إيمانا من خادم الحرمين الشريفين بالدور الكبير الذي تلعبه العلوم والتقنية في حياة ومستقبل الأمم في العصر الحديث خرجت فكرة مشروع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية إلى حيز الوجود في الطائف في شهر يوليو من عام 2006م عندما أعلن المليك عن رؤيته لجامعة عملاقة تكون منارة للمستقبل وكلف شركة أرامكو بعملية إنشاء الجامعة. انبثقت فكرة الجامعة من رؤية خادم الحرمين الشريفين في تحقيق تقدم نوعي في مجال البحث والتطوير، ولنقل المملكة إلى مرحلة الصناعة القائمة على المعرفة، بحيث تكون هذه الجامعة عالمية متميزة تختص بالبحث العلمي والتطوير التقني، وتستقطب نخبة من العلماء، والباحثين والخبراء المرموقين ذوي الكفاءات العالمية العالية المتميزين والطلاب الموهوبين والمبدعين من السعوديين وغيرهم، وفي الوقت نفسه تعنى بتنمية العلم والمعرفة، وتوفير بيئة علمية متميزة للبحث والتطوير تساعد على اكتساب التقنية وتوليدها ونقلها. وقد عكس خطاب خادم الحرمين الذي ألقاه خلال رعايته حفل أهالي الطائف في 22 يوليو 2006 هذا التوجه، فقال «يسعدني من هذا المكان، ان أعلن عن بدء مشروع رائد من مشاريع المستقبل هو جامعة للعلوم والتقنية، هذه الجامعة التي ستقام على ضفاف البحر الأحمر بتكلفة 10 آلاف مليون ريال سوف تكون بإذن الله أحد أفضل المراكز العالمية المتميزة للبحوث العلمية والابتكار والإبداع، خريطة التقدم العلمي وتهدف الجامعة الجديدة إلى أن تضع المملكة على خارطة التقدم العلمي والتقني في القرن الواحد والعشرين من خلال إنشاء جامعة من طراز عالمي قادرة على التفاعل والتعاون مع مراكز ومعاهد الأبحاث العالمية لاستثمار خبراتها وربط مخرجات أبحاثها بالفرص المتاحة في المجمعات الصناعية الاستراتيجية والتقنية وتوليد صناعات حديثة أو تطوير وتحويل الصناعات القائمة. وبالنظر لرسالة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية فإنها تتمثل في القيام بالأبحاث العلمية المؤدية للابتكارات، والاختراعات، واحتضان المبدعين والموهوبين من السعوديين وغيرهم لدعم التنمية والاقتصاد الوطني، في بيئة متميزة تقدم برامج دراسات عليا في مجالات استراتيجية. ومن أهداف الجامعة دعم الطلاب والباحثين المتميزين وإمدادهم بالموارد اللازمة لتحقيق افضل النتائج وتوفير بيئة علمية تقوم على التفاهم والمحبة بين الأساتذة والطلاب خالية من المعوقات التي تعرقل مسيرة الاكتشاف والابتكار. والإسهام بقوة في مجالات تضمن مواكبة الاحتياجات الإنسانية مثل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة وفى منطقة الشرق الأوسط والعالم. وترتكز استراتيجية جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على ثلاثة محددات رئيسية وهى الوحدة والوضوح والتحول . ويعكس المرتكز الأول اجتماع الباحثين والعلماء والمهندسين على وحدة الرغبة في تعظيم دور الجامعة للعلم وتنمية وتطوير المجتمع، وذلك من خلال شبكات التبادل الثقافي والعلمي. ويعتمد المرتكز الثاني على التحرر من القيود البيروقراطية التي تعيق عمل العلماء والباحثين في المجالات المختلفة من أجل التركيز على شيء واحد فقط هو العمل. وفى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية يمكن للدارسين والأساتذة والباحثين التفكير والعمل والدراسة بوضوح والتعامل مع المشكلات التي تواجه المجتمعات بالمنطق الواضح والسليم. وتلتزم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بتعزيز القيم التي تسهم في أداء رسالتها العلمية، ومنها الانجاز، والتفاؤل، وتحفيز الدارسين، والتنوع ودعم الصلات بين العلماء والباحثين من مجالات وجنسيات وخلفيات ثقافية مختلفة، والانفتاح على الفكر والعلم والتكامل. كما حددت الجامعة خمس طرق يمكن من خلالها أن تساعد الباحثين على انجاز أعمالهم وهي التحفيز المستمر على إحداث تغيير ما يسهم في التنمية والتقدم، وتشجيع الدارسين على الالتزام بالقيم العلمية المعروفة، ويعكس شعار جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بذور الوحدة في أربعة ألوان متفائلة يعكس كل لون منها المراكز البحثية المختلفة داخل الجامعة، كما يعكس الشعار العقول الخلاقة التي جاءت من خلفيات مختلفة بمهاراتها وثقافاتها المتعددة.