كشفت مذكرات الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الابن (قرارات حاسمة) التي ستطرح في الأسواق الأمريكية غدًا عن أسرار جديدة في طبيعة العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية ، خاصة في جوانبها الاستراتيجية، وذلك من خلال واقعتين لهما دلالتهما الخاصة، الأولى تتضمن طلبًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت من الرئيس بوش ضرب ما أسمته المذكرات «مفاعل نووي كوري شمالي التصميم تم بناؤه في دير الزور»، والثانية تتضمن طلبًا من أولمرت بأن تقوم إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية. دلالات الواقعة الأولى تكشف عن أن إسرائيل هي التي توجه الأوامر إلى البيت الأبيض، وهي أوامر لا تحتمل الرفض، وحتى لو جاء الرفض على استحياء مثلما كشفته المذكرات عندما رفض بوش ضرب المنشأة السورية تحت مبرر أنه ليس من الحكمة أن تفتح أمريكا جبهة جديدة إلى جانب جبهتي العراق وأفغانستان اللتين كلفتا واشنطن الكثير، إلى جانب تعذر شن هجوم على دولة ذات سيادة دون تحذير أو إعلان أو تبرير. الرفض هنا لا يعني انصياع إسرائيل لوجهة نظر الإدارة الأمريكية على نحو ما أوضحته المذكرات، فقد سارعت إسرائيل القيام بالمهمة بنفسها. أما الواقعة الثانية فتدل بكل الوضوح على أن ليس بوسع واشنطن رفض المتطلبات الأمنية لإسرائيل كما يراها قادة إسرائيل. فقد أوضحت المذكرات أن رفض الإدارة الأمريكية الطلب الثاني الذي تقدم به أولمرت لإدارة بوش لأخذ الضوء الأخضر ورفض بوش إعطاء هذا الضوء ليس صحيحًا، فقد كشفت المذكرات عن موافقة بوش بقيام إسرائيل بضرب تلك المنشآت من خلال مهمات تتم بشكل سري. هاتين الواقعتين تؤكدان على أن التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة يهدف بالدرجة الأولى وبشكل مباشر إلى خدمة المصالح الإسرائيلية، وهو ما يفسر خسارة أوباما للانتخابات النصفية للكونجرس رغم أنه أنقذ النظام الرأسمالي العالمي على حد وصف أحد الخبراء، وأصبح من الواضح أنه دفع ثمنًا باهظًا لمحاولته الضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان لفترة ثانية.. مذكرات بوش لا بد وأنها تحمل الكثير من الوقائع والأسرار في طبيعة العلاقات غير العادية التي تربط بين إسرائيل والولايات المتحدة وكيف يسخر قادة إسرائيل تلك العلاقات لخدمة مشاريعها ومخططاتها التوسعية.