هنيئًا لكم ياملك الإنسانية محبة ووفاء شعبكم الأبي بكل فئاته وأطيافه وفي كل أرجائه في البادية والحضر والهجر عندما اجتمعت أفئدته وتوحدت ألسنته قبل بضعة أيام بعد أن صارحتموه وكما تعوده منكم دائمًا من صدق المشاعر وصفاء النفس ونقاء السريرة بالعارض الصحي الذي ألم بكم ، فاتجه في دعاء واحد وقلب خاشع إلى البارئ عز وجل أن يمن عليكم بالشفاء العاجل ويلبسكم ثوب الصحة والعافية ويعيدكم إلى أرض الوطن سالمًا معافى قرير العين، مرفوع الهامة ، مجبور الخاطر ، وعندما جاءت البشرى التي غسلت الوجوه بدموع الفرحة ورسمت على الشفاه علامات السرور والابتهاج بعد بضعة أيام من مغادرتكم أرض الوطن بأن العملية الجراحية التي أجريت لكم تكللت بحمد الله وتوفيقه بالنجاح ، فهتفت الركبان وتضرعت الأفئدة ، متوجهة مرة أخرى إلى الرحمن الرحيم حمدًا وشكرًا على سلامتكم ، ولسان حالها يقول إِذا سَلِمتَ فَكُلُّ الناسِ قَد سَلِموا . هنيئًا لك ياملك الإنسانية هذه اللحمة الفريدة التي تجمع بينكم وبين شعبكم المخلص المحب لكم بكل جوانحه ضمن رباط متين وعهد وثيق ، فكانت تلك اللحمة مثالاً يحتذى في العلاقة بين الراعي والرعية ، ولما ينبغي أن تكون عليه القيادة الأمينة ، والحكم الرشيد ، والوحدة الوطنية ، والمسيرة المباركة التي تنشد إسعاد المواطن ورفاهيته وتسعى إلى تلبية مطالبه واحتياجاته وتأمين مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة من خلال المشاريع العملاقة ، والصروح الشامخة ، والخطط الطموحة ، التي تعم أرجاء الوطن وتشمل كافة المجالات العلمية والاقتصادية والصناعية بما يليق بهذا الوطن العزيز الذي اختصه الله عز وجل بأن جعله مهد الإسلام وشمس هدايته ، وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ، ومنارة العقيدة ومركز إشعاعها ، ووطن الإنسانية وحامل رسالتها. هنيئًا لكم يا خادم الحرمين الشريفين ولشعبكم وللأمة الإسلامية جمعاء بأن من الله عليكم بنعمة الشفاء لكي تواصلوا مسيرة العطاء الجميل التي جعلتكم مضرب الأمثال في الإخلاص لشعبكم ولقضايا أمتكم وإعلاء راية الإسلام . فدتك نفوسنا يا مليكنا ومالك قلوبنا وباني نهضتنا وراعي مسيرتنا وزارع الأمل في وطن أحطته بسياج المجد فأعليت صرحه ، ورفعت شأنه ، ورسمت طريقه إلى المستقبل علمًا وعلوًا ونهوضًا .