أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى ارتفاع وتيرة أعمال التمييز ضد المسلمين في الولاياتالمتحدة، قائلة إن خطة بناء مسجد ومركز إسلامي في موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م لم يكن سبباً مباشراً في زيادة المضايقات التي يعاني منها المسلمون، وقالت الصحيفة: اشتكى عدد قياسي من العمال المسلمين من التمييز ضدهم في أماكن عملهم بالولاياتالمتحدة الأميركية, وأن تلك لا تبدر فقط من زملائهم في العمل الذين ينادونهم بكلمات تدل على التمييز مثل «الإرهابي» و «أسامة» وإنما يشمل كذلك أرباب العمل الذين يرفضون منحهم راحة لأداء الصلوات كما يمنعون النساء من تغطية رؤوسهن. وقد كانت هذه المضايقات موجودة وتشهد نمواً متزايداً حتى قبل اندلاع الجدل حول أحقية المسلمين في بناء مسجد في الموقع زيرو الذي شهد هجمات سبتمبر، وقد بلغت الشكاوى التي تقدم بها المسلمون حتى قبل شهر سبتمبر الماضي رقماً ضخماً يدل على زيادة هذه المضايقات، حيث يزيد بنسبة 20% عن الرقم الذي تم تسجيله عام 2008م ونبسبة 60% عن العدد الذي تم تسجيله في عام 2005م. وقالت الصحيفة: رغم أن المسلمين لا يمثلون أكثر من 2% من عدد السكان بالولاياتالمتحدة، إلا أن نسبة تعرضهم لمضايقات مبنية على أساس التمييز بلغت 25% عام 2009م. وعلى صعيد متصل اعترف الكاتب الأميركي المعروف نيكولاس كريستوف بوجود مضايقات قائمة على اساس التمييز ضد الدين في الولاياتالمتحدة، وقدم اعتذاره للمسلمين على تلك الأعمال التي وصفها بأنها «موجة الجنون والتعصب الأعمى» حسب وصفه. وكان كريستوف قد نشر مقالاً بالصحيفة ذاتها بعنوان «رسالة إلى المسلمين: أنا آسف»، ذكر فيه أن كثيرا من الأميركيين يرون أنه يتعين على المسلمين الذين يصفونهم بالمعتدلين مواجهة خطر المسلمين «المتشددين» والترويج للتسامح الديني، لا بل والاعتذار عما يقترفه المسلمون الآخرون، وقال كريستوف: أنا شخصياً أقوم بهذا العمل، وبصفتي مواطناً أمريكياً معتدلاً فإنني أتقدم للمسلمين في الولاياتالمتحدة بالاعتذار عن موجة الجنون والتعصب الأعمى التي يواجهونها»، وأن المضايقات التي يتعرض لها المسلمون في هذا البلد تحرجنا كمعتدلين أكثر مما تضايق المسلمين أنفسهم. وأشار كريستوف إلى المظاهرات الاحتجاجية التي رافقت قيام صحيفة «بورتلاند برس هيرالد» الأميركية التي نشرت على صفحتها الرئيسية تقريرا تظهر فيه صورة لأكثر من ثلاثة آلاف مسلم وهم يصلون في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وأشار المحتجون إلى غضبهم من نشر هذه الصورة بالتزامن مع الذكرى التاسعة لهجمات سبتمبر. ودفع نشر صورة المسلمين وهم يصلون بعض الغاضبين إلى التظاهر والاحتجاج ضد الصحيفة، مما حدا برئيس تحريرها ريتشارد كونر إلى تقديم اعتذار للمسلمين عبر قوله «نعتذر بكل إخلاص عما بدر منا. فنحن أخطأنا لأننا لم نوازن القصة».كما قدم كريستوف اعتذاره عن «نوبة التطرف من جانب بعض الأميركيين»، التي دفعت القس الأمريكي تيري جونز قس كنيسة فلوريدا إلى الأعلان عن مخطط لحرق القرآن الكريم احتجاجاً على هجمات سبتمبر مما تسبب في ردود أفعال غاضبة على هذا المخطط، وأكد كريستوف أن التطرف لا يولد في المقابل إلا تطرفا. واختتم كريستوف المقال بقوله إنه يأسف لخلط بعض الأميركيين بين من وصفهم بالمسلمين الأبرياء وبين «الإرهابيين» في تنظيم القاعدة، وإنه يعتذر من كل من تسببت موجة التعصب الأعمى لدى البعض في الولاياتالمتحدة بعدم فهمه أو بتشويه سمعته أو سمعة عقيدته.