قال الضمير المتكلم: أطلق مجموعة من النساء السعوديات حملة وطنية للتصويت تحت شِعَار (وَلِي أَمْرِي أدْرَى بأمْرِي)، أَبْدَين فيها أسفهن تجاه أفعال مَن يثيرون مطالب تحريرية لا تتفق مع شريعتنا الإسلامية السمحة، ومع عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة. كما رفضن كل المطالب الجاهلة أو الكيدية التي يطلقها دعاة التحرر كالدعوة إلى إلغاء دور ولي الأمر، والمَحْرَم من حياتنا كمسلمات، وتأجيج المشاعر لخروج المرأة على الدّين والقيم المجتمعية بدعوى التجديد الفقهي تارة، والتطور الاقتصادي والاجتماعي تارة أخرى، مع محاولتهم غرس مفاهيم مغلوطة بدعوى مناهضة التمييز ضد المرأة كالدعوة إلى أمور مرفوضة معيبة منها: الاختلاط والمساواة المطلقة! وطالبت أولئك الفتيات -حَسب الموقع الإلكتروني للحملة- بمعاقبة كل مَن يتجرأ على إثارة الفتن بين الناس، وإشاعة الجهل والفساد بنوعيه: «الإجرائي أو الفكري». وقدمت هذه الحملة مقترحات منها: نشر ثقافة القوامة بالمعنى الصحيح في المدارس، والمساجد، ووسائل الإعلام بمشاركة مجالس الأحياء، وتنبيه أبناء المجتمع السعودي من التضليل القادم من الخارج لعقول النخب الثقافية، وكذا حماية المرأة من تعسف ولي الأمر، والمَحْرم في السلطة التي منحته إيّاها الشريعة، وتمكين ولي الأمر من قيامه بواجبه تجاه أسرته، وخاصة فيما يتعلق بسفر المرأة، والشؤون الأخرى لحماية المرأة. هذه الحملة انطلقت قبل سنة تقريبًا؛ وقد نطقت ساحات النقاش المختلفة بردود أفعال متباينة حِيالَها؛ فأصوات هاجمتها معتبرة أن مَن يَقمن بها يعشقَن عبودية الرجل ووصايته بما فيها من ذُل ومهانة مُتَخَلِّيات عن مسؤولياتهن، وأنهن باحثات عن الشهرة؛ وفَريق مقابل يبارك هذه الحملة زاعمًا أنها صفعة للعلمانيين والليبراليين. والحقيقة أن هذه الحملة بالنظر للقائمات عليها وطبيعة حياتهن المترفة؛ تؤكد ما ذكرته سابقًا أن المرأة السعودية وقضاياها أدوات لصراع فكري بين تيارين على طرفي نقيض! فمبادرة ترفع راية (وَلِي أَمْرِي أدْرَى بأمْرِي) فقط؛ ما هي إلاّ ردة فِعْل عكسية، ولذا فهي تبالغ في إقصاء المرأة، وإلغاء وجودها في مجتمعها دون تطرق لصور معاناتها الحقيقية مع (العنوسة، والعَضْل، والفقر، والعَنف، والبطالة). ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 - [email protected]