تبقى معارض الكتب الدولية التي تحتضنها بدورات سنوية الدول العربية هي الأمل بإعادة الريادة والسيادة للثقافة التي اضمحلت أمام التلفاز ووطأة الحالة الاقتصادية والمعرض الذي استضافته أرض الشارقة وانطلقت فعالياته هذا الشهر في إكسبو الشارقة استمر حتى من نوفمبر وتبقى الغاية منه كباقي المعارض إثراء الحركة الثقافية وتعزيز مكانة المعرض عربيًا ودوليًا. وقد شارك في المعرض هذا العام 53 دولة و788 دار نشر وبلغ عدد العناوين للكتب المعروضة 200 ألف عنوان. وقد تحدث مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب أحمد بن ركاض العامري عن تجربة معرض الشارقة الدولي للكتاب قائلًا: لقد قطعنا شوطًا كبيرًا في ترسيخ بيئة التفاعل الإبداعي الثقافي الشامل في المعرض، كما أفضت هذه التجربة التي استمرت لأكثر من عقدين من الزمان قيمًا ايجابية على صعيد الترويج والتعميم للكتاب بأشكاله المختلفة وبالترافق مع البرامج الفكرية والإبداعية التي جعلت أيام المعرض بمثابة مهرجان حقيقي للثقافة العالمية. ومن خلال هذه الدورة الجديدة تم تأصيل التجربة وترسيخ تقاليدها على قاعدة الإبحار في المستقبل وتطوير الجديد المُناسب من خلال المشاركات النوعية في البرامج الفكرية والإبداعية وتطوير الملتقيات الثقافية وترسيخ الشخصية الجديدة للمعرض، التي بدأت في الدورة السابقة، حيث تم التركيز على جوهر الرسالة الإعلامية للمعرض وتعمير بيئة التفاعل الإبداعي الشامل بمشاركات الإعلام المرئي والمقروء والمسموع وحضور قامات وأسماء عربية ودولية وتقديم مفردات جدل خلاق في إطار سؤال الثقافة والمعرفة ومواصلة تكريم الرواد ودور النشر المتميزة والعناية الخاصة بأقسام الأطفال والكتب الأجنبية والتركيز على ثقافة النشر الالكتروني الرقمي وعالم الوسائط المتعددة وإطلاق تجارب جديدة في هذا الحقل. وأضاف العامري: نحن في كل دورةٍ كقيمين على المعرض وكل دوراته نحرص على ترسيخ قواعد المعايير ومواصلة السير في درب التجديد والتنويع ومواكبة مستجدات العلم والتكنولوجيا ذات الآثار الكبيرة في رسالة الكتاب مُستأنسين دومًا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وراعي نهضتها الثقافية الشاملة ومُترجمين توجيهاته الحكيمة عن طريق إطلاق المبادرات التي ترتفع بمقام ومكانة المعرض على المستويين العربي والدولي. وبالنسبة للبرامج الثقافية المرافقة للمعرض هذه السنة كانت حوالى 200 برنامج ثقافي اشتملت على البرامج الفكرية وشارك بها كوكبة من المثقفين الإماراتيين والعالميين وبرنامج مهني احتوى على دورة للناشرين الإماراتيين بالتعاون مع جامعة اكسفورد بروكس وكذلك نظمنا برنامجا مهنيا عن الكتب المصورة وآخر مهنيا عن النشر الرقمي، بالإضافة إلى المقاهي الثقافية ومن ضمنها مقهى ثقافي إذاعي وبرامج خاصة بالطفل كعروض الدمى والمسرحيات وورش اختيار كتاب الطفل والحكواتي، كما تمت زيادة عدد مجالات جوائز المعرض المقدمة لهذه السنة في أفضل كتاب أجنبي عام وأفضل كتاب أجنبي في الاقتصاد والتجارة وأفضل كتاب أجنبي للطفل. مختتمًا بقوله: لقد حظى الحضور والزائرون والمشاركون هذا العام بترتيبات نموذجية للأروقة والساحات والخدمات. وقمنا بتأمين قدر ملموس من التصنيف والتوصيف وخدمات المعلومات الالكترونية العاجلة والعناية بالمطبوعات، التي ترافقت مع الفعاليات وتناسبت مع الأداء وراحة الزوار والمشاركين، واعتمدنا في ذلك أفضل الخبرات والتجارب.