قال الضَمِير المتكلّم: اليوم الخميس ومساحته كما تعودتم متروكة لرسائل القرّاء الأعزّاء؛ التي أفتخر بها وأعتز. وهنا أستأذنكم في أن أترك المجال هذا اليوم للأخت العزيزة (لولو)؛ لتعبر بلغتها وأسلوبها الراقي عن معاناتها وزميلاتها، في مناجاةٍ للوطن في يومه الوطني حيث تقول: أليس الوطن، وخير الوطن لنا جميعًا؟ أم لأننا لا نجيد فن المراوغة والكذب؛ فنصيبنا الموت فيه حسرة وندامة؟! صدقونا نحب وطننا وقيادتنا، ونفدي بلادنا بدمائنا؛ ولكن ماذا نريد من الوطن؟ * نطلبه أن يحبنا كما نحبه، وأن يعطينا كما نعطيه! * نريد من الوطن أن يغتال كلَّ مَن يقف حجرًا في طريق سعادتنا وإبداعنا وطموحنا. نريد من الوطن أن يجلب لنا السعادة والفرح، نريد منه الحياة الكريمة؛ نريده أن يَبَرّ بنا؛ لنَبَرّه نحن وأبناؤنا من بعدنا! * آه.. ثم آه يا وطني: عشر سنوات، ونحن فانتظار (الوظيفة)، عشر سنوات ننتظر أن يصدر فيها قرار يُنْهِي معاناتنا نحن (بنات اللاواسطة) لكي نحصل على حق من حقوقنا على أرضنا أرض الإنسانية! * نعم نحن خريجات عصر الأبيض والأسود! خريجات عصر السبورة والطباشير، خريجات عصر حرام ولا يجوز؛ مازلنا في انتظار الوظيفة! * فرحنا بالتخرج، ابتهجنا! انتظرنا التعيين، قالوا: غدًا، قالوا: العام المقبل، ومضت عشر سنوات في ساحات الانتظار !! في كل عام وحِينٍ نقدم لطلب (الوظيفة)، تلك الجوهرة المكنونة لأهل الواسطة، وفي كل مرة يُطْلب منا تخطي العديد والجديد من الحواجز والاشتراطات؛ وكأننا نلعب لعبة ذات ألف مرحلة، لعبة لا تنتهي مراحلها، ولا شروطها التعجيزية على المسكينات!! * الشروط المعلنة للحصول على وظيفة (شهادة البكالوريوس)، ثم دورات تدريبية، وطبعًا تنتهي هذه الدورة بمرور خمس سنوات من تاريخ الحصول عليها؟ وطبعًا انتهت صلاحية عشرات الدورات التي دفعنا فيها الآلاف من الريالات لطول انتظار من السنوات، ثم اشترطوا الخبرة، وما أدراك ما الخبرة (بشق الأنفس) جلبناها، والنتيجة (لا وظيفة)!! أحيانًا أشعر أن الموت، وجنة الله أقرب لنا -إن شاء الله- من الحصول على هذه الوظيفة؛ وأي وظيفة بعد كل هذه المعاناة (معلمة.. نعم معلمة ومجبورة أن لا تكوني إلاّ معلمة)؛ فشهاداتنا لا تسمح لنا إلاّ أن نكون معلمات؛ ربما تقاعدن بعد سنة من التعيين!! أترك التعليق والتعقيب لجهات الاختصاص، ولكن أعتقد أن الفرحة الكبرى في اليوم الوطني محطتها وعنوانها رفع المعاناة عن أبناء وبنات الوطن!! ألقاكم بخير والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]