تنطلق صباح اليوم الأربعاء وقائع جلسات ملتقى نادي الباحة الأدبي في دورته الرابعة، والتي تأتي تحت عنوان: “تمثيلات الآخر في الرواية العربية”، وذلك بمشاركة واسعة من داخل السعودية وعدد من الدول العربية كقطر، والكويت، ومصر، وتونس، والمغرب، والجزائر، أمثال الدكتور عبدالله إبراهيم، والدكتور مصطفى بيومي، والطاهر رواينية.. جاهزية النادي لقيام هذا الملتقى، وأبرز محاوره، وأسباب رفض الملتقى لعدد من الأوراق، وظلال الاختلاف بين النادي الأدبي للباحة ورصيفه في جدة حول محور الملتقى ودور الصحافة في هذه القضية، وغيرها من القضايا الساخنة حول هذا الملتقى في سياق هذا الحوار مع الشاعر حسن الزهراني رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي.. نظرة واعية * مع استمرار إقامة هذا الملتقى في دورته الرابعة، ما أهدافه ومحاوره خلال هذه الدورة؟ ** من أهم أهداف هذه الدورة دراسة الآخر في الرواية العربية، خصوصًا وأن الآخر محل جدل في الآونة الأخيرة التي نتطلع فيها أن تكون نظرتنا للآخر نظرة واعية ومنفتحة من كل الجوانب وأهمها ديننا الحنيف الذي دعانا لنشر السلام والمحبة والعدل لكل من وما حولنا لأن رسالتنا عالمية أما المحاور فهي: * مقدمة نظرية. * بواكير معالجة الآخر في الرواية العربية. * الموقف من الآخر دراسات تطبيقية. * فروق الجندر في الرواية العربية. * قضايا ما بعد الاستعمار (نصوص ودارسات). * وهل لبت جميع الأوراق المشاركة كل محاور موضوع الملتقى؟ ** بالتأكيد؛ لأن هذا مخطط له مسبقًا مع الكثير من الباحثين. حرج واعتذار * هناك من يرى أن يومين غير كافية للتركيز في تقديم 30 ورقة مقدمة في هذا الملتقى، فلماذا اقتصرتم على يومين؟ ** سعينا من ذلك إلى أن نكثف الجلسات حتى نكسب حضور جميع المشاركين لأن إطالة المدة ربما تجعل ظروف البعض يغادر بعد إلقاء ورقته أو لا يأتي إلا في حينها والمدة هي المتبعة في جميع الأندية الأدبية؛ أما عدد الأوراق فقد كان أكبر من هذا لأن طلب المشاركة كبير ومن كبار النقاد وهذا جعلنا نقع في حرج كبير ونعتذر من الباحثين الذين كانوا أكثر بعدًا عن المحاور المحددة. مجرد فلاشات * دائمًا ما تعاني الملتقيات والمؤتمرات من هذه المشكلة.. فكيف يمكن أن تحل برأيك؟ ** أعتقد أنها بهذه الصورة جميلة، فنحن سنستمع إلى ملخص بحث المشارك في الجلسة؛ لكن البحث كاملًا لن توفيه مدة جلستين كاملتين إذا أراد صاحبه إلقاءه كاملًا، هناك مجرد فلاشات لتحاور مع الملتقين الذين يحضرون الملتقى وهم من المتخصصين وهذا يفيد الباحث كثيرًا، فبعض الباحثين في الملتقيات السابقة غيّر الكثير في بحثه قبل الطباعة بناءً على ما دار من حوار في الجلسة حول بحثه، خصوصًا وأن هذه البحوث تجمع وتطبع في إصدار جميل بعد الملتقى مباشرة، وقد حظي إصدار ملتقى نادي الباحة الأدبي الثالث بطلب كبير حتى من خارج الوطن العربي وما زال يطلب حتى الآن بحمد الله. صحافة مؤججة * “تمثيلات الآخر في الرواية العربية”.. كان اختيار هذا الموضوع محل جدل بينكم وبين نادي جدة الأدبي.. فما سبب ذلك؟ ** كان الآخر في الرواية العربية عنوان أحد الأوراق التي قدمت في الملتقى النص قبل فترة على حد علمي، ولم يكن هناك جدل بيننا؛ بل إيضاح للأمر أججته الصحافة ولم يتجاوز مكانه. مظلة واحدة * على خلفية ما تشير إليه.. هل يمكن أن يقاطع نادي جدة الأدبي ملتقى ناديكم خلال هذه الدورة؟ ** نحن ونادي جدة نسير تحت مظلة واحدة إلى هدف واحد؛ بل إن التواصل بين نادي جدةوالباحة في ذروته، ولن أنسَ ما أجده من أستاذنا الجليل الدكتور عبدالمحسن القحطاني من دعم بعد أن تسلمت رئاسة النادي، أضف إلى هذا أن الدكتور حسن النعمي أحد المشاركين في الملتقى ببحث رائع عن خطاب العنصرية في الرواية السعودية. بحوث وأسماء جديدة * ما الجديد في ملتقى النادي خلال هذا العام؟ كل ما في الملتقى جديد؛ هناك أسماء من الباحثين والباحثات جديدة، وقد تعوّدنا أن تقدم في كل ملتقى أسماء جديدة أصبحت الآن ممن يشار إليها بالبنان وكانت انطلاقها من ملتقى الباحة والأهم أننا دعونا 6 من كبار النقاد العرب سيشاركون ببحوثهم القيمة في الملتقى. مثاقفة راقية * لماذا حرص النادي على مشاركة هذه الأسماء من خارج المملكة؟ ** الذين دعوناهم هم كبار النقاد العرب في مجال الرواية، وحضورهم سيثري الملتقى، وسيخلق وجودهم نوعًا من المثاقفة الراقية وليطلعوا على ما وصل إليه النقد عندنا، وليكونوا رسلًا إلى جامعاتهم نتواصل من خلالهم مع الكثير من الجامعات والجهات الثقافية والعربية، كما كان مع من دعوناهم سابقًا من خارج المملكة. رموز روائية * كان من المتوقع مشاركة الروائي أمين معلوف في الملتقى.. فما الذي منع من مشاركته؟ أمين معلوف اقترح اسمه واتصلنا على جميع هواتفه لم نجد ردًا وعلمنا مؤخرًا أنه خارج مدينة باريس يخضع للعلاج وها نحن دعونا رموزًا روائية من الوطن العربي لا تقل عن أمين معلوف مكانة. * لكن يقال إنه اسم غير مرحب به، أو غير موافق عليه في السعودية فاعتذر منه، فما صحة ذلك؟ ** نحن لم نسمع بشيء من هذا أبدًا. هيئة استشارية * للملتقى هيئة استشارية في النادي تشرف على الملتقى.. ما فكرة هذه الهيئة، وما العمل الذي تقوم به.. وممن تتكون هذه الهيئة؟ ** كانت فكرة الهيئة الاستشارية جميلة من وجهة نظري، خصوصًا أن جميع أعضاء الهيئة من المتخصصين في مجال نقد الرواية، وهم أيضًا من أبناء منطقة الباحة، أو ممن يعملون بالباحة، وهذه الهيئة تختار عنوان الملتقى ومحاوره، وتقترح بعض الأسماء التي تعنى بهذا العنوان دراسة، ثم نبدأ في النادي بوضع الترتيبات المتعلقة بالملتقى كافة. وتتكون اللجنة من الدكتور معجب الزهراني، والدكتور محمد ربيع، والدكتور صالح معيض، والدكتور صالح زياد، والدكتور معجب العدواني، والدكتور سعيد الجعيدي، والدكتورمحمد يونس. لجنة فاعلة * لكن البعض يقول إن الدكتور معجب الزهراني قد اعتذر عن الاستمرار في اللجنة بسبب ارتباطاته الخارجية.. فهل ما زالت اللجنة تحتفظ بجميع الأسماء التي ذكرتها؟ كل الأسماء ما زالت في اللجنة، وهي فاعلة؛ والدكتور معجب أجلّ سفره إلى شرق آسيا من أجل حضور الملتقى. تأجيل مبرر * ما أسباب تأجيل الملتقى لأكثر من مرة.. فقد كان مقررًا له في شوال، ثم أُخّر إلى بداية ذي القعدة، ثم أخّر أسبوعًا في المرة الثالثة.. فلماذا كل هذا؟ ** التأجيل الأول كان بناءً على رغبة وزير الثقافة والإعلام، والتأجيل الثاني كان بناء على رغبة سمو أمير المنطقة مشاري بن سعود الذي تزامن الموعد الجديد مع وجود سموه خارج المنطقة لأن الموعد حدد قبل أن يتسلّم مهام منصبه الجديد أميرًا لمنطقة الباحة، وهذا ما تزامن مع وجود الوزير في الدوحة في مؤتمر وزراء الثقافة العرب. * ألا يمكن أن يؤثر هذا التأجيل في حضور بعض المشاركين، وبخاصة من هم من خارج المملكة؟ ** بحمد الله لم يؤثر هذا في الملتقى، وجميع المشاركين تم التنسيق معهم على الموعد الجديد ولم تصلنا أي اعتذارات. 9 إصدارات * هل قام النادي بطباعة بعض الكتب لتوزيعها تزامنًا مع فعاليات الملتقى؟ ** سيوزع النادي 9 إصدارات حديثة في الملتقى، وسيكون هنالك معرض لإصدارات النادي جميعها، وأهم الكتب التي صدرت حديثًا وستوزع في الملتقى هي: سيرة الملك سعود، وبنية القصيدة العربية، ودورية ودوق، ودورية بروق، وأسرار مجموعة قصصية، وديوان توقيعات شعرية، والقاع مجموعة قصصية، والأماني الذابلة ديوان شعر، وكتاب الثغر البسام. مواصلة دراسة الرواية * وهل ستشهد السنوات المقبلة ملتقيات أخرى.. وهل ستكون في مجال الرواية أم أن النادي سيتحول إلى مسارات أخرى؟ سنواصل بإذن الله المسيرة في دراسة الرواية؛ أما المجالات الأخرى فإن نشاطات النادي المتعددة تتطرق لكل الموضوعات الثقافية المختلفة على مدار العام.