاب يملّه التوجه والتوجيه سواء دينيا أو فلسفة معينة أو سرد لوقائع لم تكن بتلك الارتباط أو التفسير لمضمون عنوان المحاضرة وأشار إلى أن غياب الحوار لدينا في المجتمع هو نتيجة للتعليم ولغياب الحوار لدينا في مدارسنا. ومداخلة أخرى لعضو النادي الأدبي ضيف الله العطوي وصف فيها بعض الصحفيين بالخلايا النائمة وأن خطرهم مثل خطر الخلايا الإرهابية النائمة فعندما وجدوا الدعم اللوجستي من وسائل الإعلام استيقظوا وشكّلوا خطراً. أما الشاعر محمد توفيق فطالب بإنشاء مجلس استشاري ثقافي لحماية الثقافة وصياغة الخطاب الثقافي ومشاكل المثقفين.