بدعوة كريمة من سعادة وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور: أحمد بن حامد نقادي؛ تشرفت بحضور تدشين فعاليات الندوة العلمية الأولى لكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي بعنوان: حوار في الاعتدال، في رحاب جامعة المؤسس؛ تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير: نائف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية؛ الذي أضفى حضوره على اللقاء بُعداً حميماً، كشف للجميع -من خلاله- بعضاً من الجهود المُضنية التي تقوم بها الدولة -رعاها الله- في سبيل اجتثاث بؤر الإرهاب من جذورها؛ وفق خطة استراتيجية تُركز على الضربات الاستباقية سواءً أكانت وقائياً أم أمنياً؛ حيث بلغت العمليات التي تم الكشف عنها 240 عملية، لم يتمكن الجناة إلا من تنفيذ أقل من 10 عمليات فقط، الأمر الذي يعني نجاح الخطة المرسومة، مع الأخذ في الاعتبار تفعيل دور المناصحة التي أتت بنتائج إيجابية. ولعل ما يبعث السرور والارتياح في النفس هو أن القيادة -يحفظها الله بإنشاء مثل هذه الكراسي- وفق مفهوم عميق لخّصه صاحب الكرسي بأسلوبه المُبدع -دائماً- بقوله: إننا في هذه البلاد مجتمع يقول وبكل ثقة وبكل ثبات: لا للتطرف.. لا للتكفير.. لا للتغريب، نعم للاعتدال في الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة، إنه الدين والحياة، إنه الإسلام والحضارة، إنه منهج الاعتدال السعودي؛ إن هذا المفهوم العميق يؤسس لمرحلة استشرفت فيها ملامح المستقبل المأمول من خلال مؤشرات الحاضر الذي ابتلينا فيه بفكر ما فتئ ينخر في بنية مجتمعنا جراء الفهم القاصر للمقاصد الشرعية، وشيوع التبعية العمياء لأشخاص مُرجِفين اُتخذوا رموزاً من قبل عامة الناس، ووصلوا بهم إلى حد التقديس المنهي عنه. يقول الله جل وعلا: [وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً] من هذا المنطلق الديني جاءت فكرة إنشاء الكرسي الذي بنى رؤيته على التأصيل العلمي للاعتدال السعودي تعزيزاً للوحدة الوطنية ممتطياً نشر ثقافة الاعتدال السعودي لمواجهة التحديات النابعة من تيارات التطرف والغلو والتغريب كرسالة يسعى إلى تحقيقها، شاقاً طريقه لتحقيق أهداف سامية تتمثل في إظهار الصورة الصحيحة لمنهج الاعتدال السعودي وتطبيقاته عبر الامتداد التاريخي للمملكة العربية السعودية، وتعزيز الانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع السعودي، ورفع وعي ثقافة المجتمع تجاه الأفكار الضارة بكيانه واستقراره كالتطرف والغلو والتغريب، مُحدداً خمسة محاور يسير في إطارها تتبلور في المحور التاريخي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي، واختط المشرفون على هذا الكرسي مراحل خمس لتنفيذ برنامجه كانت هذه الندوة العلمية هي ختام المرحلة الأولى منه. فاصلة : المتتبع لحركة إنشاء الكراسي العلمية في جامعاتنا يجدها خطوة رائدة في سبيل الدعم المادي، ورافداً للحراك الإيجابي داخل الحقل الأكاديمي، وما أتمناه ألا تكون موضة إعلامية ينتفي أثرها بعد حين.