الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    قوة المملكة الاقتصادية ورفع التصنيف    موسم الرياض.. رؤية لسياحة مستدامة    مطار الملك فهد: 15 مليون مسافر سنوياً    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    إسرائيل تستهدف قياديًا في «حزب الله»    بوتين: الحرب في أوكرانيا اتخذت "طابعًا عالميًا"    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    مد الخليج يغرق الهلال    الاتحاد في صدارة ممتاز الطائرة    موديز ترفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى Aa3    المدى السعودي بلا مدى    غادة عبود: أمثل حتى أثري تجربتي الأدبية    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «الرياض» تفصلهم وتجمعهم    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    جمعية تآلف تحتفل باليوم العالمي للطفل بفعاليات ترفيهية وبرامج توعوية    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    ضبط شخص في عسير لترويجه الحشيش عبر مواقع التواصل    تعليق الدراسة الحضورية غداً بمدارس محايل عسير ورجال ألمع    اختتام المؤتمر العربي لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات    بمبادرة سعودية.. الاحتفاء باليوم العالمي للتوائم الملتصقة    هل تعاقب دول غربية إسرائيل بحظر السلاح ؟    الطقس يهدد الولايات المتحدة    عبدالله آل سالم يتوهج في دوري روشن    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    تأثير الذكاء الصناعي .. دفعت العائلة فدية لكنهم اكتشفوا أن ابنتهم لم تختطف    عن الدراما المسرحية والتجاهل الأكاديمي أتحدث    «حلاه يشدف» أحدث أغاني إبراهيم فضل بالتعاون مع محمد الخولاني    1850 متدربا ومتدربة على المانجا في اليابان    فنانو المدينة يستعرضون أعمالهم في جولتهم بجدة    وزير السياحة يدشن شركة رملة للرحلات السياحية والمنتجعات البرية في حائل    الحارثي في ذمة الله    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    الانسانية تحتضر    الطاقم الطبي يحدد موقف محترف الأهلي من مواجهة العين    سيارة جايكو 8 تبدأ رحلة جديدة في السوق الإقليمي بمظهرها الفاخر للطرق الوعرة    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    «الغذاء والدواء»: حظر الإتلاف ومنع السفر لحالات التسمم الغذائي    ترمب يرشح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة    معتمر فيتنامي: أسلمت وحقق برنامج خادم الحرمين حلمي    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    ضبط 19696 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مشروع العمليات الجراحية خارج أوقات العمل بمستشفى الملك سلمان يحقق إنجازات نوعية    جمعية البر في جدة تنظم زيارة إلى "منشآت" لتعزيز تمكين المستفيدات    وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخضيري ل "المدينة": معاقبة المفترشين ضرورة أسوة بالسائقين المخالفون.. و“حج الفقراء بديل عن الصدقات” العام المقبل

طالب وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة التنفيذية لأعمال الحج الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري بمعاقبة المفترشين بالمشاعر أسوة بأصحاب السيارات المخالفة، مشيرًا إلى أن عدد الحجاج هذا العام فاق الأعوام السابقة؛ بسبب دخول المتسللين والحجاج غير النظاميين من داخل المملكة. وطالب كل مواطن أن يكون عين رقابة ولا يسمح بالإساءة لمكة المكرمة المكان والإنسان، مشيرًا إلى أن عدد مؤسسات حجاج الداخل المقصرة هذا العام لا يتجاوز 5 مؤسسات. وقال إن الأمير خالد الفيصل قال بصريح العبارة (لن نتهاون.. أبدًَا أبدًَا أبدًَا) مع مخالفي نظام الحج مشددًا على اهمية عدم القبول بالسلبيات حتى لا تتحول إلى ثقافة. واشار إلى منع 50 الف سيارة مخالفة من دخول المشاعر وانه سيتم تطبيق النظام بحق المخالفين مشددًا على نجاح تجربة قطار المشاعر وانه لم يتعطل وقال: الجهات المسؤولة رأت ايقاف القطار لحظة هطول الامطار الغزيزة ليكونوا اكثر اطمئنانًا على الحجاج وقال في حوار خاص مع (المدينة) إن اجتماع لجنة الحج المركزية برئاسة الأمير خالد الفيصل اليوم سيناقش ملف حملات الحج الوهمية والتحديات الثلاث التي أعلن عنها سموه وتشمل الحجاج المتسللين وارتفاع نسبة النفايات في منى والافتراش. وأشار الى أن التوزيع العشوائي للصدقات في المشاعر المقدسة كان جزءًا من أسباب تكدس النفايات في عرفة ومزدلفة ومنى. وكشف عن التوجه للبدء في تطبيق اقتراح الأمير خالد الفيصل بتشجيع حج الفقراء بدلًا من التوزيع العشوائي للصدقات في المشاعر ابتداء من العام المقبل.
فإلى تفاصيل الحوار...
*(المدينة): نهنئكم على نجاح موسم حج هذا العام ولا شك أن الجهود الكبيرة التي بذلت كان لها دور فاعل في نجاح تنفيذ الخطط.. ما تقييمكم الشامل لموسم حج هذا العام؟
** أولًَا أرحب بكم جميعًَا ونرفع التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ولصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وللجميع في هذا الوطن المعطاء، وأقول: يجب أن ننظر لنجاح الحج من زاويتين، نجاح ولله الحمد والمنة مع هذه الأعداد الكبيرة التي تجاوزت ثلاثة ملايين حاج ولم يحدث ما يعكر صفو الحج، حيث كانت حركة الحجاج بين مختلف المشاعر ومكة المكرمة سلسة وإيجابية بشكل كبير فقد اكتمل التصعيد يوم التروية إلى منى قبل الساعة العاشرة صباحًَا والى عرفات قبل الساعة العاشرة صباحًَا واكتملت النفرة إلى مزدلفة قبل الحادية عشرة ليلًا كما كان انتقالهم من مزدلفة إلى منى وجسر الجمرات والمسجدالحرام فيه سلاسة كبيرة، ومع نزول الأمطاركان تصريف السيول ممتاز، أما تجربة قطار المشاعر كانت نقلة نوعية وسمي القطار “فاكهة الحج”، ولفت نظري العديد من الأسر السعودية التي كانت تستخدمه بشكل مكثف، وكان دخول الترددية الثالثة هذا العام لحجاج إيران ولدول أفريقيا غير العربية نقلة ايضا رغم ما واجهنا من بعض الصعوبات في تقبلهم لها، وكان حجم الطائفين في المسجد الحرام يوم العيد يوازي يوم الثاني عشر في السنوات الماضية، وقد عقد اجتماع رأسه سمو أمير منطقة مكة المكرمة يوم العيد مع كل المعنيين بإدارة الحج وهم أمين العاصمة المقدسة ونائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام وقائد قوات أمن الحج وقائد قوات الدفاع المدني والمسؤولين في وزارة الحج وغيرها لتدارس التفويج إلى المسجد الحرام وكانت النتائج إيجابية وشاهدنا كيف ساهم مشروع توسعة المسعى في تسهيل السعي للحجاج.
آليات جديدة للنظافة
*(المدينة): ما أبرز إيجابيات وسلبيات حج هذا العام؟
لا شك أن تنفيذ المشروعات الجديدة ساهم في نجاح الحج، كما أن منع المركبات أقل من 25راكبًا من دخول المشاعر كان له أثر إيجابي في تقليل حجم السيارات داخل المشاعر وسهولة الحركة وانخفاض التلوث ومشكلات الضوضاء، لكن طموحنا كبير ورؤيتنا للحج أشمل وأعمق، ولم يكن هناك إرتياح لوجود المفترشين وهذا الموضوع نوقش في لجنة الحج المركزية لإيجاد طاقة استيعابية أعلى لمشعر منى بالذات، لأن الطاقة الاستيعابية الحالية قليلة، ومن الأشياء التي كانت لافتة للنظر من سلبيات الحج وضع النظافة ونوقش في اجتماعات عديدة نتيجة العدد الكبير جدًَا من الحجاج وربما السبب فيها نوعية ما يسمح بدخوله إلى المشاعر من مواد غذائية وبالذات من الجمعيات الخيرية وحجم الفائض منها ومخلفاتها، وادى ذلك إلى ازدياد عال جدًَا في حجم النفايات ومع الحشود الكبيرة والافتراش صّعب ذلك دخول سيارات الأجهزة المعنية بالنظافة إلى مواقع التنظيف. وعندما تتحدث عن وجود أكثر من ثلاثة ملايين حاج في مساحة ضيقة تحتاج إلى أدوات ومتطلبات جديدة تختلف عن الطريقة التقليدية للنظافة وهذا ما تم التنسيق بين سمو أمير المنطقة وسمو وزيرالشؤون البلدية والقروية وأمين العاصمة المقدسة في البدء فعليًَا في إعداد دراسة لإيجاد آليات جديدة في عملية النظافة.
*(المدينة): ظاهرة دخول الباصات القديمة غير النظامية والطبخ العشوائي في المشاعر تتكرر سنويًَا ما الحلول لهذه الظاهرة؟
** هناك بعض الظواهر السلبية التي أساءت للحج وهي قضية الطبخ العشوائي من بعض الجاليات التي تحاول تقديم الوجبات، وهذه تحتاج فعلًَا لمعالجة وكذلك دخول بعض الباصات ممرات المشاة ومواقع المخيمات مما يعيق حركة سيارات الخدمات والنظافة، ومن الظواهر السلبية حجم المتسولين في عرفة ووجود تجاوزات من بعض أصحاب السيارات أقل من25 راكبًا. وقد بذل الأمن العام من خلال الإدارة العامة للمرور جهودًا كبيرة في رصدها ومعرفتها حتى يتم تطبيق الغرامة على المخالفين. ومن الظواهر السلبية استخدام بعض السيارات الحكومية في نقل الحجاج وتم رصد العديد من الحالات سيتم اتخاذ الإجراءات بشأنها بالاضافة إلى استمرار وجود بعض شركات الحج الوهمية واخرى غير قادرة على خدمة الحجاج أو قصرت في تقديم الخدمة، كما تم رصد نقص توفر المياه في بعض المواقع وعدم جاهزية بعض المسطحات الجديدة للحجاج وتم معالجتها ووجه سمو أمير منطقة مكة المكرمة معالي وزير الحج بخصوص المواقع التي لم تخدم كما يجب وإعادة دراستها، كما يجب أيضًَا إعادة دراسة أوضاع حجاجها وتعويضهم بما يستحقون مقابل عدم تقديم الخدمة بالشكل المرضي، وبشكل عام تم رصد كل السلبيات وكل الظواهر المسيئة للحج ونتمنى إن شاء الله في السنوات القادمة يتم معالجتها، كما رأينا تجربة منع المركبات أقل من 25 راكبًا وقد جاوز عدد السيارات التي منعت من دخول المشاعر هذا العام 50ألف سيارة وطبقت عليها الغرامات وهناك عدد من السيارات التي دخلت سيطبق عليها الغرامات، وكما أوضحنا في حملة الحج عبادة وسلوك حضاري أن الهدف ليس العقوبات إنما التوعية والخروج بشعيرة من شعائر الإسلام تعكس كل السلوكيات الحضارية التي نرجوها،
3 تحديات مترابطة
*(المدينة): حدد سمو أمير منطقة مكة المكرمة ثلاثة تحديات أمام الجهات المسؤولة، الافتراش، النظافة، تسلل الحجاج غير النظاميين كيف ستواجهون هذه التحديات؟
** سمو الأمير تحدث عن العديد من التحديات لكنه ركز على هذه الثلاثة لأنها مترابطة بطريقة أو بأخرى.. عندما نقول هذا العام نخطط لعدد ما بين مليونين إلى مليونين وأربعمائة ألف حاج وتفاجئ بثلاثة ملايين ونصف المليون حاج، كيف سيكون المستوى المقدم من الخدمات، وقد أدي ذلك إلى الافتراش لان الطاقة الاستيعابية لمنى محدودة ومعروفة، وهناك مشكلة أخرى وهي الحجاج غير النظاميين وقد تنبهنا لها مبكرًَا ونوقشت في كل ورش العمل التي تم عقدها بعدما حللنا تجربة السنوات الماضية كلها، فقبل عام 1429م أوضحنا أهمية التنبيه من إشكالية الحجاج غير النظاميين وفعلًَا بدأت حملة الحج عبادة وسلوك حضاري تركز على منع الحجاج غير النظاميين ونجحنا في السنة الأولى ونعتقد أننا حققنا نجاحًا في السنة الثانية لكن منع الحجاج غير النظاميين ليس له عقوبة لأن الحاج غير النظامي سواءً سعوديًا أو غير سعودي لا بد أن يكون له عقوبة لأنه يعتبر مخالفًا لنظام الحج ويجب أن يعاقب مثل ما حصل مع قائدي المركبات أقل من 25راكبًا العام الماضى، فالحج أصبح نظامًا، وصناعة لها متطلبات إدارية وتدريب وعلم، ولم تعد الاستطاعة فقط هي المؤشر للحج سواءً المالية والجسدية إنما أصبح هناك نسبة لكل دولة من الدول يجب أن تلتزم بها بما فيها المملكة، وهنا لا بد أن نؤكد هذا أن الحج أصبح حجًا نظاميًا، وأتمنى منكم في صحيفة (المدينة) ومن صحافتنا وإعلامنا السعودي والعالم أن يكون هناك لغة للحوار والبحث عن الأفكار وأنا على قناعة بان الاخوة في وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانة العاصمة المقدسة يبذلون جهودًا كبيرة جدًَا للبحث عن وسائل لتطبيقها في مكة المكرمة ومتى وجدت الآلية التي ستحقق هذا الهدف فتأكد أن خادم الحرمين الشريفين سيكون أول الداعمين لها، كما دعم توسعة المسجد الحرام والمسعى وجسر الجمرات والمشروعات الأخرى لأننا جميعًَا نسعى لتقديم أفضل وأرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.
تميز في ادارة الحشود
*(المدينة): خلال جولاتكم الميدانية هل التقيتم حجاجًا قدموا لأول مرة لهذه البلاد لمعرفة آرائهم وما لديهم من ملاحظات حول الخدمات المقدمة؟
** حرصت على لقاء عدد كبير من الحجاج الذين أتوا الحج لأول مرة وبالذات من دول أوروبا وأمريكا وبعض الدول الأخرى وكانوا في حالة ذهول من قدرة رجال الأمن على إدارة هذه الحشود، وكثير منهم قال: لي أقصى ما يمكن إدارته في المناسبات العالمية في بطولات مثل الألمبياد وكأس العالم لا يتجاوز ثلاثمائة ألف، لكن أن تحرك ثلاثة ملايين حاج في سبعة مواقع من المطار إلى مكة ثم إلى منى وعرفة ومزدلفة ثم منى والحرم في مكة فهذا انجاز كبير وقالوا إن أي قصور يحدث في مثل هذه الأمور يعتبر أمرًا بسيطًا. وفي مقابل ذلك سمو أمير منطقة مكة المكرمة ولجنة الحج المركزية يعتبرون أي قصور هو إهمال وعدم طموح وطموحنا جميعًَا أن نصل إلى الكمال، ولهذا جاءت أمنىة الأمير خالد الفيصل بألا يرى مفترشين ولا يرى مخالفة أنظمة الحج، ونعمل ليل نهار للتطوير ومعرفة الآراء الأخرى التي تساهم فيه، وتوجد آليات أكثر فعالية في النظافة والنقل وقد أشار سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى وجود مخطط شامل لمكة المكرمة سينفذ إن شاء الله ما بين 6-8 سنوات يراعى موضوع النقل والإسكان ومتطلبات الحجاج بشكل عام، دون اهمال متطلبات سكان مكة المحليين سواءً من السعوديين أو المقيمين.
*(المدينة): هل هناك رؤية منهجية جديدة يتم من خلالها معالجة التحديات التي ذكرها سمو أمير منطقة مكة المكرمة وأشرت إليها في حديثك؟
** الأمور بالنسبة لنا واضحة، استراتيجية منطقة مكة المكرمة تؤكد الاهتمام بالإنسان والمكان، الإنسان فيما يتعلق بثقافة العمل وروح الفريق الواحد ومعرفة إمكانات وقدرات كل الأجهزة وكيف نرتقي بسلوكياتنا الحضارية واحترامنا لضيوف بيت الله الحرام، وفي المكان كل ما تتطلبه مدينة مكة المكرمة بشكل خاص ومنطقة مكة المكرمة بشكل عام من مشروعات وخدمات لخدمة ضيوف الرحمن، هذه بالنسبة لنا الصورة التي يجب أن تكون عليها مكة المكرمة واضحة، والخطة العشرية لتنفيذ هذه المشروعات الآن هي تحت التنفيذ، وفيما يتعلق بالمخطط الإقليمي لتنمية منطقة مكة المكرمة اعتمد من وزارة الشؤون البلدية والقروية وأصبح موضع التنفيذ فكل الأدوات التي نحتاجها موجودة، فقط كل الذي نتمناه مرة أخرى هو روح الفريق الواحد بين قطاعات الدولة المختلفة.
مخالفات مؤسسات حجاج الداخل
*(المدينة): شركات ومؤسسات حجاج الداخل ما زالت تشكل ملفًَا ساخنًَا في أجندة الحج سواءً الحملات الوهمية وبيع التصاريح والمبالغة في الأسعار وأمور أخرى كيف ستعالجون هذه الملفات؟
** أولًَا هناك شركات نظامية لكنها تقصر في أداء واجبها، وهناك شركات حج وهمية حذرنا منها من سنوات وقلنا يجب على الحجاج التأكد من شركات الحج قبل التسجيل في الحملة من خلال وزارة الحج التي أعلنت عدة مرات في وسائل الإعلام عن الشركات المعتمدة وخصصت رقمًا مباشرًا وموقعًا على الأنترنت لكل حاج أن يتصل به ويسأل أويدخل على الأنترنت ويعرف هذه الشركات، وقضية التزوير في تصاريح الحج رصدت ولعلي أذكركم ببعض الشركات التي لم يلتزم أصحابها بالعقود واختفوا أو قصروا وقت الحج بلغت الأجهزة الأمنىة بالقبض عليهم وعمد سمو أمير منطقة مكة المكرمة معالي وزيرالحج بأن يُخدم الحجاج بكل متطلباتهم على حساب الشركة من خلال المتعهد الجديد وهذا ما تم فعليًَا، وتم التنسيق مع وزارة الحج بسرعة الرفع عن كل الشركات الوهمية حتى يتم تطبيق أقصى العقوبات الرادعة لهم، وبالمناسبة جميع مناطق المملكة تشارك مشاركة فعلية في محاربة شركات الحج الوهمية ويتم التنسيق معهم مباشرة عن طريق وزارة الداخلية وإمارة المنطقة للقضاء عليهم، وهناك جهود كبيرة تبذل للقضاء على تزوير التصاريح ومعرفة مصادره والحج مثله مثل أي عمل يتعرض لمثل هذا النوع من المشكلات لكن الشيء الجميل أن الكل حريص والكل متابع للقضاء على هذه المخالفات.
*(المدينة): كم عدد الشركات المخالفة التي ضبطت خلال موسم حج هذا العام؟
** الحقيقة نحن في صدد رصد عدد الشركات المخالفة.. وأقولها بكل أمانة هذا العام الشكاوى قليلة مقارنة بالعام الماضي والذي قبله، وكانت ردة الفعل أعلى في سرعة الاستجابة من إمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الحج في معالجة ما ورد من شكاوى والمؤشر الإيجابي أن هناك انخفاضًا كبيرًا من شركات الحج الوهمية أوالتقصير من بعض الشركات.
*(المدينة): هل سيتم إعادة النظر في مؤسسات وشركات حجاج الداخل وتحويلها إلى نظام مؤسسات طوافة؟
** بكل أمانة هذه الشركات لها نظام معتمد وينفذ، والعشرات من شركات حجاج الداخل تقوم بعملها على افضل ما يكون لكن عندما تظهر فئة بسيطة مخالفة لا يمكن أن نعمم الحكم على الأكثرية، ومن خلال معايشتي هذا العام أربع أو خمس شركات فقط قصرت في أداء واجبها من عشرات الشركات، وهذا مؤشر إيجابي إلى أن حجم المشكلة ليس بالكبير، والنقطة التي لا تغفل عنا جميعًَا أنت تتحدث هنا عن إدارة دولة في ستة أو سبعة أيام فيها كل شيء، 181جنسية بلغات وثقافات وعادات ومتطلبات مختلفة، وأعمار كبيرة في السن لها متطلباتها، فلا تستغرب إذا رأيت بعض الأمور السلوكية غير المرضية، واليوم نحن نقول ما القضايا الجوهرية التي تنعكس سلبًَا على شعيرة الحج، ثم ما الظواهر السلبية التي يجب معالجتها في المستقبل، لو قللنا نسبة الحجاج غير النظاميين وأوجدنا بدائل للسكن سنقضي على ظاهرة الافتراش، واذا قضينا على ظاهرة الافتراش معناه خفضنا نسبة المخلفات والنفايات، فالعملية مثل الحلقات المترابطة.
شكاوى الحجاج والرقابة
*(المدينة): يشكو الكثير من الحجاج من المغالاة في الاسعار خلال الموسم.. كيف يتم تجاوز هذه الاشكالية وأين دور حملة الحج عبادة وسلوك حضاري في إيصال مفهوم الابتسامة وخدمة الحاج للعاملين في اغلب المحلات؟
** رسالة الابتسامة التي أرسلناها موجهة للمسؤولين الحكوميين وللتجار والباعة، ولجميع سكان مكة المكرمة وحتى تصل هذه الرسالة وتحقق أهدافها تحتاج إلى فترة زمنىة ليست بالقصيرة، فأنت لا بد أن تفرق بين ما تخطط له وما تواجهه، وكلنا لا نسمح بالإساءة لمكة المكرمة لا المكان ولا الإنسان، ومع ذلك أقول هناك فرق عمل ميدانية تراقب أداء الأجهزة وترفع تقارير سواءً حول مراقبة الأسعار او الإصحاح البيئي والحلاقين غير النظاميين، وما زلنا نواجه مشكلة كبيرة في أن بعض الحجاج يحلقون لبعضهم وبأدوات غير صحية، وكل هذه الظواهر السلبية التي أشرتم إليها هي محل رصد وتطوير عام بعد عام، وما يصعب علينا العمل أن طاقة هذه الأجهزة مبنية على الوضع العام أو المتوسط، في فترة الذروة نستعين بمتعاونين لكن الكثير منهم (غير متعاونين) وغير ملمين، وغير حريصين على أداء هذه المسؤولية ولهذا السبب وجه سمو أمير المنطقة أن يكون هناك برامج تدريبية لهؤلاء المتعاونين، وأتمنى بهذه المناسبة أن ننتقل من ثقافة العمل في الحج إلى ثقافة الخدمة والاحتساب، ففي الماضي وما زال من أهل مكة المكرمة من يقدم خدمة الطعام والإرشاد ومساعدة التائهين لوجه الله وبشكل كبير وأرجو من الجميع أن يعامل ضيوف الرحمن مثل ما يعامل ضيوفه في بيته.
نوتة لتسجيل الملاحظات
*(المدينة): كنت تحمل نوتة لتسجيل ملاحظات من الميدان خلال موسم الحج وما أبرز ما رصدته من ملاحظات في تلك النوتة؟
** بالمناسبة نوتتي كانت تركز على الجانبين، الإيجابيات والسلبيات فلا ينبغي أن نكون دائمًَا سلبيين وهناك إيجابيات عظيمة الهدف منها تعظيم الفائدة، وهذا ما سيناقش اليوم في اجتماع لجنة الحج المركزية، وقد صدر خطاب سمو أمير المنطقة لجميع الجهات العاملة في الحج بإفادة لجنة الحج المركزية بكل الظواهر الإيجابية والسلبية لتقديم أفضل حلول لها، وبطبيعة عملي الميداني وبحكم أني رئيس لجنة الحج التنفيذية ولجنة التفويج إلى جسر الجمرات يجب أن اركز على العمل الميداني تحت قاعدة (يرى الحاضر ما لا يرى الغائب) وقد رصدت الكثير من الإيجابيات والسلبيات، وأبرزها الحجاج غير النظاميين والنظافة والطبخ العشوائى.
*(المدينة): ما الحلول البديلة لقرار منع المركبات التي تقل حمولتها عن 25راكبًا؟
كل الحجاج النظاميين الذين قدموا من خلال مؤسسات الطوافة أو شركات ومؤسسات حجاج الداخل مؤمن لهم وسائل نقل وما تراه من مشاة هم الحجاج غير النظاميين وتم أخذ هذه النقطة في الاعتبار وتم دراستها ولعلي أقول نقطة مهمة أيضًَا، درسنا الأثر السلبي على قرار (الرويكب) وتأثيره السلبي على مصالحه لأنه في نهاية المطاف هم أبناء مكة المكرمة ويسترزقون من الحج، وسيتم إيجاد بدائل للاستفادة من هذه الطاقات الشابة ويدعمنا بشكل كبير معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القري، إضافة إلى وجود العديد من الجهات الرقابية التي تعمل أيضًَا على رصد بعض الظواهر السلبية وبعض الإجراءات التي تطبق حتى يتم تقويمها وتحديثها وتقديم الحلول البديلة لها وكلما استطعنا أن نصل إلى النسبة المقبولة التي يستوعبها المكان وتستوعبها مختلف المشاعر تأكد أننا سنسعى جميعًَا إلى تحقيقها، وكما قال سمو أمير المنطقة أننا (لن نتهاون.. أبدًَا أبدًَا أبدًَا) مع مخالفي نظام الحج، فهي قضية لم تعد خيارًا وإنما أصبحت واجبًا علينا أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام هذا الحاج النظامي الذي جاء يرغب في التنعم بخدمة متميزة ويرغب في حج آمن مطمئن هادئ تشمله السكينة، ثم أمانة أمام قائد هذا الوطن وقيادته بأن ما يقدمونه من خدمات ومشروعات تستحق أن تحمي وأن تبرز هذه الجهود وأنا قلتها في عدة مناسبات أن خادم الحرمين الشريفين أعطي شيكًَا مفتوحًَا لمشروعات مكة المكرمة خاصة ما يخدم بيت الله الحرام، ثم أيضًَا ما نقوم به خدمة لهذه الشعيرة اليوم لم نعد قرية مغلقة، الكل يراقبنا والعالم كله يتابعنا ويرى ما يتم في مكة المكرمة أي إساءة لهذه الشعيرة هي إساءة للإسلام، والمملكة وأعتقد لا يوجد إنسان عاقل يسمح أن يكون سببًا للإساءة لكل هؤلاء،
*(المدينة) الأمير خالد الفيصل دعا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بمناسبة تدشين المرحلة الثالثة لحملة (الحج عبادة وسلوك حضاري.. لاحج إلا بتصريح) الذين يوزعون الصدقات على الحجاج في المشاعر بأن يتكفلوا بحج الحجاج بطريقة نظامية بدلًَا من توزيع الصدقات، كيف سيتم ترجمة دعوة الأمير خالد الفيصل لهؤلاء المحسنين ومتى سيبدأ التطبيق الفعلي لهذه الدعوة.. وقد لمسنا خلال جولاتنا هذا العام استمرار التوزيع العشوائي للوجبات في مزدلفة هذا العام؟
** دعنى أضيف لك إلى مزدلفة ما حدث في عرفة، نفس المشكلة شاهدتها وصورتها آلاف الوجبات الغذائية التي لم تستخدم في عبواتها مرمية ومداسة في الأرض، وحدث في حج 1430ه فعليًَا تنفيذ جزئي لتوجيه سمو أمير المنطقة من خلال لجنة السقاية والرفادة وتم الاتصال بأكثر من 38جهة تقدم طعامًا خيريًا في الحج وتم الاتفاق مع 27 منها أن يتم أخذ هذه الوجبات وتوزيعها على الحجاج الفقراء في مساكنهم وفعلًَا تم تنفيذها، فقط11جهة سمح لها بالتوزيع في مشعري عرفة ومزدلفة لوجود التزامات سابقة وهذا أيضًَا كان فيه شيء من التجاوز، وكان هناك تجاوز في دخول بعض الشاحنات والبرادات التي قامت بالتوزيع العشوائي وهي أيضًَا جزء من أسباب تكدس النفايات في عرفة ومزدلفة ومنى، وجار التقصي عن أسباب وكيفية دخولها وأسباب السماح لها بالتوزيع وهي مخالفة والنتائج سوف تظهر، ونتمنى بإذن الله سبحانه وتعالى العام القادم أن يوضع هذا التوجيه في إطار تنظيمي ضمن أنظمة الحج فيما يتعلق بهذا الموضوع ونوجد الآلية السليمة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام علمًَا بأن لجنة السقاية والرفادة تعمل مواقع للطوارئ، وفي حج هذا العام حدث أن أحد المواقع لم يصله وجبات للحجاج وتم تكليف اللجنة بإيصال الماء والأغذية لهم في مواقعهم والجانب الآخر ذو شق مع النظافة وهو بدء البحث عن أدوات وآليات لتقليل النفايات التي تنتج من استخدام المواد الغذائية، مثل الكراتين والبلاستيك وعلب الماء مثل ما حدث في موسم رمضان والعمرة، حيث تم توزيع التمر منزوع النواة في المسجد الحرام وساحاته.
قطار المشاعر
*(المدينة): كيف تقيمون تجربة قطار المشاعر وما صحة الالتماس الكهربائي الذي أدى لتعطيل القطار؟
** أولًَا القطار تم تشغيله بطاقة 35% وهي أقل من الطاقة الكاملة له، وقد اشتغل دون أن تكتمل كامل بنيته التحتية وكانت هذه جرأة مباركة من زملائنا في وزارة الشؤون البلدية والقروية، والقطار كان فاكهة الحج قدم خدمة جليلة، الكل كان سعيدًا بها عاضده فيها مشروع الترددية الذي استخدم فيه أكثر من20ألف باص لنقل الحجاج، وما ذكر عن قضية الالتماس يشوبه الخطأ في المعلومة وكان هناك نقاش حول، هل يسمح بعمل القطار وقت الصواعق والأمطار أو لا يسمح، وبخاصة أن الزملاء كانوا مطمئنين100% لجاهزيته بالعمل الكامل واتفقوا على قرار إيقافه لفترة ساعتين أو زيادة قليلًَا وهي فترة الأمطار الغزيزة، والحمد لله ليس هناك أي مشكلة تقنية أو تنفيذية للقطار ولكن انطلاقًَا من قاعدة (قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) فكان لاطمئنان القلب.
*(المدينة) ما أبرز ما لفت نظرك في موسم حج هذا العام؟
** لفت نظري دور وزارة الثقافة والإعلام في استقطاب المراسلين التلفزيونيين والصحافيين المتميزين من مختلف دول العالم وكانت تغطية إعلامية متميزة تابعتها على كثير من القنوات العالمية.. ولا شك أن رسالة الإسلام الحقيقية من خلال شعيرة الحج وصلت للعديد من دول العالم وكان لها أثر إيجابي كبير، وكان أحد المعلقين عند النفرة من عرفات إلى مزدلفة يكرر كلمات الذهول وهو يرى هذه الأعداد البشرية تتحرك ويتساءل كمراسل جديد هذه كيف يمكن أن توجه، وكان يظن أنه سيرى آلاف الأموات في ثوان مقارنة بالماراثون ولم تسجل ولله الحمد والمنة أي حوادث أو إصابة، وكانت في الحقيقة رسالة أعمق وأشمل وتلقيت اتصالات كثيرة بعد موسم الحج من زملاء في مختلف دول العالم كلهم يشيدون بالدور المتميز، لوزارة الثقافة والإعلام..كذلك الصحافة السعودية ومنها طبعًَا بكل فخر صحيفة (المدينة) في احتضانها لرسالة المنطقة وشعار حملة الحج عبادة وسلوك حضاري الموجود في كل صفحة من صفحاتها، ونجحت صحافتنا بشكل عام في الانتقال من الخبر إلى تحليله واستقطاب الآراء والحوارات الميدانية والاستماع لمختلف الآراء وتقييمها وتحليلها وإبراز الإيجابيات والسلبيات وطرح الحلول، وهذه الحقيقة أعتبرها نقلة متميزة في الإعلام الرصين الذي يعتبر العون بعد الله سبحانه وتعالى لمختلف القطاعات التي تعمل.
ودائمًَا أقول إن القطاعات الخمسة هي القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع الإعلامي والقطاع الأكاديمي وقطاع المجتمع المدني، ودائمًَا نؤكد ونقول: الإعلام هو السلطة الرابعة بمعنى هي السلطة التي تصل، وتوصل الإيجابيات والسلبيات وتجعل مساحة حرية الحوار عالية جدًَا، وأنا سعيد جدًَا بكل كلمة كتبت وبكل رأي طرح وبكل خبر نقل.. وكان هناك فريق متخصص من إدارة الدراسات والعلاقات العامة بالإمارة يرصد كل صغيرة وكبيرة كتبت عن الحج، حتى نجعل من المعلومات الإعلامية أحد المغذيات الرئيسية لنا بالآراء والمقترحات، وكانت تجربة سعدت بها وكانت السعادة أكبر عندما رأيت أثرها الإيجابي في حفل وزارة الثقافة والإعلام بضيوفها من الإعلاميين من مختلف دول العالم وشاهدنا العديد من الأجانب الذين تكلموا في المؤتمر وكيف أن الحج كان الطريق إلى هدايتهم، وسيكون طريقًَا لهداية الكثير وأشار أحد المتكلمين الى أنه دخل الإسلام عندما رأى هذه الشعيرة العظيمة تؤدى من خلال الشاشة الفضية، فكانت الرسالة واصلة وكما نقول صورة في الإعلام تغني عن ألف كلمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.