قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إن الامة الاسلامية في عصرنا هذا تمر بأحلك الظروف التي تحيط بها وأخشى ما أخشاه أن تمر مرور الكرام عاجزة أمام تلك الظروف ومتغيرات العصر التي أرجو ألا تكون قد تجاوزتها كثيراً. إن وقفة إسلامية شجاعة لهذه الأمة إنما تستحقه ، ما تستحقه تاريخا وحاضرا ومستقبلاً، ولأن غفت طويلاً فإنها لا بد في يوم من الأيام وبرحمة الله جل جلاله ثم بالعمل الخلاق قادرة على صحوة لا تساؤم بعدها. واكد ، في كلمة القاها نيابة عنه سمو النائب الثاني خلال حفل الاستقبال السنوي في منى لرؤساء بعثات الحج ، ان أمة أكرمها الله وجعلها خير أمة أخرجت للناس ليس هذا واقعها الذي تستحقه سياسياً أو اقتصاديا أو اجتماعيا . فدروس الماضي علّمت الأمم كيف يكون المستقبل زاهراً حين يتسابق كل فكر خلاّق مع أكرم الرؤى الحضارية والإنسانية وفق إرادة صلبة عمادها التوكل على الحق جل جلاله. واكد النائب الثاني خلال الحفل ان حكومة خادم الحرمين الشريفين وبتوجيهاته الكريمة تسخر كل الإمكانيات من أجل خدمة حجاج بيت الله ، ونريد استقرارهم وسلامتهم وأمنهم لينصرفوا إلى هذه العبادة والى هذه الفريضة بكل هدوء واستقرار وراحة وهذا ما تحقق ولله الحمد ونرجو من الله ان يكمل للجميع حجهم ويعودوا غانمين سالمين إلى أوطانهم بكل يسر وسهولة ونحمد الله على ذلك. ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين أقام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا في الديوان الملكي بقصر منى امس حفل الاستقبال السنوي لرؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام . والقى وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي كلمة قال فيها ان خادم الحرمين الشريفين مضى بكل قوة واقتدار في حشد الطاقات البشرية و الإمكانات المادية لإنجاح شؤون الحج والحجاج ، وجعلها في إطار استراتيجية متجددة تنطوي على العديد من الخطط التشغيلية والتنفيذية . كما يركز المليك على تطويرها من سنة إلى أخرى وذلك في جميع الميادين : البنية التحتية ، والأمنية ، والإعمارية ، وفي مجالات أخرى يعجز المرء عن سردها وإحصائها. واشار الى عمليات البناء والتطوير التي تعم الوطن من أقصاه إلى أقصاه وبخاصة في المشاعر المقدسة حيث يتم تباعا رصف المزيد من الطرق السريعة المزدوجة المسارات والجسور والأنفاق ودرء مخاطر الأمطار والسيول واستكمال جسر الجمرات وتوسعة الصفا والمروة ضعف ماكان عليه ، إضافة إلى المشروع العملاق لتوسعة المسجد الحرام من الناحية الشمالية .. الذي حشد له عشرة آلاف إنسان لإنجاز أكبر توسعة في تاريخه ، وكذلك المسجد النبوي الشريف ، ومشروع قطار المشاعر المقدسة الذي أسهم بثلث طاقته هذا العام على أن يستكمل خلال العامين المقبلين بمعدل مائة ألف حاج في الساعة إضافة إلى التوسع في إنشاء الجامعات والمدن الصناعية والمالية والاقتصادية، والمعرفية وتقنية المعلومات. إثر ذلك القى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة اشاد فيها بالجهود الكبيرة المبذولة في الإعداد للحج والتطوير المستمر للخدمات وخطط الأمن والمشاريع العمرانية في توسعة الحرمين وفي المشاعر تيسيرا على الحجاج وحرصا على توفير الاجواء الملائمة لأداء المناسك سائلين الله تعالى أن يجزل المثوبة ويهيئ من الامر ما يعين على خدمة الإسلام والمسلمين. وقال إن الحج خامس أركان الاسلام إذا أداه المسلم استبشر برجائه في أن يكون الله تعالى قد أتم له دينه ورده إلى أهله مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه. والناظر في هذا الركن العظيم وما يحيط به من أجواء وملابسات يدرك أن الحج يشتمل على مقاصد عديدة ، يحسن بمن له مسؤولية ترتبط بالحج ، أن يستكشفها ويهتم بها ، وخاصة أن مشاعر المسلمين من شتى أقطار العالم ترتبط بهذا الموسم فهم يتابعون وقائعه ومجرياته. واضاف إن أي محاولة للإصلاح في الأمة الإسلامية لا تنجح إلا إذا انطلقت من الإسلام ، فإن صلاح الأمة وعزها وسعادتها في تمسكها بإسلامها ودفاعها عنه هذه حقيقة ثابتة أكدتها التجارب التي مرت بها الامة في مختلف عصورها. ومن المؤكد أن الحوار قيمة من القيم المختزنة في تراث الأمة ، وأنها في هذا العصر أحوج ما تكون إلى تحويل هذه القيمة إلى سلوك عملي يمارس بأطر وأساليب متعددة في مختلف المجالات ، لبناء جسور التواصل بين مختلف القيادات والشخصيات والفئات تقلل أسباب النزاع وتعزز وشائج التعاون على حل المشكلات العويصة. عقب ذلك القيت كلمة رؤساء بعثات الحج القاها عنهم وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية رئيس بعثة الحج الفلسطينية الشيخ محمود صدقي الهباش ابرز فيها الأيادي البيضاء لخادم الحرمين الشريفين مؤكدا إن الأمة الإسلامية بكل حكوماتها وشعوبها بل جميع حكومات وشعوب العالم لتشهد بأياديه البيضاء ومواقفه الجليلة فهو الذي يبادر بلم الشمل وجمع الفرقاء ونفي الاختلاف لتنطفي نيران الصراع ، و يحل السلام محل الخصام سيرا على هدى النبي الطاهرة. إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز الكلمة التالية : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : أصحاب الفخامة ، أصحاب السمو ، أصحاب المعالي .. أيها السادة الكرام : يشرفني نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن أقدم لكم التهنئة بعيد الأضحى المبارك وبما فضلّه الله عليكم به من حج بيت الله وإكمال حجكم راجيا من الله لكم القبول إن شاء الله ، كما انقل لكم تمنيات سيدي ولى العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز لفخامتكم ولكم جميعاً تهنئته بعيد الأضحى المبارك وتهنئته لكم بهذه الفريضة ، الفريضة الخامسة المفروضة على كل مسلم. إن حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وبتوجيهاته الكريمة تسخر كل الإمكانيات من أجل خدمة حجاج بيت الله ، و استقرارهم وسلامتهم وأمنهم لينصرفوا إلى هذه العبادة والى هذه الفريضة بكل هدوء واستقرار وراحة وهذا ما تحقق ولله الحمد ونرجو من الله ان يكمل للجميع حجهم ويعودوا غانمين سالمين إلى أوطانهم بكل يسر وسهولة ونحمد الله على ذلك. بعد ذلك ، قال سموه : الآن يشرفني أن القي كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين لكم جميعاً : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يسرني أن أرحب بكم أكرم التحية ، تحية الإسلام الذي جمعنا قادة وشعوباً سعت إلى هذا المكان الطاهر تلبية لنداء الرحمن فجاءوا من كل فج عميق. إن امتنا في عصرنا هذا تمر بأحلك الظروف التي تحيط بها وأخشى ما أخشاه أن تمر مرور الكرام عاجزة أمام تلك الظروف ومتغيرات العصر التي أرجو ألا تكون قد تجاوزتها كثيراً. إن وقفة إسلامية شجاعة لهذه الأمة إنما تستحقه ، ما تستحقه تاريخا وحاضرا ومستقبلاً، ولأن غفت طويلاً فإنها لا بد في يوم من الأيام وبرحمة الله جل جلاله ثم بالعمل الخلاق قادرة على صحوة لا تساؤم بعدها. أيها الإخوة الكرام : لعلي لا أتجاوز الحاضر إلى الغائب حين أقول إن أمة أكرمها الله وجعلها خير أمة أخرجت للناس ليس هذا واقعها الذي تستحقه سياسياً أو اقتصاديا أو اجتماعيا . فدروس الماضي علّمت الأمم كيف يكون المستقبل زاهراً حين يتسابق كل فكر خلاّق مع أكرم الرؤى الحضارية والإنسانية وفق إرادة صلبة عمادها التوكل على الحق جل جلاله. أحييكم مرة أخرى وأقدر تواجدكم مرحباً بهذا اللقاء الكريم ومتمنياًً أن نلتقي دائماً وحال أمتنا قد تجاوزت واقعنا الآن. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته” بعد ذلك صافح سمو النائب الثاني أصحاب الفخامة والسمو والدولة ورؤساء بعثات الحج الذين حضروا الحفل. إثر ذلك تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود.