يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في شرم الشيخ اليوم الثلاثاء، في إطار جولة جديدة من المفاوضات المباشرة والتي استؤنفت مؤخرًا في واشنطن. وفيما أشارت تقارير إسرائيلية امس إلى أن نتانياهو سيعرض على الفلسطينيين تجميدًا جزئيًّا للبناء في مستوطنات الضفة الغربية، باتباع نفس السياسة التي كان يتبعها رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هذه “المرونة” تهدف إلى نزع فتيل أزمة محتملة حول البناء الاستيطاني الذي يهدد بعرقلة مفاوضات السلام. وذكرت صحيفة “هاآرتس” أن التجميد الجزئي المقترح العمل به بعد انتهاء فترة التجميد الكامل والمقرر انتهاؤها في 30 من سبتمبر الجاري سيكون متطابقًا لما كان يجري خلال حكم أولمرت عندما كان أكثر من 90% من أعمال الإنشاءات تتم في الكتل الاستيطانية الكبرى. من جهتها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مصادر حكومية قولها إن هذه الجولة من المفاوضات التي ستجرى في شرم الشيخ بمصر بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد تفشل بسبب الخلاف على تجميد الاستيطان، فيما لم يتوصل الطرفان حتى إلى التفاهم على جدول للأعمال. إلى ذلك، أكد رئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات المباشرة صائب عريقات أن الفلسطينيين يواجهون مفاوضات شرسة مع إسرائيل حول قضايا الحل النهائي، وعلى رأسها قضيتا القدس والحدود. وشدد عريقات على أنه لا يوجد أي خلافات داخلية داخل الوفد الفلسطيني الذي يبدأ المفاوضات اليوم، أو حتى مع مفوض العلاقات الخارجية بحركة فتح نبيل شعث، مشيرًا إلى أنه لا توجد مصلحة لأحد أن تثار بلبلة للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والاضطهاد والاعتقال بالادّعاء بأن هناك خلافات بين أعضاء وفده الذين يبذلون قصارى جهدهم للدفاع عن هذا الشعب. من جهة أخرى، أكد الرئيس السوري بشار الاسد أمس سعي سوريا الدائم لتحقيق السلام، مشددًا على اهمية التنسيق مع تركيا في هذا الشأن، كما افاد مصدر رسمي. جاء ذلك لدى استقباله المبعوث الرئاسي الفرنسي لعملية السلام في الشرق الأوسط جان كلود كوسران. على صعيد آخر، كشفت حركة “السلام الان” المناهضة للاستيطان انه سيكون بالإمكان بناء حوالى 13 الف مسكن على الفور في الضفة الغربيةالمحتلة لدى انتهاء مهلة التجميد المؤقت للاستيطان في 26 سبتمبر. وقالت المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية في بيان “إذا لم يتم تمديد تجميد البناء، فإن المستوطنين يمكنهم نظريًّا بناء حوالى 13 ألف مسكن بدون أن يتطلب ذلك موافقة إضافية من الحكومة”. وأوضحت أنه “تم منح رخص بناء لحوالى 2066 مسكنًا على الأقل أصبحت أساساتها جاهزة، ومئات أخرى لم يتم بناء أساساتها بعد يمكن أن تشيد اعتبارًا من انتهاء مهلة التجميد التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية لمدة عشرة أشهر. وقالت حركة السلام الان ان 11 الف مسكن آخر على الاقل تمت الموافقة على بنائها يمكن ان تبنى بدون موافقة حكومية اضافية، بينها خمسة آلاف في مستوطنات معزولة.