في كتابه (لماذا مقاييس عالمية للأخلاق) اتخذ مؤلفه الكاردينال الألماني واللاهوتي الكاثوليوكي الكبير موقفًا إيجابيًا وموضوعيًا من قضية هامة مثارة حاليًا في الحملة الغربية الظالمة على الإسلام وذلك عندما برأ القرآن من الإرهاب.. وعندما قرر أن الجهاد في الإسلام ليس الحرب المقدسة التي عرفتها المسيحية الغربية وليس العنف والقتال، بل هو الجهاد بذل الجهد المعنوي. وتلك شهادة من هذا اللاهوتي الكاثوليكي الدكتور "هانس كينج" تقدم للمسلمين وخاصة في الغرب سلاحًا فعالًا في مواجهة الافتراءات التي سادت وتساوي بين القرآن وبين العنف والقتال والإرهاب، بل التي تعتبر القرآن الكريم المصدر للعنف والإرهاب لكن مؤلف الكتاب مع الثقافة الواسعة بعد أن برأ القرآن من العنف عندما نسب هذا العنف إلى رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام فقال: لا شك أن مسألة العنف هى مشكلة رئيسية في الإسلام التي ترست في إسلام ذلك أنه لم يكن تجاهل النبي محمد مبكى عيسى الناصري الركن الرجل دولة فحسب، بل كان أيضًا قائدًا عسكريًا (جنرالًا) خاض حروبًا عسكرية وجنى لذلك وما زال يجنى كثيرًا من المدح وبالفعل على المسلمين معالجة تاريخ الفتوحات الإسلامية به نقتدي يجب أن ندرك أن هناك عصرًا مبكرًا في الإسلام قد تم فيه واقعيًا محو المسيحية من الوجود فى البلاد الأصلية”. ولأن المنهاج الذي اتخذته في التقديم للطبعة العربية هذا اللاهوتي الكاثوليوكي الكبير هو نمط منهاج الحوار والتثنية على المصادر الغربية المعتمدة التي عالجت قضية العنف والقتال في تاريخ الإسلام. وفي انتشاره وتمدده وفي وراثته للنصرانية الشرقية وأسباب هذه الوراثة فلقد أدرت حوارًا موضوعيًا مع الدكتور هانس كينج لتبيان أن جميع حروب رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- كانت حروبا دفاعية ضد المشركين الوثنيين الذين حاصروا دعوته وعذبوه والمؤمنين بدينه وأخرجوهم من ديارهم ثم جيشوا الجيوش وزحفوا بها إلى دار الهجرة – المدينة- للقضاء على الإسلام وأمته ودولته.. ونحن عندما نطالع آيات القرآن الكريم ونرى “خارطة" الحروب التي دارت بين الشرك والإسلام ونقرأ وقائع هذه الحروب في السيرة والتاريخ نجد تلخيصها في الآية القرآنية (وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) البقرة : 90. فالحروب التي قام بها رسول الإسلام – -صلى الله عليه وسلم- – كانت دفاعية ضد الذين فرضوا عليه القتال وزحفوا لاستئصاله والذين آمنوا معه في دار هجرتهم حتى أن هذا الرسول القائد كان يجتهد ويجاهد لتجنب القتال ما استطاع فقال لصحابته الذين فرض وكتب عليهم القتال وهو كره لهم: “لا تتمنوا لقاء العدو واسالوا الله العافية لكن إذا لقيتموهم فاثبتوا وأكثروا ذكر الله” رواه الترمذي فلم يكن رسول الإسلام كما ادعى الناس كينج جنرالًا خاض حروبًا عسكرية وجنى لذلك وما زال يجني كثيرًا من المدح. ومع هذا الطابع الدفاعي المحض لحروب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن ضحايا جميع هذه الحروب من الجانبين الشرك والإسلام لم يتعد386 ضحية 203 من المشركين و183 من المسلمين – بينما، بلغ ضحايا الحروب الدينية المقدسة بين الكاثوليك والبروتستانت بأوربا عشرة ملايين حسب إحصاء فولتير (1694-778م) أي ( 40%) من شعوب وسط أوروبا.. تلك هي حقيقة حروب رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- وهى حقيقة تدعو الكاردينال هانس كينج لمواجهة موقفه وتصحيح معلوماته في هذا الموضوع الخطير؟