تكمن خطورة الجوالات من خلال نقل إشارات الموجات الكهرومغناطيسية التي تصدر من محطات التقوية المخصصة لاستقبال واعادة ارسال هذه الموجات الى هذا الصغير، فعندما يعمل الجوال فهو يرسل موجات في كل الاتجاهات للبحث عن اقرب محطة تقوية مما يعني ان نسبة عالية من الموجات الميكرويفية المنبعثة ستكون موجهة لمستخدم الجهاز وخاصة رأسه فكيف ان كان هذا المستقبل طفلاً حيث اثبتت الدراسات ان هذه الموجات تتوغل في رأس المراهقين والاطفال مما يجعلهم اكثر عرضة للضرر، وفي دراسة أجراها الدكتور مايكل كليسين في معهد لتشخيص ودراسة الاعصاب في اسبانيا تبين ان مكالمة واحدة مدتها دقيقتان فقط يمكن ان تغيّر النشاط الكهربائي لدماغ الطفل لمدة تصل الى ساعة وبعد ذلك وجد ان هذه الموجات توغلت في عمق الدماغ وليس فقط حول الاذن اذ يكمن الخطر بالنسبة للاطفال هو ان ادمغتهم لا تزال في طور النمو والجمجمة لم تكتمل بعد فهي رقيقة مقارنة بجماجم الكبار لهذا السبب يكن ان يكون التعرض لحزمة ضعيفة من هذه الموجات ضار لان انسجتهم يمكنها امتصاص الموجات ثلاث مرات اكثر من البالغين، واظهرت الابحاث والدراسات ايضاً ان مزاج وقدرة الاطفال على التركيز يمكن ان يتأثرا نتيجة استخدام الجوال بالاضافة الى الاثار الصحية والنفسية واكدت بعض الدراسات من اضرار الهاتف المحمول على الاطفال حيث ان معظم البحوث توصي بألا ينبغي للاطفال دون سن الثامنة من استخدام الهاتف الجوال وايضاً توصي الدراسة بإبقاء الهاتف المحمول بعيداً عن الاطفال والنساء الحوامل وفي دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة الملك سعود وجدت علاقة بين الصداع والارهاق والدوار واضطرابات النوم والتعرض للموجات الكهرومغناطيسية التي يبعثها الهاتف الجوال وخطرها بالنسبة على الاطفال، والدراسات لا تزال تبيّن سلبيات هذا الجهاز الذي اصبح في متناول الصغير قبل الكبير والتفاخر في حمله والتسابق في مواكبة التطورات الحاصلة عليه وما يحتويه من استخدامات للشبكة العنكبوتية والامكانيات الجديدة والمتاحة التي ادخلت عليه والقائمة تطول فقد اصبح كل فرد يمتلك جوالاً ان لم يكن اكثر، فاذا ألقينا نظرة على الشارع العام لوجدنا ان الاكثرية هم من الاطفال الذين يمتلكون هذا الجهاز الخطير حيث أكدت الدراسات ان نسبة عدد الاطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين 5-14 سنة قد تضاعف الى عشرات المرات. فرجائي إلى أولياء الامور الاّ ننجرف وراء العواطف بل علينا اتخاذ القرار الصارم بأن لا نسمح بشراء هذا الجهاز ونقدمه كهدية لاطفالنا مثل غيرهم من أقرانهم حيث اصبحت موضة وحلما لكل طفل ان يقتني هذا الجهاز بسلبياته الكثيرة بحجة ان نطمئن على ابنائنا ونراقب تحركاتهم بل اصبح اقتناء الصغار للجوالات نوعا من الفوضى كما هو مشاهد في مجتمعنا. وصدق رسول الله الكريم حينما قال: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” فاحرص ان لا نغمس فلذات اكبادنا فيما لا حول لهم ولا قوة ، فالدخلاء والاشرار كثيرون، والله الحامي. د.عصام حمزة بخش - جدة