أكد مسؤول أمني في محافظة أبين بجنوب اليمن مقتل ستة عناصر من تنظيم القاعدة خلال المواجهات التي انطلقت منذ أيام في المحافظة، مشيرًا إلى استمرار المواجهات وخصوصًا في الجبال، فيما حكمت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في شؤون الإرهاب أمس بالإعدام على “خبير المتفجرات” صالح الشاوش، الذي تعتبره صنعاء من أخطر عناصر القاعدة. وقال نائب مدير الامن في مديرية مودية العقيد محمد الخضر محمد في تصريحات نشرتها صحيفة “الميثاق” التابعة للحزب الحاكم أن المواجهات التي اندلعت منذ استهداف محافظ ابين بكمين الخميس الماضي “اسفرت عن مقتل اكثر من ستة اشخاص (من القاعدة) خلال الايام الماضية”. واضاف أنه تم اعتقال “احد ابرز المطلوبين الارهابيين وهو المدعو هاني الثريا الذي تم العثور بحوزته على وثائق خطيرة للقاعدة تكشف مخططات لاستهداف شخصيات أمنية في محافظة أبين”. وسبق أن اعلنت القاعدة قائمة ب55 مسؤولًا امنيًا في ابين قالت إنها تريد تصفيتهم. واشار إلى أن عناصر القاعدة “يتحصنون وراء النساء والاطفال في منطقة ثعوبة والفطحاني” القريبتين من مدينتي لودر ومودية في ابين. وذكر أن “الاجهزة الامنية وبمساعدة وحدات عسكرية تمكنت من تدمير وتطهير عدد من اوكار ومخابئ أولئك الارهابيين بمديرية مودية”، مضيفًا أن الاجهزة الامنية “تقوم بعمليات مطاردة وتعقب لعشرين ارهابيًا فروا إلى الجبال والشعاب بالمنطقة فيما لا يزال البعض منهم متحصنًا في منازل المواطنين”. وقالت مصادر محلية وامنية وشهود عيان أمس الاول إن المقاتلات اليمنية شنت غارات على مواقع للقاعدة بالقرب من لودر ما اسفر عن مقتل راع، في حين استمرت المواجهات بين التنظيم من جهة والقبائل الموالية للحكومة والجيش من جهة اخرى. وتعرض موكب المحافظ احمد محمد الميسري لكمين مسلح الخميس قرب مودية ونجا منه، الا أن شخصين قتلا في الهجوم، فيما قتل ايضًا في هجوم آخر قائد في الشرطة. كما تعرضت قافلة جنود مساء الخميس إلى كمين اثناء توجهها من لودر إلى مودية ما اسفر عن مقتل خمسة جنود. والسبت، قتل ثلاثة جنود واصيب اثنان آخران على الاقل بجروح في كمين نصبه مسلحون في محافظة ابين جنوب اليمن، على ما اعلن مسؤول امني متهمًا القاعدة بالوقوف وراء الهجوم. الى ذلك، حكمت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في شؤون الارهاب امس بالاعدام على “خبير المتفجرات” صالح الشاوش، الذي تعتبره صنعاء من اخطر عناصر القاعدة، فيما لم يستأنف الشاوش الحكم علمًا أنه سبق أن اقر بمشاركته في سبع هجمات دامية نفذتها القاعدة على مواقع عسكرية ونفطية في حضر موت ومأرب شرق صنعاء. وقال الشاوش بعد صدور الحكم “ان شاء الله زوالكم على ايدينا والبداية من ابين”، في اشارة إلى المحافظة الجنوبية التي شهدت تصاعدًا كبيرًا للمواجهات بين القوات الحكومية وتنظيم القاعدة منذ ايام. وكان الشاوش طلب خلال محاكمته تسريع الحكم، مؤكدًا أنه قام “بتلك العمليات والتجهيز لها برغبة مني ولست مكرهًا، وذلك ردًا لما يتعرض له اعضاء التنظيم من مضايقات من قبل جهاز الامن السياسي والمتعاونين مع الولايات المتحدة”. والشاوش الذي اعتقل في 30 يناير بعدما كان مطلوبًا منذ 2008م، يعد خبيرًا في تجهيز المتفجرات. واتهم الشاوش في بداية محاكمته بانه قام بتدريب انتحاريين بتعليمات من احد قادة القاعدة في جزيرة العرب خالد باطرفي الذي يعتقد أنه مختبئ في محافظة مأرب. وفرضت السلطات تدابير امنية مشددة حول مقر المحكمة وانتشر عشرات رجال الامن بلباس مدني في المكان. واستمرت التدابير حتى بعد صدور الحكم، وابقي الشاوش داخل مقر المحكمة لفترة قصيرة خوفًا من محاولة أنصاره الوصول اليه للافراج عنه، الا أنه اخرج في وقت لاحق وسط اجراءات امنية غير اعتيادية. ويمثل امام المحاكم اليمنية عشرات المتهمين بالانتماء إلى “تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” الذي ينشط في اليمن وتتركز عملياته خصوصًَا منذ اسابيع في جنوب البلاد ولا سيما في محافظة ابين. وسبق أن صدرت عدة احكام اعدام بحق عناصر القاعدة في اليمن في السنوات الاخيرة، الا أن ايًا من هذه الاحكام لم ينفذ.