فَقَدَ الوطنُ قبل أيام رجلاً عالي الهمّة، غالي الحضور، مشاركًا في الخير، ذلكم هو معالي الوالد الغالي الدكتور محمد عبده يماني، وزير الإعلام السعودي (الأسبق) -رحمه الله-. *** * وحين أتذكّر د. يماني، يستعرض الخاطر تلك الذكريات التي لن تُنسى: * فقد كان يجتمع بنا نساءً ورجالاً في مجالس الإدارة، ويستمع إلى همومنا، نسأله فيجيب بسعة خاطر. وكان يخص نادي الصم بجدة بوقته وجهده، ولازلت أذكر كيف كان صوت يماني -رحمه الله- يجعلك تنصت لكل كلمة، فقد كان متحدثًا بارعًا، وأديبًا ومفكرًا إسلاميًّا كبيرًا. *** * كان يشارك بلا كلل ولا شكوى، متدثّرًا بصمت عجيب، ودأب مهني صبور، وإن كلّفه ذلك في صحته وراحته. *** * أستأذنك يا فقيد الوطن بمناجاتك فأقول: * لقد كنتَ قريبًا من ربك، ومن هموم الناس ومشاركتهم، وكنت تخص مدينتنا المكاوية بحبّك واهتمامك. * كنت تخص بالاهتمام فاقدي السمع، والمسنين، والمرضى، وكنت لكل واحد منهم غيمة فرح في حياته، وهنيئًا لك بدعاء مَن يدعون لك. * وفي صباح رحيلك، تواصل الصم معنا عبر رسائل الجوال، يسألون سؤالاً لم نستطع الإجابة عنه: «كيف مات د. يماني؟»، فماذا عسانا نجيب يالحبيب. *** * أمّا أنا، فقد تفيّأتُ ذات زمان بظلك الحنون، وكان ذلك في مجلس نادي الصم بجدة، وقبل 9 أيام لا غير في مركز المسؤولية الاجتماعية بغرفة جدة، حين شرفتُ بالعمل تحت إشرافك، تلميذة تتعلّم منك أسلوب الحوار، وطلاوة لسانه ومرحه، ولكن فرحتنا ما تمت في غرفة جدة بوجودك، فسبقنا إليك الموت. *** وبعد.. * إن فقدنا لك مفعم بالحزن، لأنك كنت (أيقونة الخير) في بلادي، بمواصفات من الزمان والمكان، حتى بعد أن أدركك قلق السن، وأرق السنين، حرصت أن تبقى معنا مشاركًا مباركًا. *** * رحمك الله يادكتورنا محمد عبده يماني، وأظلك بظلاله، وعزاؤنا سيرتك العطرة الطيبة في وجدان كل مَن أحبك. [email protected]