قال الضَمِير المُتَكَلّم: أكد خبر بثته أمسِ وكالة الأنباء السعودية (واس) ارتفاع الرقم القياسي العام لتكلفة المعيشة في السعودية للربع الثالث لعام (2010م) مقارنة بمتوسط الربع الثالث (2009م)، وذلك بنسبة (6,1%)!! وأشارت مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات أن سبب ذلك ارتفاعُ عدد من المجموعات الرئيسة المكونة للرقم القياسي لتكلفة المعيشة، فمجموعة الترميم والإيجار والوقود والمياه سجلت ارتفاعًا بنسبة (8.9%)، وزادت مجموعة السلع والخدمات الأخرى بنسبة (8.5%)، كما سجلت مجموعة المشروبات زيادة كبيرة بلغت (18.7%) ومجموعة الخضروات الطازجة ارتفعت بنسبة (17.6%)، وكذلك ارتفعت مجموعة التعليم (0.9%)، ومجموعة الرعاية الطبية بنسبة (0.8%)! وحتى نكون منصفين التقرير رَصَد انخفاضًا بسيطًا لا يتجاوز (3%)، ولكن في بعض الكماليات كأجهزة الترفيه!! لغة الأرقام هذه التي لا تكذب أو تنافق كما يفعل بعض كبار المسؤولين، تَبْصُم على المعاناة اليومية لشريحة كبيرة من المواطنين ذوي الدخل المفقود (كانوا سابقًا من أصحاب الدخل المحدود)!! فإذا كانت أهم متطلبات الإنسان لكي يبقى حيًّا، ويتصف بالإنسانية (الأكل والسكن والرعاية الصحية والتعليم) تواصل ارتفاعاتها القياسية؛ بينما الرواتب عاجزة جامدة تُرَدّد (الله كريم)؛ فماذا يفعل المواطن المسكين الذي أصبح مِسْمارًا ضعيفًا بين مِطْرَقَة كبيرة من الغلاء والجشع، وراتب هزيل محدود الإمكانات؟! هل يَتَسول؟! هل يَسرِق؟! آهِ المواطن يُقاسِي والجهات المعنية نائمة في العسل، نعم كان هناك بدلات لغلاء المعيشة، ولكن في المقابل (الهَوَامِير) رفعوا الأسعار أضعافًا، في ظل صَمْت الجهات المسؤولة، فوزارة التجارة مهتمة بإصدار التصاريح الإدارية، وقبض رسومها، وجمعية حماية المستهلك منذ أربع سنوات تكتفي بالحضور الإعلامي والاجتماعات والسّفَريات!! طيب ما الحَلّ؟ أعتقد أنه بسيط وسهل، وله جانبان شعبي وذلك: بتكاتف المواطنين، وعلو صوتهم بمقاطعة السّلَع التي ترتفع أسعارها، فالمواطن لابد أن تكون له بصمة وموقف إيجابي!! وجانب حكومي رسمي يَعْمَل على كَسْر احتكار (الهَوَامِير إياهم) بإنشاء جمعيات وطنية للمواد الاستهلاكية يحق لها الاستيراد المباشر من المصدر الخارجي، أسوة بالجمعيات التعاونية في دولة الكويت. وأيضًا مراقبة الأسواق بِيَدٍ من حديد، ولا مانع من شرطة ومحاكم متخصصة بالأسعار والاحتكار؛ طبعًا حلول سَهلة جدًا جدًا، يمنعها إجابة السؤال الدائم مَن (الهَوَامِير)؟! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]