كتب أ.د.سالم بن أحمد سحاب في جريدة المدينةالمنورة ليوم السبت الموافق 25/9/1431ه تحت عنوان (العصبية سيل جارف)، والذي جاء فيه (هاتفني صديق قديم، وأستاذ قدير ليحدثني عن وباء قديم، وشر مستطير اسمه العصبية القبلية حين تترجم إلى فعل مشين، وسلوك مقيت. قال لي: إن قريبين له قُتلا على التوالي في الطائفوجدة؛ بسبب احتكاكات بسيطة جدًّا لا ترقى إلى درجة شجار، ناهيك عن إنهاء حياة شاب هنا وآخر هناك قتلاً بالسكاكين، والمفكات مدعومة بسطوة العدد الكبير من شباب القبيلة في مواجهة الواحد من غير امتداد لفخذ أو قبيلة. وأردف يقول: من السهل أن نغض الطرف عن تدهور مشاريع الصرف الصحي مثلاً، أو تراجع خدمات الكهرباء، أو الماء، أو الاتصالات، لكن من الخطأ الفادح غض الطرف عن ممارسات متخلّفة تهدد تلك الرابطة القديمة، وتلك الوشيجة العظمى، وتلك المعاني الجوهرية التي شكّلت في مجموعها هذا الكيان الكبير، والوطن الواحد، والحدود الآمنة. لقد انفعل الدكتور سحاب، وأراد الانتصار لصديقه، وربط هذه الجريمة بالقبيلة، واتهمها بتشكيلها خطورة على الوحدة الوطنية. وفي اعتقاده أن جرائم الموظفين لا تقارن بما يرتكبه بعض من أبناء القبيلة، والذي يتضح أن ما قاله صديق أ.د. سالم سحاب القديم هي جريمة قد وقعت، وأن العدالة سوف تأخذ مجراها في حق هؤلاء المجرمين، وسوف ينالون الجزاء الرادع أسوة بباقي جرائم القتل الأخرى التي تحدث يوميًّا هنا وهناك، وقد يدفع هؤلاء المجرمون حياتهم وفق الشريعة الغرّاء جزاءً لما أقدموا عليه من جريمة نكراء، كما أنني انبذ العصبية، سواء قبلية، أو عائلية، أو طائفية، ولكن ما دخل القبيلة في هذه الجريمة؟ هل يتم البحث عن باقي أفراد القبيلة التي ينتمي إليها كل مَن يرتكب جريمة، ويعاقبون بمثل مرتكب الجريمة؛ لأن أحد الذين ينتمون إلى القبيلة ارتكب جريمة، ولا فرق بين من يرتكبون الجرائم إن كانوا من الموظفين أو أبناء بعض القبائل. فالعدالة لا تفرق بين مَن يرتكبون الجرائم، ولا تنسب الجرائم إلاّ لمَن يرتكبها وحده، وهو الجاني على نفسه. عويض نفاع الرحيلي - المدينة المنورة