قبل شهرين تقريبًا اتّصل بي القبطان نواف المطيري مبديًا رغبته في المشاركة في فعاليات سوق عكاظ لهذا العام، من خلال نادي الخطابة، وتحدّث معي عن وجود فريق عمل مدرب سوف يقوم بدور فاعل في سوق عكاظ، من خلال برنامج عمل مدروس، من شأنه أن يعيد إلى الذاكرة تاريخ قس بن ساعدة الإيادي خطيب العرب الشهير، ويضيف إلى ذلك مهارات جديدة، وقد كان وجودهم ضمن المشاركين في الفعاليات مفيدًا، وكان دورهم مميّزًا، وقد أوصلوا رسالة مهمة لمشروعهم القيِّم. وقد تبيّن أن التوستماسترز لا تعلّم الخطابة فحسب، ولكن تعلّم فنون التواصل، ومهارات الإنصات والتفكير، وهناك كتاب تم توزيعه على بعض المسؤولين من تأليف الأستاذ أحمد عبدالله القويحص، والأستاذ عدنان عبدالله الزهراني يقدّم معلومات مهمة ومتنوعة وشاملة عن هذا المشروع. وقد قدّم له معالي الدكتور خالد السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الذي أشاد بالكتاب، وبيّن أهميته في تنمية مهارات التواصل الاجتماعي. لقد انتشرت أندية التوستماسترز في العالم، وشملت الخليج، وفي السعودية عدد منها، وبخاصة في المنطقة الشرقية، وهي توفر لمنسوبيها الجو والبيئة المناسبة، والتدريب لتحفيز وتطوير مهاراتهم التواصلية والقيادية، بحيث يتم نشر ثقافة التواصل والحوار بين أفراد المجتمع، ويحصل المرء على فرصته الجيدة لاكتشاف قدراته ومهاراته اللغوية والسلوكية في التوصيل والتواصل، والإقناع والاستمالة والتأثير.وأندية التوستماسترز تتيح للأشخاص الاستفادة من خبرات الآخرين، فالطريقة التي يتحدث بها الآخرون تحتاج إلى تقييم أيضًا مَن يقدّم خطبة أمام أعضاء النادي، سوف يحصل على مشاركتهم وتوجيههم وتشجيعهم بطرق مناسبة تجعله يتغلب على الخجل والخوف والتردد والتلعثم ومشكلات مواجهة الجمهور؛ ولهذا فإن وزارة التربية والتعليم في أمسّ الحاجة للاستفادة من تجارب هذه الأندية، ونقل خبراتها وأساليبها إلى المشرفين على الميدان التربوي من أجل تهيئة الطلاب نفسيًّا، ودعم استعدادهم وما لديهم من إمكانات، وتفجير طاقاتهم الإبداعية في التفكير ومهاراتهم الخلّاقة في التعبير.