ليس دليل المطربة الراحلة (أمّ كلثوم) هو وحده الذي احتار في أغنيتها الشهيرة (دليلي احتار) بل احترتُ أنا معه، إذ هل يُعقل أن تعجز وزارة التربية والتعليم منذ عقود عن حلّ مشكلة صغيرة؟ بل (صغنّونة)؟ بما لديها من أقسام هي الأكثر والأكبر على مستوى وزارات المملكة؟ وبما أوتيت من ميزانية تفوق ميزانية عدّة دول مجتمعة في آسيا أو إفريقيا؟ والمشكلة يا سادتي يا كِرام هي تأخّر بعض أولياء أمور طالبات المدارس عن اصطحابهن وقت الانصراف منها، بشكلٍ يومي، فتُكلَّفُ المعلِّمات بالمناوبة بينهنّ بالبقاء في المدارس مع الطالبات بعد الدوام، أحياناً لساعات، حتى حضور أولياء الأمور، فهل هذا حلّ؟ وحتى لو كان حلاً فلماذا يُلْقى بتنفيذه على المعلّمات ولا يُفرّغْن تماماً للتدريس؟ هل هنّ سبب المشكلة؟ وهل من اللائق وظيفياً ومن العدل إنسانياً تكليفهنّ بعملٍ إضافيٍ في غير تخصّصهنّ بلا مقابلٍ مادّي بعد نِصاب يومٍ كاملٍ من التدريس المُرْهِق الذي يستهلكن فيه كامل نشاطهنّ؟ ألا يدلّ هذا على أنّ الوزارة ترى المعلّمات كما يرى الأزواج السلبيون زوجاتهم؟ يرونهنّ كشمّاعات لا لتعليق المشاكل فقط بل حلّها، ثمّ هل عدِمت الدنيا من حلول أخرى؟ ألا يمكن مثلاً إلزام أولياء الأمور بعدم التأخّر ولو بربْط بعض درجات دراسة بناتهم بالحضور والانصراف في الموعد المحدّد؟ فلا حافز لأولياء الأمور أكبر من هذه الدرجات للانضباط، أو بتوظيف حارسات أمن من شركات مؤهلة وفق عقود رسمية مع الوزارة؟ أو أين مشروع حافلات نقل الطالبات ذات ال (5) نجوم الذي سمعنا عنه جعجعةً كبيرة لكننا لم نرَ طحْنا؟ أو أيّ حلول أخرى فيها إيفاءٌ للمعلّمات بحقهنّ من التبجيل؟ لا رميٌ بمسؤولية المشاكل عليهنّ وتحميل، فقد كِدْن يكنّ رسولا!!. [email protected]