كشفت مصادر مسئولة في القاهرة ل "المدينة" عن أن حكومة جنوب السودان أعطت موافقة مبدئية للموفدين المصريين وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ووزير المخابرات عمر سليمان على تأجيل الاستفتاء لمدة ستة أشهر لإعطاء فرصة لحسم القضايا الخلافية حول أبيى وجنوب كردفان.وحسب المصادر - التى طلبت عدم الكشف عنها - من المقرر أن يطرح الأمر فى اجتماع لقيادات الحركة الشعبية يعقد فى جوبا خلال ساعات لإقرار الموافقة على التأجيل بعد الحصول على ضمانات مصرية وأمريكية لتأمين إجراء الاستفتاء بعد انتهاء مدة التأجيل.وأكدت المصادر أن القاهرة حصلت على ضوء أخضر أمريكى بالموافقة على التأجيل ودعم القرار لدى الأطراف المعنية عبر زيارة عاجلة يقوم بها المبعوث الأمريكي للسودان سكوت جريشن للخرطوم وجوبا خلال الأيام القليلة المقبلة. من جهته رفض رئيس إدارة منطقة أبيي السودانية امس دعوة الولاياتالمتحدة الى تسوية خلاف بشأن مستقبل المنطقة وكان سكان أبيي المنتجة للنفط قد حصلوا على وعد بإجراء استفتاء على ما اذا كانت منطقتهم ستنضم الى شمال السودان ام جنوبه في إطار اتفاق للسلام وقع عام 2005 وأنهى عشرات السنين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.ومع بقاء شهرين ونصف الشهر فقط على الموعد المقرر لبدء الاستفتاء لا يزال الجانبان على خلاف حول من سيتم السماح لهم بالتصويت كما لم يستطيعا الاتفاق بعد على أعضاء مفوضية لتنظيم الاستفتاء. من جهته وقبيل هذه التطورات قال السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة السودانى المعارض إن استفتاء جنوب السودان تحول الى «بقرة مقدسة» لا يمكن لأحد في البلاد المساس بها وإن الولاياتالمتحدة فقط يمكنها المطالبة بتأجيله. لكنه حذر في كلمة بالمجلس المصري للشؤون الخارجية مساء الاحد من أن اجراء الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير كانون الثاني المقبل بدون توفير ضمانات لنزاهته يمكن ان يدفع بالبلاد الى كارثة.وقال المهدي الذي تولى رئاسة الوزراء في السودان في الستينات والثمانينات من القرن الماضي ان «اجراءات الاستفتاء مقيدة بمواقيت يستحيل تحقيقها.» وتحدث عن عراقيل كثيرة امام اجراء الاستفتاء بشأن تقرير المصير للجنوب بموجب اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 ومنها غياب الثقة والتعاون بين شريكي الحكم في البلاد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان صاحبة السيطرة في الجنوب.