* مقالي اليوم أسأل الله تعالى أن يصغي إليه «الأمناء» من أبناء الوطن المخلصين والمنشغلين في هموم الوطن وأوجاعه.. فحديثي عن فئة من النساء وليس كل النساء، حيث هذه الفئة بدأت تطفو على السطح مما يوجب على المهتمين بأمن الوطن اتخاذ خطط فاعلة تُبَثُّ في أرجاء الوطن، ليتم لنا نزع فتيل الفتن والقنابل الناعمة في يد كل باغٍ وحاقد. * أنبِّه في البداية إلى أن نوعية النساء هذه مجردة من العاطفة، فلا يلتبس على الباحثين أن (المرأة هذه) قد استُغِلَّت عاطفتها كما يعتقد البعض بأن المرأة بفطرتها عاطفية، فالنساء هنا يختلفن بشكل (جذري)، منهن فعلاً العاطفيات، ومنهن الفاسدات أو الخائنات، والقرآن الكريم خير من يُفسِّر هذين النموذجين.. ويبقى الخوف على من هن متأرجحات ما بين هؤلاء وهؤلاء، فرؤوس الفتن ممن يبثون سمومهم في مجتمعنا الآمن للتخريب وللجذب، وللإغراء والغزو الفكري هنا يلعبون ألاعيبهم.. فمنهن مَن يدفعهن الفقر والعوز والحاجة، ومنهن من تعاني من الضياع والتخبُّط وضعف التأسيس، ومنهن من يدفعهن حب الانتقام والتشفي والحقد، ومنهن من يدفعهن أيضاً أسباب النبذ والتفكك الأسري والإهمال حتى النسيان، فتغدو لقمة سائغة للمتصيدين. * إن التغيير الذي طرأ على مجتمعنا والذي يجب أن نأخذه بعين الاعتبار، هو التغيير «السلبي» الذي خرج عن الفطرة وخرج عن القيم والمبادئ، وخرج عن الاعتبارات الإنسانية، وعن العرف وعن العدل، وكل هذه أمور عزم وقيادة ولكن شلت أيدي أصحابها، فانفرط العقد، وسقط الزمام!! أضيفوا إلى هذا ظروفنا الاقتصادية المتأرجحة.. وموجة الغلاء القارسة.. وأحوال الكثير من الأسر المتناقضة.. والحدة الاجتماعية اللاذعة.. وما يفضي هذا كله من معاناة وضغوط نفسية تجعل الحليم حيران. * إن استغلال النساء في أي مكيدة أو في التنظيم أي تنظيم ميداني أو مؤسسات أو من خلال الشبكة العنكبوتية.. فهذا يعني أن الرجال أو أن ذكورهن باتوا عاجزين بما تحمل الكلمة من الخذلان والانكسار والبلادة والضعف عن احتوائهن، وإن البعد عن شرع الله تعالى فيما أمر ونهى، ما جعل حياتهن غير منضبطة.. فالبعض من النساء اليوم قنابل موقوتة وأفاعي خشنات الملمس وقاسيات حد الموت..! * إن ما يجب أن نفعله تجاه النساء هو ما استغله – مع الأسف – المجرمون الباغون والمخربون ليضعفوا الوطن.. بنصفه الآخر، ويكثروا في الأرض الفساد.. كما فعلوا مع الصبية من قبل.. وصوتي اليوم أُسمعه العقول الراشدة بأن تفتح مجالات للعمل بشتى المستويات (لتحتوي) الصالحات الكادحات ولتستثمر قدراتهن، وأيضاً الضالات المفسدات فنقوِّم سلوكهن، ونُصلح شؤونهن، وبهذا نكون قد كونَّا منظومة من النساء المنتجات المنتميات للدين والوطن، وأغلقنا هذه الفجوة التي اتخذها العديد من أعداء الوطن بوابة لاختراق بنيانه المتماسك. * إن أمن واستقرار الأسر والوطن وإصلاح ما فسد ليست مسؤولية مناطة بجهة أو مؤسسة دون الأخرى، إذ هي مسؤولية الجميع، وعليه وجب علينا أن نستشعر خطورة مثل هذه الثغرات، والحالات التي بدأت تنتشر وتظهر في المجتمع. * إن المرأة وطن بتربيتها وتنشئتها وإعدادها للأجيال، فعلينا أمانة إعدادها أولاً وحسن تربيتها.. وإصلاح ما فسد وأفسده العصر من رواسب الانفتاح والتلقي غير المسؤول.. هذا إن استوعبنا أهمية وضرورة «التربية الصالحة» التي تنشئ الفرد الصالح (المسالم) ضمن المجتمع.. تجنباً من أن تخسر المرأة الوطن، ويخسر الوطن المرأة فتكون الكارثة.