يعتبر قطاع خدمات الرعاية الصحية في المملكة من أسرع القطاعات نمواً نظراً للزيادة السكانية المضطردة، ومن جانب آخر يعتبر هذا القطاع من أكثر القطاعات حاجة للتطوير وذلك لتلبية احتياجات السكان المتزايدة، ولمحاكاة ما توصلت إليه أنظمة الصحة العالمة، إضافةً للحاجة لخلق نظام رعاية صحية جاهز للتجاوب مع الأزمات الصحية الطارئة والأوبئة العالمية. وانطلاقا من ذلك تم تأسيس شركة سعودية متخصصة في مجال الرعاية الصحية المنزلية. وحول هذا المشروع ومدى أهميته للمرضى يقول مديره التنفيذي تيمور عبدالله إسماعيل أن الرعاية الصحية المنزلية تضيف قيمة للمرضى وللمجتمع وللمنظومة الصحية بأسرها وذلك من خلال تخفيفها لتكاليف العلاج الطبي، حيث تجد كلفة إقامة المريض في المستشفى ليوم واحد تتراوح بين 1000 و2000 ريال، أما عن تكلفة الزيارة المنزلية فهي تتراوح بين 300 و600 ريال وهذا يمثل توفيرا كبيرا للمرضى ولشركات التأمين وللمستشفيات الحكومية. ونحن نعلم أن قرابة 5% من سكان المملكة يحتاجون لرعاية طبية مستمرة واستضافتهم جميعاً في المستشفيات هو عبء اقتصادي كبير، كما أن بناء المزيد من المستشفيات وتشغيلها مسألة مكلفة وتحتاج وقتاً طويلاً. غير أن الفائدة الكبرى للرعاية الصحية المنزلية هي شعور المريض وعائلته بالراحة النفسية لكون المريض يتلقى العلاج في منزله عوضاً عن المستشفى، حيث يمكن للمريض مزاولة نشاطاته المعتادة والعيش بطريقة طبيعية في محيطه الأسري وبين أحبائه. ويضيف تيمور: من خلال تجربتنا نستطيع القول أن المرضى الذين قمنا بخدمتهم يشعرون بالامتنان الشديد لوجود هذه الخدمة. ومن جانب آخر فإن بعض الحالات المرضية تناسبها الرعاية الصحية المنزلية أكثر من المستشفيات فالمرضى المصابون بالحروق والجروح والمحتاجون لتغيير الضمادات بشكل دوري في الوقت الذي تصعب حركتهم ويصعب نقلهم للمستشفى بشكل يومي وهنا يفضل ان تقوم الممرضة بعملية تغيير الضماد في المنزل والشيء ذاته ينطبق على المرضى المصابين بالشلل أو الأمراض العظمية ويحتاجون للعلاج الطبيعي، في هذه الحالة يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بزيارتهم في المنزل بدلا من نقلهم للمستشفى. لقد تم عقد مؤتمر الرعاية الصحية المنزلية الأول في نوفمبر 2008 وقد خرج بتوصيات تطالب بتبني هذه الخدمة كإستراتيجية وطنية صحية، وبالفعل فإن الكثير من المستشفيات الحكومية تقدم هذه الخدمة، وأيضا القطاع الخاص يمكن أن يساهم في تطويرها بشكل كبير. حيث يتم تقديم الخدمة من خلال ممرضات مؤهلات وأخصائيي العلاج الطبيعي والأطباء وأخصائيي العلاج التنفسي والتغذية إضافة للأخصائيين الاجتماعيين، كما يقوم الكادر الطبي بعمل إجراءات طبية كالقسطرة البولية وسحب الدم والعينات للتحاليل وغير ذلك. وقبل البدء في الخدمة يتم عمل تقييم للمريض من قبل الكادر الطبي ويتم التأكد من إمكانية خدمة هذا المريض في المنزل ومن ثم يتم وضع برنامج الرعاية الخاص به بالمتابعة والتنسيق مع طبيبه. وعن أبرز الأمراض التي تحتاج لرعاية صحية منزلية في المملكة يقول تيمور: من المعلوم أن مرض السكر قد أصبح شديد الشيوع في المملكة بسبب عوامل عديدة أهمها زيادة الوزن ونمط العيش ويحتاج مرضى السكر إلى قياس دوري لسكر دم كما يحتاج مرضى السكر المعتمدين على الأنسولين إلى من يعطيهم الحقن وفي حال تطور حالتهم للإصابة بالقدم السكرية لا سمح الله فإنهم يحتاجون إلى من يقوم بتغيير الضمادات. وهناك أيضاً المصابون بارتفاع ضغط الدم ومرضى الجلطات القلبية والدماغية فهم يحتاجون لقياس ضغط الدم بشكل دوري ويحتاجون لإعادة التأهيل أما المصابون منهم بالشلل فهم بدورهم يحتاجون لم يقدم لهم العناية الشخصية كالإطعام والنظافة وبالتأكيد يحتاجون لمن يقدم لهم الدواء وفق برنامجهم العلاجي. وبخصوص الممرضات وهل هناك كفاءات وطنية تعمل في مجال الرعاية الصحية المنزلية وتتقبل تواجدها في منزل المريض، يقول تيمور: تماماً كما نضع سلامة المريض نصب أعيننا فإننا أيضا نولي كل اهتمام وأولوية لسلامة كادرنا. فالباب مفتوح بكل تأكيد للممرضات السعوديات كي يساهمن في تقديم هذه الخدمة، وأعتقد أن المخاوف غير مبررة ففي النهاية لا تتم زيارة المريض من قبل الكادر دون التأكد من سلامة البيئة ونحن نتعامل مع مرضانا ومع موظفينا بكل مهنية وطبقاً لقاعدة الاحترام المتبادل.