شنّ سماحة مفتي عام المملكة ، رئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ هجوما عنيفا على "بعض"مكاتب الاستقدام التي لا تلتزم بالعهود ولا العقود،وتتصف بالكذب وتمارس الغش والتدليس على المواطنين وعلى العمال الذين تستقدمهم للعمل من الخارج، وقال سماحته: للأسف ان هذه المكاتب تقع في اخطاء كثيرة , وتحمّل المجتمع أخطاءها ، فلا هي تلتزم بالمواعيد التي وعدت بها من تستقدم لصالحه العمالة ، ولا التزمت بمؤهلات ومواصفات العمّال في الاعمال التي يأتون للعمل فيها ،ومارست التضليل على المواطنين والعمال المستقدمين معا، مما جعلت هؤلاء يدفعون أخطاء مكاتب الاستقدام الكبيرة والكثيرة . وقال سماحته: إن من مكاتب الاستقدام من تأتي بعمالة غير مؤهلة للقيام بالاعمال والوظائف المنوطة بهم ، فيظلمون الكفلاء ويظلمون العمالة التي جاءت طلبا للرزق والعمل وابتغاء الأجر ، ومن هذه المكاتب من يتاجرون في العمالة ويتلاعبون بمستحقاتهم ، بل لا يعطونهم الا القليل مما يتعاقدون معهم عليه ، وطالب سماحة المفتي العام بتنظيم عمل هذه المكاتب، والاخذ على ايدي المخالفين منهم، ومن يتاجرون في العمالة ، ومن يخدعون المواطنين ،وأكلة الحقوق والذين يمارسون الظلم ضد الفقراء من العمال . ووصف الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الاموال التي تجنيها مكاتب الاستقدام بالغش والكذب والتدليس وأكل الحقوق، وبطرق خبيثة بأنها أموال سُحتٍ لا خير فيها ، ولن يبارك الله الا في مال جمع من حلال، لا بالكذب والتدليس والظلم ، مطالبا اصحاب مكاتب الاستقدام بالصدق والامانة والالتزام بالعهود ، وعدم الاخلال بالمواعيد التي يضربونها للمواطنين ، وان يعطوا العمالة حقوقها كاملة غير منقوصة ، ولا يماطلون في أجورهم وحقوقهم ,مضيفا ان كثيرا من الصراعات تأتي من ظلم العمالة وتأخير أجورها ومماطلتها ، مؤكدا سماحته على الالتزام بالآداب الشرعية في التعامل مع العمال . جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها سماحة المفتي العام في الجامع الكبير بالرياض أمس والتي تناول فيها حقوق العمال والصدق معهم ،وعدم ظلمهم ،وان نظهر لهم سماحة ديننا ، وحسن اخلاقنا وان نطعمهم مما نأكل ، ولا نمارس معهم الحيف ونهضم حقوقهم ولا نعطيهم اجورهم في مواعيدها أو لا نلتزم بالعقود التي ابرمناها معهم ، او نحمّلهم فوق طاقتهم , وقال المفتي العام: إن شريعة الاسلام أولت عناية بالعامل العناية التامة التي لم تستطع القوانين الوضعية ان توفّرها له , وعدد سماحته حقوق العمال من العناية بهم وبصحتهم وطعامهم وسكنهم، مؤكدا على ضرورة ان نتقي الله في التعامل مع هؤلاء العمال، وقال: ان الخطاب الطيب والكلمة الطيبة يحققان المطلوب ويبعدان الشر ، والمسلم ليس بالسبّاب ولا اللّعان ولا الفاحش ولا البذئ ،لذلك لا يجوز إهانة العامل ولا ضربه ولا ايذاءه ، ولا التطاول عليه ، فليس هذه من اخلاقيات المسلم ، وكذلك من حق العامل أخذ أجره والتمتع براحته المحددة ، وعدم الاثقال عليه وتحميله مالا طاقة له به ،مضيفا ان اعطاء العامل حقه من تفريج الكربات والشدائد . وأشار سماحته الى ان من حق العامل غير المسلم على كفيله ان يدعوه للاسلام ، ويعرّفه بسماحة هذا الدين وان فيه الخير للبشرية جميعا ،دون إكراه ، وان كان مسلما ان نحثّه على الالتزام بالاسلام ، ونمكّنه من اداء الفرائض ، وان نكون قدوة صالحة له في التمسك بالدين والالتزام بالشرع، والمحافظة على القيم والاخلاق ، وقال المفتي العام : لقد انتقلت فئات كثيرة من جنسيات مختلفة الى بلدنا طلبا للرزق ، ويجب استغلال هذه الفرصة ونعرفهم بدين الاسلام ونرغبهم فيه ، وان نكون المثل لهم في الصدق والالتزام والاخلاق والتمسك بمبادىء الاسلام ، وان نعدل اليهم ونحترمهم ونعطف عليهم لان هذا ما أمرنا به ديننا ، ويجب الا يرى العامل من صاحب العمل الا كل ما هو حق وعدل وخير وصلاح واصلاح ، محذرا من الظلم ، وقال: لقد جاء هؤلاء طلبا للرزق والعمل والانفاق على انفسهم واولادهم وأبويهم، وما تغربوا عن بلدانهم الا لحاجة ملحّة فلا بد من اعطائهم حقوقهم غير منقوصة.