رفع الاقبال على الاستراحات في جدة نسبة التشغيل إلى 100% وكذلك الاسعار إلى 3 آلاف ريال لليوم الواحد.وعلى الرغم من أن الإقبال كان سببا في زيادة الاسعار التي تراوحت بين ألفي و3 آلاف ريال، إلا أن البعض اعتبرها فرصة للترابط الاسري، وصلة الرحم في إجازة عيد الاضحى المبارك، لاسيما أن الحياة العملية تمنع الكثيرين من التواصل خلال الدوام الرسمي للوظائف والدراسة. ويقول بدر محمد الحربي: إن عيد الأضحى فرصة عظيمة لتقوية الترابط الأسري وصلة الرحم، وكثير من الأسرة لا تجتمع غالبًا إلا مرة واحدة في العام، مشيرًا إلى أنه اتفق وأبناء عمومته وأسرهم على أن يستأجروا استراحة لقضاء أيام عيد الأضحى وذبح الاضاحي بهدف التجمع، بعيدا عن رسميات المنازل.أما إبراهيم العزيزي فيقول: إن إقامة الأعياد في الاستراحات ظاهرة اجتماعية جيدة فمن خلالها يستطيع جميع الأقارب أن يلتقوا أثناء إجازاتهم خاصةً أنهم لا يلتقون في العام إلا مرة واحدة ومن خلالها يمكن أن نغرس في نفوس أطفالنا أهمية الترابط الأسري وصلة الرحم، إضافةً إلى أنهم يتعرفون على أقاربهم الذين لم يلتقوا بهم من زمن طويل.ويرى عبدالرحمن مرزوق العزيزي أن الأعياد في الاستراحات بدأت في الظهور بعدما كبر الأبناء وزاد عدد افراد العائلة، مشيرًا إلى ان الاستراحات هو المكان الانسب لتلك التجمعات، لا سيما أن المنازل اصبحت لا تتسع لاحتواء جميع أفراد العائلة.ويضيف سلطان البركاتي أن الاحتفال بالاعياد في الاستراحات وجمع الأهل والأقارب فيها، فيه مصلحة للجميع، فهى ترسخ روح التواصل والتآخي، وفرصة لالتقاء الأهل والأقارب.ويتفق عبدالغني الحربي مع ما ذهب إليه البركاتي، مضيفا: إن دعوة الاهل والاقارب إلى الاستراحة بها الكثير من الايجابيات، إذ إن البعض يرفض أو يتكاسل عن تلبية الدعوة عندما تكون في المنزل، نظرا لضيق المكان وعدم اتساعه للجميع، مشيرا إلى أن محدودية المكان في المنزل ربما تجبر صاحب الدعوة على اقامة اكثر من تجمع على فترات حتى يمكن استيعاب افراد العائلة كافة، على عكس الاستراحة التي يمكنها ان تستوعب أعدادا كبيرة من افراد العائلة الواحدة.ويقول خالد المالكي: يحزننا ما نراه اليوم من تباعد الأفراد وتسرب التكاتف والتواصل الاجتماعي بين أفراد العائلة الواحدة، ومن خلال إقامة احتفالات العيد في استراحات ودعوة الجميع إليها فإن ذلك سيذيب كل تلك التباعد الذي خلفته المشاغل الحياتية.ومن جانبهما أوضح مستشارا العلاقات الاسرية وخبيرا التنمية البشرية الدكتور سامي هادي الأنصاري والاستاذة سلوى العضيدان: أن العيد مناسبة توافقية من الناحية النفسية، كعملية مستمرة تتناول السلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية وهو مناسبة دينية عظيمة يحتفل بها المسلمون كشعيرة وكقيم ومثل وأعراف وحين يجتمع الأقارب في مناسبة العيد ويتبادلون الاحتفالية، يحدثون بذلك توازنا اجتماعيا بين افراد الاسرة والعائلة الواحدة.وأضافا “الأنصاري والعضيدان”: إن العيد التزام بأخلاقيات المجتمع ومسايرة المعايير الاجتماعية والامتثال لقواعد الضبط الاجتماعي، ويرى خبراء علم النفس أن التفاعل مع التقاليد بالعيد من شأنه الرفع من قيمة الجميع كتقدير مثالي ومبالغة في تقدير المناسبة.وحسب متعاملون في الاستراحات بجدة فإن الاستعدادات بدأت من وقت مبكر، نظرًا لزيادة اقبال العوائل على اختيار الاستراحة مكانا لقضاء العيد، مشيرين إلى أن جميع الاستراحات محجوزة خلال عطلة العيد.ويقول جمعان الزهراني «مالك استراحات بجدة»: إن هذا هو موسم الاستراحات حيث نحرص على تجهيزها بكل ما تحتاج من وقت مبكر لاستقبال المستأجرين في عيد الأضحى، مشيرا إلى أن الحجوزات بدأت قبل إجازة عيد الأضحى بأيام، خاصةً من الزبائن الدائمين والذين يأتون لقضاء أيام العيد هم وأقاربهم وأصدقائهم في الاستراحات، ومؤكدًا أن نسبة التشغيل تصل إلى 100% حتى نهاية عيد الأضحى.ويقول عبدالستار محمد علي «موظف حجز في إحدى الاستراحات»: إن هناك إقبالا كبيرا في موسم عيد الأضحى المبارك على استئجار الاستراحات من قبل المواطنين التي تتفق فيما بينها على قضاء جميع أيام العيد في الاستراحة.ويضيف: إن سعر الاستراحة لليوم الواحد 24 ساعة يتراوح ما بين 2000 و3000 ريال، وذلك حسب نوع الخدمة المقدمة وإمكانات الاستراحة، معتبرًا أن موسم عيد الأضحى هو أنشط موسم طوال بقية العام.ويعزي محمد الجهني ارتفاع أسعار تأجير الاستراحات بسبب موسم عيد الأضحى المبارك وبسبب تفوق الطلب على العرض.وأضاف: إن هذه الأسعار المرتفعة خلال موسم عيد الأضحى تعوض الركود وانخفاض نسبة الإشغال لها خلال أشهر السنة الأخرى.ويقول كل من خبيري التنمية البشرية ومستشاري العلاقات الاسرية محمد بن عبدالله آل لافي وعلي عبيد: إن الروتين اليومي الممل يشعر الشخص بالضيق والملل، فلا بد من التنوع في مجالات الحياة لأنه يشعر الشخص بالطمأنينة والراحة والإقبال على الأعمال بكل نشاط مما يجعل خروج الإنسان عن القيد الروتيني أمر ملحًا، وهي النزعة الفردية للإنسان المتأصلة داخله التي تدفعه دائمًا للحصول على الفرحة، وتجنب الشعور بالألم والإحباط، فكانت الاستراحة بمثابة استراحة نفسية يقضي الفرد معها وقتا خاليا من الضغوط وحسابات الحياة المعقدة.وأوضحا أن إقدام الكثيرين على إقامة الأعياد في الاستراحات من أجل أشباع عاطفي من ناحية السعادة والأنس والشعور بالتلاحم الاسري، فالإنسان في هذه الحياة يعيش مع بني جنسه فإليهم يسكن وبهم يأمل ومعهم يستقر فمن خلال التفاعل الاجتماعي بين الأفراد تنشأ بينهم أعراف وتقاليد وتكون المودة هي الطابع الرسمي لهم وتجدهم مستبشرين فرحين بحالهم فنجدهم يذهبون للاستراحات من أجل الوصول بالنفس إلى قمة سعادتهم فهي بمثابة التنفيس للنفس، كما تعتبر حلولا بريئة لمشكلات الحياة اليومية.