طالب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة الإعلام الإسلامي بعرض منهج الاعتدال والوسطية في الإسلام وصبغته الحقيقية السمحة البريئة من وصمة الغلو الذي حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم مؤكدا قدرة الإسلام على حل مشكلات الإنسان. وقال: إن المملكة تعمل جاهدة لنصرة قضايا الأمة والدفاع عنها في المحافل الدولية وتبرهن على إنسانية الإسلام ببذل عونها للقضايا الإنسانية دونما تمييز وتحرص على جمع الكلمة وتصفية النزاعات وتوحيد الصف الإسلامي. وبين سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أنه بفعل التطور الهائل في وسائل الاتصال أصبح للإعلام سطوة عالمية لا تخفى حتى غدا من أمضى الأسلحة الحديثة سلبا وإيجابا وأبعدها أثرا وتأثيرا في ترسيخ المفاهيم العامة وقد طالت أمتنا الكثير من سهامه ظلما وعدوانا. وأكد سموه أن إعلامنا يجب أن يمثل على الجانب الآخر الحصن المنيع لحماية الأمة من الفوضى الفكرية التي تتعرض لها نتيجة الانفتاح على عالم بلا حدود من الأفكار والثقافات وأن يولي عناية خاصة بالشباب لحمايتهم من السقوط في شراك الفكر المنحرف وتجنيب الأمة المزيد من التشرذم والضعف والاضطراب ومصادرة حجج أعدائها ومبرراتهم للنيل منها ومن دينها وأشار إلى أن هذه المهام العظام المنوطة بالإعلام الإسلامي يتوقف نجاحه فيها على مدى التنسيق والتعاون بين مؤسساته المعنية في البلاد الإسلامية وترسيخ ميثاق الشرف الإعلامي والتزامه في تعامله البيني والعالمي. وقال في افتتاح مؤتمر مكةالمكرمة الحادي عشر الذي تعقده الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي تحت عنوان «التحديات الإعلامية في عصر العولمة» بمقر الرابطة بأم الجود بمكةالمكرمة: إن المؤتمر إحياء لسنة حميدة استنها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه والتزمها ابناؤه من بعده مبتهلا فرصة هذا الجمع السنوي الحاشد للمسلمين بدعوتهم لبحث وسائل تعظيم التعاون والتضامن بينهم ومدارسة مشكلاتهم وطرح الحلول لها. وأكد سموه أن المملكة تسعى لتوظيف الرصيد العظيم من القيم الإنسانية والحضارية الراقية للأمة الإسلامية من أجل تحقيق تكامل حقيقي بين المسلمين. وألقيت كلمة المشاركين ألقاها نيابة عنهم الدكتور علي بن محمد شمو رئيس المجلس القومي للصحافة والإعلام في السودان رفعوا فيها شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته لهذا المؤتمر ونوه برعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر ودلالتها العظيمة التي تتعلق بشأن الإسلام والمسلمين في عصر العولمة. وألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي كلمة قال فيها: إن أهم ما يتسم به عصرُ العولمة، ما يسمى بثورة المعلومات مؤكدا أن الانفتاح الذي جاءت به العولمة في مجال الإعلام والمعلومات، يُعدُّ تحدياً جديداً وشديداً، في وجه العمل على إصلاح إعلام الأمة وتحريرِه من السلبيات. وقال: إن الإعلام العالمي يمارس منافسةً شديدةً في داخل العالم الإسلامي، بامتلاكه لنسبة كبيرة من الوسائل الفضائية، مع الاحترافيةِ في الانتاج والأداء، والاعتمادِ على الخبرة في دراسة المجتمعات، ووفرةِ الوسائل في إنتاج البرامج العامةِ والتخصصية، الأمرُ الذي يجعل كثيراً من المسلمين في موقع المتلقي الذي لا يُنتجُ المعلومةَ، بل يستهلكُها أو يعيدُ إصدارَها، وقد تكون منطويةً على خطر على العقيدة أو الأخلاق واعتبر أنه ليس من الحكمة أن يُقصرَ النظرُ إلى العولمة، على جوانبها السلبية، وأن يُوقَفَ منها موقفَ الممانعةِ والاحتماء، بل لا يجدي معها إلا المشاركةُ بما ينفع، وذلك يقتضي التعرفَ على جوانبها الإيجابيةِ العديدة، واستثمارَها في الخير. ومن ذلك دعمُ التواصلِ والتعاون الإسلامي بواسطة الإعلام والاتصال. ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة أوضح فيها أن الله جل وعلا جعل الإسلام رسالة عالمية وبين أن تبليغ الرسالة يجب أن يكون كما جاء عن الله ورسوله مع التصدي لكل العقبات التي تحول بين ذلك وبين تبليغ الرسالة وتأمين المجتمع المسلم من كل التحديات التي توجه إليه. وأكد أن الحرب الإعلامية على الإسلام وأهله أمر واضح ظاهر في كثير من وسائل الإعلام العالمي وقال سماحته: إن الإعلام الإسلامي إذا تطور على أيدي المخلصين قابل هذا الباطل بالحق المبين وأوضح محاسن الإسلام وقيمه وهذا هو المطلوب منا وأكد أن علاج هذا التطور الإعلامي لا يكون بالانغلاق ولا بمنع الزحف الإعلامي الهائل ولا أن نتجاهل ذلك الإعلام الذي فرض نفسه على الواقع وإنما يكون علاجه بمراقبة أي حدث هام عرضه.