أعلن المؤتمر الدولي لطب الحشود والتجمعات البشرية في ختام أعماله أمس بمدينة جدة عن استحداث جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لصحة الحشود البشرية، يكون مقرها بالمملكة وتكون لها صفة عالمية وتمنح كل سنتين عند انعقاد ذلك المؤتمر، وتهدف إلى تكريم المتميزين في التأصيل الممارسي والبحثي في هذا المجال الطبي الجديد. وتبنى المشاركون إعلان جدة لطب الحشود والتجمعات البشرية كأول اعلان اقليمي دولي يؤكد أهمية تقديم الرعاية الصحية الشاملة المأمونة للمستفيدين من هذه الخدمات مع الاستثمار في جميع أسس تكامل هذه الرعاية، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الصحة والتثقيف الصحي والوقاية وإيجاد التدابير المثلى للموارد وتأهيل القيادات والكفاءات اللازمة. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر ما يلي: قال تعالى “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”. عقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في الفترة ما بين 15-17 ذو القعدة 1431ه الموافق 23 -25 اكتوبر 2010م المؤتمر العالمي لطب الحشود والتجمعات البشرية “الخبرات والتجارب - فرصة للتطوير”، الذي بورك بالرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وبحضور أصحاب المعالي وزيري الحج والثقافة والاعلام ووزراء الصحة بدول مجلس التعاون والدول العربية والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية والعديد من القيادات الصحية لدول العالم والهيئات والمنظمات العلمية العالمية والإقليمية والمحلية المتخصصة في مجال هذا المؤتمر. حيث قام بافتتاح المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين صاحب المعالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وزير الصحة وبحضور جميع هذه الجهات المشاركة في التنظيم. وبعد مناقشة أوراق العمل المقدمة كافة من جميع الخبراء والمشاركين في المؤتمر، اضافة إلى مناقشة أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الهيئات الدولية وجميع الوفود المشاركة في الطاولة المستديرة؛ أشاد المشاركون بالإجماع بالدور الرائد والخبرة الكبيرة التي اكتسبتها المملكة العربية السعودية من خلال تنظيمها المحكم لمواسم الحج والعمرة والتدابير التي تتخذها من أجل سلامة وأمن الحجاج والمعتمرين والحفاظ على صحتهم واتفقوا على أهمية أن تقوم المملكة بدور ريادي في مجال صحة الحشود والتجمعات البشرية. وبعد الاطلاع على كلمة خادم الحرمين الشريفين الضافية وتوجيهاته السامية -حفظه الله- فيما يخص طب الحشود والتعامل مع التجمعات البشرية، قرر المشاركون تبني إعلان جدة لطب الحشود والتجمعات البشرية كأول اعلان اقليمي دولي يؤكد أهمية تقديم الرعاية الصحية الشاملة المأمونة للمستفيدين من هذه الخدمات مع الاستثمار في جميع أسس تكامل هذه الرعاية، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الصحة والتثقيف الصحي والوقاية وايجاد التدابير المثلى للموارد وتأهيل القيادات والكفاءات اللازمة. إعلان جدة وجاء في إعلان جدة لطب الحشود والتجمعات البشرية ما يلي: * أولًا: تقديم أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على رعايته للمؤتمر وللحكومة السعودية على تسهيلها عقد هذا المؤتمر الذي ستكون له الفائدة الملموسة لتطوير صحة الحشود البشرية في العالم. * ثانيًا: التوصية بإنشاء جهة مرجعية دولية مختصة بصحة الحشود والتجمعات البشرية مقرها المملكة العربية السعودية تكون مسؤولة عن المهام التالية: - تصنيف وتعريف مصطلحات ومهام وأنشطة صحة الحشود. - نشر ثقافة وبرامج وأنظمة صحة الحشود المبنية على المعطيات ومخرجات البحوث المعتبرة واليقينية. - إجراء الدراسات التحليلية المتعمقة فيما يخص جميع جوانب صحة الحشود. - عمل وتحديث سياسات وإجراءات العمل والأدلة الإرشادية. - إعداد قاعدة بيانات لدراسة ومتابعة الوضع الحالي ومدى التقدم المحرز في تعزيز هذا المفهوم. - إجراء الدراسات الاسترجاعية والمستقبلية واتخاذ الإجراءات التصحيحية للنظم الصحية وطنيًا وإقليميًا وعالميًا ومراجعة أدائها والممارسات الصحية الدولية بناء على مبادرات وحلول مبنية على الأدلة والبراهين ثبتت فعالياتها في مثل هذه التجمعات البشرية. - تقديم المشورة والنصح للدول فيما يتعلق بتعزيز التعاون الدولي وتعضيد الجهود الوطنية للخطط والبرامج في مجال صحة الحشود والتجمعات البشرية تجسيدا للمسؤولية العالمية تجاه الأمن الصحي العالمي. - التعاون والتنسيق مع الهيئات والمنظمات الدولية ذات العلاقة على جميع المستويات العلمية والبحثية والتدريبية والمعلوماتية. - جمع ونشر وتبادل التجارب الناجحة في مجال صحة الحشود والتجمعات البشرية. * ثالثًا: وضع أطر وخطط متكاملة للتوعية والاعلام الصحي تهدف إلى توعية وتثقيف المشاركين في التجمعات البشرية بالإجراءات الوقائية قبل وخلال وبعد حضور أي تجمعات بشرية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل تجمع من حيث الموقع، الاعداد، الثقافات والتوقيت مع تنشيط دور المجتمع المدني في المشاركة في التوعية والتثقيف الصحي للمشاركين في الحشود البشرية، والطلب من منظمة الصحة العالمية بتبني إنشاء برنامج توعوي متخصص في صحة الحشود يتكفل برسم الخطط بحرفية عالية واستخدام التقنيات الاعلامية الحديثة والتنسيق مع الدول الاعضاء من أجل تنفيذها على أن يكون هناك متابعة علمية بحثية لنتائج هذه البرامج. * رابعًا: العمل على وضع إطار أكاديمي لتخصص صحة الحشود والتجمعات البشرية يشتمل على جميع الفئات التي لها دور في خدمة الحشود طبيا وصحيا وبيئيا وأسند مشروع هذه الدراسة إلى الهيئة السعودية للتخصصات الطبية في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع وزارة الصحة. * خامسًا: تشجيع الهيئات البحثية العلمية والجامعات والجهات الوطنية والدولية الممولة للبحوث بادراج بحوث طب الحشود والتجمعات البشرية ضمن البحوث ذات الأولوية للتمويل لديها. * سادسًا: عقد هذا الملتقى بشكل دوري كل سنتين وأن تقوم وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية بتنظيمه، نظرًا للخبرات المتراكمة التي اكتسبتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في مجال خدمة الحشود وأن يتم ذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والهيئات الدولية ذات العلاقة الاكاديمية العلمية. * سابعًا: تبني فكرة استحداث جائزة يكون مقرها بالمملكة على أن تكون لها صفة عالمية وتمنح كل سنتين عند انعقاد ذلك المؤتمر وأن يطلق عليها اسم جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لصحة الحشود البشرية، الهدف منها تكريم المتميزين في التأصيل الممارسي والبحثي هذا المجال الطبي الجديد. ------------------------ د.السبيعي: الحج فرصة قيمة للارتقاء بطب الحشود البشرية عالميا قال المدير العام التنفيذي لمستشفى المركز التخصصي الطبي بالرياض الدكتور خالد السبيعي: إن التجمعات الضخمة التي تحتشد في مناطق معينة خلال الحج وخاصة في منطقة الجمرات تشكل فرصة قيّمة للأطباء المعنيين والأخصائيين بطب الحشود والتجمعات، الأمر الذي دفع القائمين على القطاع الصحي في المملكة وبرعاية خادم الحرمين لعقد هذا المؤتمر بمدينة جدة، لدراسة آلية وطريقة التعامل صحيًا مع تلك الحشود التي نادرًا ما تتوفر في مكان واحد ولفترة زمنية طويلة. وأضاف د. السبيعي: إن المؤتمر يناقش طب الحشود والتجمعات البشرية، واختيار الحج كنموذج متميز ومتفرد في هذا المجال، إذ يعد من أكبر التجمعات في العالم ويعد نموذجًا لمستقبل طب الحشود والتجمعات البشرية، واللّافت أن هنالك 2,5 مليون مسلم يؤدون الحج كل عام من بينهم 700 ألف يسيرون على الأقدام ولايستخدمون سيارات أو وسائل نقل إلى جانب أن هنالك 75 ألف سيارة تقوم بنقل الحجاج من و إلى المشاعر المقدسة خلال فترة زمنية تتراوح ما بين 4 - 6 أيام. ------------------------ مسؤولة كندية تدعو لإنشاء هيئة عالمية نوهت خبيرة دولية متخصصة في التدخل السريع بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الدعوة لعقد هذا المؤتمر. وقالت الدكتورة طوني همبري المديرة العامة للشؤون الصحية والتدخل الطارئ في مقاطعة برتش كولمبيا في فانكوفر بكندا ان هذا المؤتمر يعد اول مؤتمر عالمي يجمع خبراء من شتى انحاء العالم من اجل بحث قضايا التجمعات البشرية والاستفادة من التجربة السعودية في هذا المجال. وطالبت الخبيرة الكندية دول العالم بالتوجه الى انشاء هيئة عالمية لادارة الحشود والتجمعات البشرية بحيث تكون مثل هذه المؤتمرات اكثر شمولية من النواحي الصحية لتشمل كذلك النواحي الامنية ومكافحة الارهاب والشائعات التي قد تصدر فيما يتعلق بالامراض الوبائية وكذلك التطرق الى موضوعات الكوارث والأزمات. وعبرت عن سعادتها بوجودها في المملكة ومشاركتها في هذا المؤتمر في طرح جزء من خبراتها في هذا المجال باعتبار ان كندا كان لها سابق تجربة في تنظم الالعاب الاولمبية. واشادت بالتجربة السعودية النموذجية في ادارة التجمعات البشرية في الحج، موضحة ان التجمعات البشرية سواء في مكةالمكرمة او مدن اخرى في العالم تضم عناصر مقتسمة فيما يتعلق بالصحة العامة والمحافظة على الامن وتوفير الخدمات وعدم انتقال العدوى والامراض المعدية الناتجة عن التدافق والازدحام.