طالعتنا الصحف المحلية وبعض القنوات الفضائية في الآونة الأخيرة بأخبار وتقارير ذات صلة بحرة الشاقة، الواقعة قرب مدينة العيص، وما تم تناقله عبر بعض وسائل الإعلام المختلفة يدعو للقلق، ويشير إلى أن المنطقة قد تتعرض قريبًا لنشاط بركاني تصاحبه هزات أرضية بدرجات متفاوتة، وذلك حسب تقديرات الخبراء في هذا المجال والذين أكدوا أن دلائل عودة النشاط البركاني بدأت بالظهور مجددًا وقد تشهد المنطقة اضطرابات جيولوجية متتابعة، الامر الذي أثار رعب المواطنين القاطنين بالقرب من حرة الشاقة، وأعاد لهم ذكريات العام الماضي وما تخلله من هزات أرضية وخوف وترقب ثم الرحيل وترك الديار حيث تم إخلاء مدينة العيص حين تفاقم الوضع ووصل حدًا استوجب اتخاذ قرار الإخلاء، ثم العودة مرةً اخرى بعد تأكيد جهات الاختصاص أن المنطقة آمنة ويمكن للسكان العودة بعد أن ساد الهدوء واصبح الوضع طبيعيًا كما كان، وما دعا إلى الاطمئنان هذه الأيام بعد ما أُثير من أخبار هنا وهناك هي التصريحات الرسمية المختصة التي أكدت أنه لا يوجد ما يدعو للقلق وان كل المعطيات التي يُستند اليها في تقييم حالة المنطقة هناك في مستواها المعتاد. حتمًا لا احد يجزم بعدم عودة النشاط البركاني لكن انتشار محطات الرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية يجعلها تتابع الوضع عن قرب وبدقة وتسجل اي تغير يحدث هناك، وفي هذا الشأن اعلن مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين المهندس هاني زهران أن الهدوء مستمر ولم تسجل محطات الشبكة الوطنية ارتفاعًا يُذكر سواءً في عدد الهزات الأرضية أو قوتها، وما نود التنبيه اليه أن الدراسات التي تُجرى وفي اي مجال تبقى اجتهادات اشخاص تحتمل الصواب والخطأ بنسب متفاوتة وثمة متغيرات من الصعب الإلمام بها جميعًا وتحديد توجهها وزمن حدوثها مستقبلًا، وأما التصريحات التي تصدر من البعض لوسائل الإعلام المختلفة والتي تبالغ بالتشاؤم احيانًا واعني تلك التصريحات غير الرسمية فهي ليست مصدر المعلومة الواجب اعتبارها، وفي النهاية ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فالأرض ارضه والعباد عباده، ومهما امتلك الانسان من تقنية واجهزة حديثة يبقى لذلك حد وهذا لا يلغي اخذ الحيطة والحذر والمتابعة للأحداث الطبيعية من براكين وامطار وغيرها، وأمام ذلك يظهر ضعف الإنسان وحاجته الدائمة للطفه سبحانه وتعالى.