أدّى أكثر من مليون مصلٍّ أمس صلاة الجمعة بالمسجد الحرام، وأمتلأت أروقة وجنبات المسجد الحرام منذ وقت مبكر، حيث بدأ توافد حجاج بيت الله الحرام لداخل المسجد الحرام، وصحن المطاف منذ الصباح الباكر، وامتلأ صحن المطاف مبكرًا، واضطرت الجهات الأمنية لمنع الحجاج من التدافق لصحن المطاف منذ الساعة العاشرة لتجنيبهم الزحام والتدافع. وقامت الرئاسة العامة وأمن المسجد الحرام بتنظيم دخول الحجاج على الأبواب، وكان منظر ضيوف الرحمن رائعًا وهم يصطفون فى صحن المطاف منتظرين أداء صلاة آخر جمعة قبل توجههم إلى منى لقضاء يوم التروية غدًا الأحد، ومن ثّم الصعود إلى عرفات. وما إن ارتفع صوت المؤذن مناديًا لصلاة الجمعة إلاّ وقد توقفت الحركة داخل وحول الحرم تمامًا لا تسمع إلاّ همسًا، وأخذ كل موقعه، وامتدت صفوف المصلين إلى الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام من الجهات الشمالية حتى مقبرة المعلاة، والجنوبية على امتداد قرابة كليومتر جهة المسفلة كما أمتلات الأزقة الضيقة، وساهم أهالى مكة فى تقديم المياه الباردة وسجادات الصلاة للحجاج، كما قام بعض أصحاب المحلات التجارية بتشغيل مكبرات الصوت عبر الراديو لإيصال صوت الإمام، والمؤذن للمصلين فى المواقع البعيدة، وأم المصلين فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الذى ألقى خطبة بليغة هنأ فيها الحجاج بالوصول إلى هذه الأرض المباركة ودعا لهم بالحج المبرور والسعى المشكور،وحثهم على تقوى الله والالتزام بآداب الحج خلال أدائهم المناسك، وأن يكون عملهم خالصًا لوجهه الكريم. كما امتلأت مساجد مكةالمكرمة فى أحياء ومخططات مكة بالحجاج. وأكد وكيل وزارة الحج حاتم حسن قاضى أن الحجاج أدوا صلاة الجمعة أمس بالمسجد الحرام وسط جو مفعم بالراحة والطمأنينة، وقامت مؤسسات الطوافة منذ وقت مبكر بتوعية الحجاج وتوجيههم بأهمية أداء صلاة الجمعة مع الجماعة، وليس شرطًا فى المسجد الحرام حتى نخفف من تدفق الحجاج الكبير داخل وحول الحرم المكي الشريف، وهناك حجاج يسكنون بعيدًا عن الحرم أدوا صلاة الجمعة فى المساجد القريبة من سكنهم حتى لا يشق عليهم الوصول للمسجد الحرام، ثم العودة للسكن، وأكد قاضي أن الحالة الصحية والأمنية للحجاج ممتازة، وأوضح مدير إدارة الساحات بالمسجد الحرام مصلح منير المحمادي أن ساحات المسجد الحرام امتلأت أمس بالمصلين وهى تعتبر جزءًا لا يتجزأ من المسجد الحرام، بحيث تم تهيئتها لأداء الصلاة ويتولى المراقبون العاملون في الإدارة المخصصة للإشراف على تلك الساحات والبالغ عددهم مئتين وستة وخمسين موظفًا رسميًّا وموسميًّا يعملون على منع قص الشعر والحلاقة بساحات المسجد الحرام بعد أداء المناسك من قبل بعض الأفراد غير المرخص لهم وتوجيه الحجاج بعد أداء مناسكهم إلى محلات الحلاقة المرخصة والمخصصة لذلك حرصًا على سلامتهم صحيًّا وتلافيًا لما يسببه قص الشعر والحلاقة من اتساخ للساحات، وإخلالاً بالدور المخصص للساحات بأن تكون مهيأة للصلاة.