تتميز الخطوط السعودية ناقلنا الوطني الأول بأنها الأولى على مستوى العالم التي منعت التدخين على طائراتها، وهي الوحيدة في العالم التي لا يتم توزيع المشروبات الكحولية على رحلاتها الداخلية والخارجية، وهي الأولى التي تذكر ركابها بأدعية السفر وأوقات الصلاة، وتوفر للمصلين مساحة داخل طائراتها خاصة على الرحلات الخارجية الطويلة...! ولكن يرحم الله زمانًا كنا نفتخر به بالخطوط السعودية التي كانت توفر وجبات لذيذة فعلًا على كافة الرحلات، وهي التي كان شعارها العميل دائمًا على حق، وكانت تتصف بدقة مواعيدها واحترام العميل، وكانت تسعى لكسب رضا العميل بكل ما تستطيع من إمكانات وخدمات، ولكنها اليوم - وللأسف أصبحت تتميز بكثير من الصفات عكس ما كانت عليه، فهمها الأول هو استنزاف العميل قدر الإمكان، وأضحت تتفنن في كيفية الحصول على أكبر قدر من المكاسب المادية وبكل الوسائل، وتحت أية مسميات فضرائبها أكثر من المعقول، وعقوباتها على العميل لا توازي ضعف مستوى خدماتها على الأرض أو جو السماء - رغم ما يقال عن تطوير في تحديث أنظمتها - وكم هي نسبة تغيير أوقات الرحلات وإلغائها ودون سابق إنذار أو إعلام للزبون - رغم توفر الوسائل وتعددها اليوم - وكأن هذا الإنسان لا قيمة لوقته ومواعيده أو راحته البدنية والنفسية..!! ودعوني أتوجه بسؤال كل من يضطر إلى استخدام طائرات السعودية اليوم ألا تلاحظ كيف أصبحت الطائرات قديمة مفككة الأوصال مزعجة بكثرة ضجيجها خلال الطيران، وكيف أضحت المقاعد ضيقة جدا و مهترئة، و الممرات بين المقاعد ضيقة جدًا...؟ ليس من المتوقع أن تقوم هذه المؤسسة الضخمة والكبيرة جدًا بالتجاوب مع هذه الخواطر وبسرعة فتسعى إلى تغيير جذري لطائراتها، والقفز بخدماتها فورًا إلى ما يرضي العميل - كما يجب - ولن يتكرم أي مسؤول في هذه المؤسسة بالتساؤل عن مدى صحة هذه الكلمات وعلاج القصور وتلافي الأخطاء، لأنه لا يبدو أن أحدًا ما يعير انتباها لأي كلمة أو سطر يكتب حول المشكلات والخلل الذي أصاب ناقلنا الوطني - الوحيد - ولا أملك أي ذرة أمل في أن يقوم أي مسؤول بالاستفسار عن مدى معاناة البشر على الأرض أو الجو لأن الواضح على أرض الواقع هو التفنن في كيفية استنزاف جيوب العملاء عن طريق ما يسمى بالوزن الزائد، أو غرامة تغيير وجهة الرحلات من قبل العميل، في حين أنه لا أحد يحاسب هذه الخطوط على ما ترتكبه في حق الركاب سواء عندما تلغي الرحلات بسبب أو بدونه، أو يتم تأجيلها دون إعلام حتى ولو برسالة جوال..!