استضاف النادي الثقافي الأدبي بجدة يوم أمس الأول الدكتور محمد خليفة في أمسية خصصت للتعريف بالشعر الألماني من خلال ما قدمه المحاضر من مقطوعات شعرية مترجمة مصحوبة بالعزف على البيانو من قبل العازفة “لورا فيلد”.. استهل خليفة الأمسية بتقديم عدد من النصوص الشعرية المترجمة من الألمانية ابتدأها بقصيدة “صحراء”، أعقبها بمقطوعة شعرية “عن الحب”، ثم “أريد مزيدا من الشعر” التي ترجم بعض مقطعها وفيها: أريد مزيدا من العمر كي يعرف القلب أهله وكي أستطيع الرجوع إلى ساعة من تراب كذلك استحضر الشاعر خليفة في سياق الأمسية قصيدة الشاعر الألماني “قيوتا» غير المسلم يمتدح فيها الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم، مشيرًا إلى أنه أثار جدلاً كبيرًا بقصيدته تلك، وذهب البعض إلى القول بإسلامه من خلال استحضار ما ورد في نصه الشعري من مديح، غير أن الراجح أنه لم يسلم، وقدم خليفة ترجمة لبعض أبيات القصيدة يقول فيها: انظروا إلى السيل العارم القوي قد انحدر من الجبل الشاهق العلي أبلج من الحق كأنه كوكب دري ّ قد أمدّته الملائكة في مهده من وراء السحاب كما قام بالترنم بقصيدة “عصفور” وفيها ماسرده عن شاعرها والذي لم يشر إلى اسمه حيث يقول: كان هناك رجل قبض عليه، فما كان منه إلا أن فتح القفص أمام عصفوره لكي ينعم بالحرية، وعندما أنهى محكوميته وعاد إلى منزله عاد العصفور إليه، ثم ما لبث أن مات ذلك العصفور، في هذه الحادثة سرد الشاعر قصيدة عنونها ب”حكمة العصفور” قال فيها: قد عاد إلى القفص المهجور وعاد إلى آسره المأسور الحكمة من هذا العصفور أسمى من فهم البشرية كما لم يكتف خليفة بتقديم ترجمة قصائد من الألمانية بل طعّم الأغنية بتقديم قصيدة مرحة للشاعر السوري الكبير ممدوح عدوان عن الطفل، ثم قصيدة تدعو للحفاظ على الوطن والأرض والانتماء بعنوان “الأرض” قال فيها: الأرض تكسر قشر بيضتها وتسبح بيننا خضراء تحت الغيم تأخذ من السماء اللون زينتها فتسحرنا هي الزرقاء والخضراء تولد من خرافتها ومن قرباننا فيعيد حنطتها تعلمنا فنون البحث عن أسطورة التكوين سيدة على إيوانها المائي سيدة المديح صغيرة لا عمر يخدش وجهها لا ثور يحملها على قرنيه تحمل نفسها في نفسها وتنام مختتمًا الأمسية -والتي صاحبها البيانو طيلة الوقت – بنص شعري للراحل محمد درويش بعنوان “ونحن نحب الحياة”.