قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج إيران الدكتور طلال بن صالح قطب إن التوسع في تطبيق حركة النقل الترددى ومنع السيارات الصغيرة التي تقل حمولتها عن 25 راكبا ساهم في نجاح موسم الحج وخروجه بالشكل اللافت غير المسبوق على مدى السنوات السابقة. وأكد قطب ان نجاح تطبيق تجربة النقل الترددي على حجاج ايران فاق تطلعات مسؤولي المؤسسة بعد التخوف الكبير الذي لازمهم قبل انطلاق التجربة. وقال ان التعاون بين مؤسسات الطوافة والجهات ذات العلاقة سار وفق منظومة واحدة متكاملة مما ساهم في نجاح الموسم منوها بمتابعة وزير الحج الدؤوبة لتطبيق النقل الترددى في المؤسسة هذا العام. فإلى الحوار : ** ماهو تقييمكم لحج هذا العام من حيث الإيجابيات والسلبيات؟ * كان حج هذا العام ناجحا بكل المعايير ،وبدأ ذلك منذ وصول وفود الرحمن واستقبالهم بمنافذ الدخول حتى أداء مناسكهم في منى مرورا بعرفة ومزدلفة وخلال إقامتهم في مكة والمشاعر المقدسة في الحج وبعده. كما ساهم الحاسب الآلي مساهمة بارزة في تسجيل بيانات كل حاج من حجاج المؤسسة منذ وصوله حتى مغادرته. ومن الإيجابيات أيضا أن الخدمات التي قدمت للحجاج كانت على مستوى عال وراقٍ جدا.ومن فضل الله علينا اقامة مشاريع كبيرة كتوسعة المسعى وجسر الجمرات والقطار والنقل الترددي والمشاريع الضخمة في المشاعر المقدسة والتى كان لها دور كبير في تيسير اداء المناسك، وقد طبقنا للمرة الاولى نظام النقل الترددي لراحة الحجاج فبعدما كان الحاج يأخذ وقتا طويلا من عرفة إلى مزدلفة ومن ثم إلى منى أصبح الوضع الآن لا يأخذ إلا دقائق معدودة ، وقد أنفقت حكومة خادم الحرمين الشريفين مبالغ طائلة لهذا المشروع الكبير مما كان لزاما علينا كمؤسسة تعنى بالحجاج أن نقوم بالاستفادة من هذه التجربة المباركة والمشروع الكبير ، وقد عقدنا ورش عمل مع منظمة الحج والزيارة في ايران بوجود ممثلين عن وزارة الحج والنقابة العامة للسيارات كما نفذنا خطة تشغيلية ناجحة بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة . وهذا لم يكن يتحقق لولا الحرص والمتابعة من ولي أمرنا و المسؤولين الذين لم يألوا جهدا في إنجاح الحج وإخراجه بالصورة التي ترضي بها القيادة مما جعلنا جميعا نشعر بالفخر والاعتزاز بما أنجز في هذا الشأن. الخطأ دافع النجاح ** وماذا عن السلبيات التي رصدتموها خلال موسم حج هذا العام؟ * من لا يعمل لا يخطئ ،وكل عمل جاد له بلاشك هفوات وأخطاء ، لكن العبرة بكيفية التغلب على هذه الأخطاء وكيف تستفيد منها مستقبلا إذا لم تقدر على معالجتها في الحال ، ونحن في المؤسسة قمنا برصد جميع السلبيات والإيجابيات فيما يخصنا بكل شفافية ووضوح رؤية وأدلة ، وخرجنا بتوصيات ومقترحات وسوف تطرح على وزارة الحج لدراستها . ونحن أعضاء المؤسسة كتلة واحدة نتعاون فيما بيننا كما أن بعثة الحج الإيرانية أصبحت تتعاون هي الأخرى معنا مما كان له ثماره الطيبة ، وهذا لم يكن يتحقق إلا بالتوجيهات السديدة من وزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي الذي أخذ على عاتقه دائما التوجيه والمناصحة والتأكيد علينا جميعا بخدمة ضيوف الرحمن لأنها شرف. ** كيف ترون تنسيق الجهات ذات العلاقة معكم؟ * نحن جميعا حلقة واحدة ، فالعمل الفردي لا ينجح في موسم الحج ، بل لا بد من منظومة واحدة متكاتفة متعاونة مع بعضها البعض، وهكذا فأينما بحثت ستجد العمل يسير في منظومة متكاملة في التطبيق والتنفيذ والعمل على إخراج الحج بالصورة التي يتطلع إليها المسؤولون. كما أن تعاون الجهات ذات العلاقة معنا في مستوى عال بل وفوق المستوى وفي المقابل تعاملنا كمؤسسات يسير حسب المطلوب بعد أن أصبحت تلك الجهات تتفهم دور مؤسسات الطوافة وتقدره ونحن كمؤسسات نطبق تعليمات وتوجيهات الجهات الحكومية ونعمل على تنفيذها وإخراجها بالصورة اللائقة. ** ما هي مقترحاتكم لتلافي اي ملاحظات ؟ * الصراحة والشفافية أمر مهم في دراسة السلبيات والعمل على علاجها وحلها من أول السنة مع وضع الحلول السريعة والبسيطة والسهلة وفي الوقت نفسه التفكير في البدائل عنها. إن الإيجابيات المتحققة إذا أردنا النجاح يجب ألا نفرح بها ونصفق لها بل يجب علينا تطويرها والطموح إلى تقديمها بصورة أفضل. ** أشرتم إلى نجاح حركة النقل الترددي . فما هو تقييمكم لهذه التجربة؟ * كنا في بداية الأمر متخوّفين جدا من هذه التجربة، ولكن التنفيذ شهد انجازا غير مسبوق يكتب بماء الذهب ، فلم تواجهنا حين تنفيذه أية عراقيل أو مشاكل سواء من عرفة إلى مزدلفة أو من مزدلفة إلى منى بل وحتى مكة ،وقد أثلج ذلك صدر وزير الحج الذي كان يسدي لنا التعليمات ويتابعنا لحظة بلحظة حتى الساعة الثانية ما بعد منتصف الليل من اليوم العاشر، لقد كان النجاح الذي تحقق لا يقارن وفوق المستوى الذي كنا نطمح إليه.