أوصى وزير الدفاع الكوري الجنوبي الجديد الذي عين الجمعة بالتعامل بسرعة وحزم مع الأزمة الناشئة مع كوريا الشمالية، عبر رد يكون «أقوى بمائة مرة» إذا شن جيش بيونغ يانغ هجومًا، كما ذكرت إحدى الصحف أمس، وعين كيم كوان-جين الرئيس السابق لأركان الجيوش بعد ثلاثة أيام على القصف الذي شنته كوريا الشمالية على جزيرة كورية جنوبية. وكشف هذا الهجوم غير المسبوق منذ الحرب الكورية (1950-1953) وجود نقاط ضعف لدى قوات كوريا الجنوبية. ونقلت صحيفة شوسون ايلبو المحافظة عن كيم قوله: «يتعين علينا الرد بحزم على استفزازات كوريا الشمالية». وأضاف في تصريحاته الأولى بعد تعيينه وزيرًا: «يجب أن يكون ردنا أقوى بمائة مرة» إذا شنت كوريا الشمالية هجومًا. وأوضحت صحيفة كوريا جونغانغ أن «جدول أعمال وزير الدفاع الجديد حافل»، وأضافت: إن مصداقية وقدرات الجيش تعانيان ضعفًا شديدًا». وكيم كوان-جين معروف بقدرته القيادية وخبرته على صعيد الاستراتيجية العسكرية بعد تجربة استمرت أربعين عامًا في الجيش. وتعرضت الحكومة الكورية الجنوبية لانتقادات حادة هذا الأسبوع بسبب ردها العسكري الذي اعتبر ضعيفًا جدًا بعد قصف جزيرة يونغبيونغ الذي أسفر عن أربعة قتلى. يأتى هذا فيما توعد قائد مشاة البحرية الكورية الجنوبية برد الصاع صاعين بعد أيام من هجوم كوري شمالي قتل جنديين كوريين جنوبيين في الوقت الذي طالب فيه محتجون الحكومة باتخاذ إجراء أكثر صرامة تجاه الشطر الكوري الشمالي. وطلب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك من وزرائه ومساعديه الاستعداد لمزيد من «الاستفزازات» من جانب كوريا الشمالية خلال مناورات عسكرية مشتركة تجريها بلاده مع الولاياتالمتحدة وتبدأ اليوم. ونقل متحدث باسمه عنه قوله: «هناك إمكانية أن تقوم كوريا الشمالية بعمل غير متوقع ومن ثم رجاء استعدوا تمامًا تحسبًا لذلك عبر التعاون مع القوة المشتركة الكورية الأمريكية”. وجرى تكريم الجنديين القتيلين من مشاة البحرية الكورية الجنوبية باطلاق أعيرة نارية في الهواء بينما تعالى بكاء أفراد عائلتيهما كما أدى مسؤولون التحية العسكرية أثناء مرور الموكب الجنائزي بعد أيام من القصف المدفعي الكوري الشمالي على جزيرة كورية جنوبية صغيرة في أعنف هجوم على الشطر الكوري الجنوبي منذ الحرب الأهلية بين الجانبين التي دامت من عام 1950 إلى عام 1953. وقال اللفتنانت جنرال يوناك جون قائد مشاة البحرية الكورية الجنوبية: «كل أفراد مشاة البحرية بمن فيهم من هم في الخدمة وأيضًا مشاة البحرية من قوات الاحتياط سيثأرون للقتيلين بأي ثمن”. وكان اثنان من مشاة البحرية الكورية الجنوبية ومدنيان قتلوا في الهجوم. وردت كوريا الجنوبية باطلاق نيران مدفعية بعد ذلك بما يصل إلى 13 دقيقة ولكن لم يتضح ما إذا كانت سببت أضرارا. وتلت الجنازة احتجاجات مناهضة لكوريا الشمالية في العاصمة في الوقت الذي توجهت فيه حاملة طائرات أمريكية تعمل بالطاقة النووية للمشاركة في المناورات مع كوريا الجنوبية الأمر الذي أغضب كوريا الشمالية كما أثار قلق الصين. وهتف أكثر من ألف من قوات مشاة البحرية المخضرمين في وسط سول «حان الوقت للتحرك. حان الوقت للثأر. لنضرب قصر الرئاسة في بيونجيانج”. وأشعل أفراد من قدامى مشاة البحرية الكورية الجنوبية في وسط سول النيران في صور للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل وخليفته المزمع ابنه كيم جونج أون. ونظم أعضاء من «فريق التدمير تحت الماء» الذي يتدرب على أعمال تخريبية احتجاجًا ضد كوريا الشمالية والحكومة في سول لتجاهلها تضحياتهم أثناء مهام تجسس. واندلعت اشتباكات واستخدم رجال الشرطة أسطوانات إطفاء الحريق لتفرقة الحشود. وقال أعضاء الفريق: «لا يسعنا سوى إبداء غضبنا تجاه تصرف وزارة الدفاع والحكومة بوجه عام لفشلها في توجيه رد ثأري مناسب”. وقالت الصين العملاق الاقليمي والحليف الرئيسي الوحيد لكوريا الشمالية: إنها مصممة على الحيلولة دون تصاعد العنف ولكنها حذرت من القيام بأعمال حربية قرب ساحلها مع استعداد القوات الأمريكية والكورية الجنوبية للمناورات في البحر الأصفر. وذكر موقع كوري شمالي على الانترنت تديره وكالة حكومية أن المناورات “استفزاز آخر لا يمكن الصفح عنه”. وقال الجيش الأمريكي: إن المناورات كان مخطط لها قبل هجوم يوم الثلاثاء الماضي بفترة طويلة وتهدف إلى ردع كوريا الشمالية وليست موجهة للصين. ودعا الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الصين إلى تكثيف الضغط على كوريا الشمالية. وأضاف في مقابلة في قناة (سي. إن. إن) الاخبارية التليفزيونية «يصعب معرفة سبب عدم قيام الصين بالضغط بشكل أكبر. إحساسي أنهم يحاولون السيطرة على هذا الرجل (الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل). ولست متأكدًا من أنه يمكن السيطرة عليه”. والتقى وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي بالسفير الكوري الشمالي لدى بكين جي جاي ريونج ودعا إلى الهدوء بعد هجوم الأسبوع الماضي كما اتصل هاتفيا بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونج هوان. وذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان «الأولية القصوى الآن موجهة لإبقاء الوضع تحت السيطرة وضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث”.