أحيت لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالظفير في منطقة الباحة موروثا شعبيا اندثر من عشرات السنين بعد أن طالت المدنية والحضارة جميع أرجاء المنطقة، حتى كادت تفقد تلك الموروثات، التي كانت تدخل السعادة في نفوس الكبار والصغار خصوصا في شهر رمضان المبارك. وذكر نائب رئيس اللجنة يعن الله عبدالله الغامدي ل “المدينة” أن إحياء مثل هذه الموروثات يحافظ على عبق التاريخ، ويجعل شباب اليوم يعيشون ما كان يعيشه أقرناهم في الزمن الماضي قبل دخول السيارات والانترنت وقبل عالم الفضائيات، وكيف كانوا يعيشون في حب ووئام وتعاون دائم. وبيّن أن اللجنة نظمت هذا العام موروثا يسمى في الظفير ب “قرص.. قرص يا عمة” وهو مخصص للأطفال من سن 7 سنوات إلى 12 سنة، بحيث يمر الأطفال جماعات وهم ينشدون نشيدا جماعيا على ربات البيوت ليحصلوا على النقود والأطعمة وغيرهما، وعددهم يتراوح من 90 إلى 110 أطفال، وذلك في آخر يومين في شهر رمضان المبارك. وقد تجول الأطفال على أكثر من 60 منزلا مما كان له الأثر الفعال في نفوسهم، وكذلك الأهالي الذين تفاعلوا مع المناسبة بشكل رائع يؤكد تلاحم الجميع وتعاونهم في إدخال البهجة والفرح في نفوس الأطفال، لا سيما في مناسبة كهذه. وذكر يعن الله أن النشيد الذين ينشده الأطفال هو: “قرص.. قرص ياعمه. الله يمنع لك ولدك والحسنة.. في رمضان وفي شعبان.. سوي لنا قرص زين.. لا تقسمينه نصين.. تمرة ولا جمرة”.ويشبه موروث الظفير الشعبي القديم موروثا مماثلا في المنطقة الشرقية وهو «قرقيعان»، وهو معروف هكذا في الكويت، ويطلق عليه في البحرين «قرقاعون»، وفي قطر «قرقنقعوه»، وفي عمان «القرنقشوه»، و«الماجنية» في العراق، وهو عبارة عن تقليد سنوي ومناسبة تراثية مستمرة إلى اليوم. بحيث يطوف الأطفال في منتصف شهر رمضان يرددون الأهازيج والأناشيد الجميلة والمختلفة من بلد إلى آخر، وتوزع عليهم الحلوى والنقود والهدايا، ويرتدي الأطفال فيها زيًا معينًا. وتعود تسمية قرقيعان إلى «قرقعة» أي أصوات الأواني التي يحملها الأطفال ويضربون بعضها بعضًا وتوضع فيها الحلوى والهدايا التي يحصلون عليها.