* ثمة أشياء محيّرة، وعلامة الاستفهام فيها أكبر من ضحكة كبيرة ومؤلمة، هكذا تبدو لي حين أراها تعبر أمامي، أو أعبر أمامها. ومن فرط حزني على هذه الأرض أظل صامتًا بذهول، أو أحدّث نفسي سرًّا لأسأل نفسي عن السبب الأول، والسر الذي يجعل القادمين إلينا يستغلون وجودهم بقوة، ويمارسون ما يشاءون من أفعال ضد آدميتنا، وضد بقائنا، وضد فرحنا، وضد مواطنتنا، وضد أنظمة الإقامة، ودليلي في ذلك ما أراه يتكرر أمامي في كل عام. والمصيبة الأكبر من التكرار هو أنني أرى ذات الوجوه التي أراها في كل عام تنطلق من ذات المكان من مدينة حجاج البحر، إلى عمق جدة، ومن ثم تبدأ عملية احتلال إشارات المرور، ومطاردة الناس!! * ما أتمناه أن يجيبني السادة المسؤولون عن مكافحة التسوّل الذين قط ما شاهدتهم، ولا أعرف عنهم شيئًا، لا سياراتهم، ولا زيهم، ولا أشكالهم، ولا حتى ملامحهم، لدرجة أنني أفترض أن وجودهم ليس سوى عالم افتراضي لعالم خيالي، وأشك أحيانًا أنهم موجودون وغير موجودين لكثرة ما أرى من أعداد المتسوّلين من النساء، ومن الذكور، وفي أماكن بارزة، ولا حياء، ولا خوف، وكأن التسوّل عمل شريف؛ لدرجة أن بعض عمال النظافة وجدوا في التسوّل مهنة، فقرروا ممارسته بكل جرأة، وبالزى الرسمي! فتراهم (رايحين جايين) يطاردون لا شيء سوى عيون الناس، ويستدرون الشفقة، وتضحك حين ترى في يد أحدهم المكنسة التي أسمّيها أنا المكنسة السعيدة.. بماذا يا ترى!! براحة البال، وبالرقص في الهواء الطلق.. لا أكثر. خاتمة الهمزة.. أهدي للسادة المسؤولين عن مكافحة التسوّل في مدينة جدة أغنية (كيف الحال) للفنان عبدالمجيد عبدالله، والتي استمتعتُ بسماعها بالأمس، وأنا بجوار مدينة الحجاج، وداهمتني ذات المرأة التي رأيتها العام المنصرم، وبرفقتها مجموعة من النساء يتسوّلنّ! فما كان مني سوى أن أقول لهن: كيف الحال.. والحمد لله على السلامة!! هذه خاتمتي ودمتم .