أتت امرأة إليه صلى الله عليه وسلم، فأخبرته أنها زنت، فأشاح صلى الله عليه وسلم بوجهه.. فأتته من الجهة الأخرى فاعترفت.. فأشاح حتى اعترفت أربعًا.. وهي تطلب أن يطهَرها عليه الصلاة والسلام، ويقيم عليها الحد، وهو أن تُرجم بالحجارة حتى تموت. فقال لها صلى الله عليه وسلم: عودي حتى تضعيه، فعادت حتى وضعت صغيرها، وأتت به في لفائف، فرآه صلى الله عليه وسلم، فقال: {عودي حتى ترضعيه}، فأرضعته سنتين، ثم جاءت به وفي يده كسرة خبز، فأُخذ ولدها، ثم أخذوها، وذهبوا يرجمونها بالحجارة، وهي صابرة محتسبة. وحدث أن طار شيء من دمها ليطال أحد الصحابة، فسبَّها، فقال عليه الصلاة والسلام وقد سمعه: والذي نفسي بيده، لقد تابت توبة لو تابها أهل المدينة لوسعتهم، والذي نفسي بيده إني لأراها تنغمس في أنهار الجنة.. اليوم.. وبعد أربعة عشر قرنًا، تعود سكينة لتستعير نفس الكلمات مقرَّة بجرمها على الفضائية الإيرانية قبل أن يأتيها الرد: الرجم حتى الموت.. هكذا نادى شيوخ وملالى إيران. ولم تنفع تدخلات الغرب من منظمات شعبية، وحقوقية، وجهات رئاسية، ودينية.. ليس لأن هذا الغرب قد أربكنا بنفاقه، وريائه، وازدواجيته التي تسمح له أن يلتهمنا قطيعًا، ويدافع عنا فرادى.. بل لأن الحدَّ يجب أن لا يُقام! حَدّ الله الذي أول من استرحم به رسوله الكريم تلك المرأه لاعتبارات إنسانية ليست غريبة على دين اجتاح القلوب والوجدان قبل المدن والبلدان. انتبهوا لسنا في مرافعة دفاعية حتى لا نُتّهم بأننا نفتح أبواب الفساد والفتنة، ولا في مرافعة هجومية حتى لا تلصق بنا تُهم التطرّف والتشدد، وما يهمّنا سؤال واحد فقط: ماذا بقي من هذه الرسالة التي هبطت في غار صغير، وقضّت مضجع كبار الأباطرة، وأسرت الملوك والقلوب.. وهل ما يزال الإسلام هو نفس الدّين الذي نزل ليشفق على الفقراء والمستضعفين.. وليكون دين الرحمة للعالمين.. والستر للمبتلين! أم أن هناك مَن أدار الطاولة في غفلة من الزمن؟ إنها الحقيقة فلم نعد نسمع عن غني، أو صاحب سطوة أو جاه طاله حَدّ الله.. هم فقط المقهورون والمسحوقون الذين لا نخاف بهم لومة لائم، بل مع كشف سترهم.. وعلى الملأ! يُقال إنه وفي زمن الحجَاج -والذي ما يحصل الآن يؤكد خبر عدم موته حتى اللحظة- قد مَر رجل بجمهرة من الناس يتفرجون على فقير ستقطع يده؛ لأنه سرق رغيف خبز.. فسأل أحدهم: ماذا يحدث؟ فأجابه أعرابي بتهكم: السَارق في السر يقطع يد السَارق في العلن. سكينة ستُرجم، وتموت.. وسكينات أُخريات ينتظرن دورهن.. وسيتجمهرون كعادتهم ليزَفَوا الزانية إلى قبرها مضَرجة.. بذنوبهم وفضيحتهم! خاتمة: الغريب لم تصلنا إلى هذه اللحظه أية معلومات عن الرجال الذين اعترفت بهم سكينة لسعادة الملالي، ولا أعتقد أنها ستصل.. فعلى ما يبدو قد أشيحت عنهم الوجوه!