الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. فإن طيبة الطيبة هي عاصمة الإسلام الأولى، ومأرز الإيمان، ومحط قلوب المسلمين عمومًا؛ ولذا حظيت باهتمام ورعاية حكومة المملكة العربية السعودية وقادتها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مرورًا بأبنائه البررة الملوك (سعود، وفيصل، وخالد، وفهد) -رحمهم الله جميعًا- وحتى عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي أولى مدينة المصطفى كريم اهتمامه ورعايته! ولقد منَّ الله عز وجل على المدينةالمنورة وأهلها بتولي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إمارة المنطقة قبل خمس سنوات من الآن، فكان -رعاه الله- مكملاً لمسير الأمراء قبله. وخلال السنوات الماضية من قيادته لإمارة المدينة شهدت قفزات نوعية في شتى المجالات. فالمشروعات التنموية تتحدث عن نفسها، وتطور أداء القطاعات الحكومية في تسارع، والنهضة الاقتصادية والسياحية بارزة للعيان، والتقدم ملموس في المجالات كلّها. فالسنوات الخمس الماضية حفلت بمشروع تظليل ساحات المسجد النبوي الشريف، وتوسعة الساحة الشرقية للمسجد بمساحة إضافية تقدر بثلاثين ألفًا وخمسمئة متر مربع، كما تحوَّّل مطارُ المدينةالمنورة إلى مطار دولي، وتأسست مدينة المعرفة الاقتصادية لتكون مكان جذب للاستثمارات ورؤوس الأموال، وهي أول مدينة في المملكة قائمة على الصناعات المعرفية والمعلوماتية، وتأسس المرصد الحضري بالمدينة، كما سيبدأ قريبًا وضع المخطط الشامل للمدينة المنورة، وهذه المشروعات للتمثيل لا الحصر. وإضافة للتطور في جانب الخدمات المقدمة لأهل المدينة وزوارها، فقد وجد أهالي المدينة في أميرهم المحبوب الاهتمام والشفافية والمتابعة لقضاياهم واحتياجاتهم، فليس بخافٍ على قريب ولا بعيد حرص الأمير عبدالعزيز بن ماجد -وفقه الله- على راحة أهالي طيبة الطيبة وزوارها، وهو الحرص النابع من حبّه للمدينة وأهلها، وإخلاصه في أداء المسؤولية المنوطة به من قبل وليّ أمر هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيّدهُ الله- الذي وضع ثقته فيه، فكان أهلاً لها. فالأمير عبدالعزيز بن ماجد هو الذي يؤكد دائمًا على حبّه للعمل بشفافية، وقبوله للنقد البنّاء، وعُرف عنه قوله: إن «التنمية طريق لا ينتهي»، وهو الذي يقف بنفسه على المشروعات ليتابع سير العمل فيها، ويوجّه بسرعة إنجاز المتعثر منها، ولا يرضى أبدًا تقصير المسؤول في أداء واجبه في خدمة المدينةالمنورة ومحافظاتها، كما يشرف -حفظه الله- على اللجان العاملة في الحج إشرافًا مباشرًا ليضمن راحة الحجاج والمعتمرين وسلامتهم، ولم يفتْ سموّه تفقد محافظات المنطقة ومراكزها، فدائمًا ما يخصّها بجولات تفقدية وزيارات عمل تدرّ الإنجاز وتقطف ثمار التنمية. وقد حظيت الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بنصيب الأسد من اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد، كيف لا وهو محبّ العلم، وسليل بيت العلم، وقد عرف عنه حبّه للعلم والثقافة والاطلاع، فكانت مشاركته للجامعة ورعايته لمناشطها، وبذله لها من جهده ووقته، وحرصه على أن تستمر في أداء رسالتها التي حُددت لها حين أنشأها ولاة أمر هذه البلاد قبل خمسين عامًا لتكون منارة إشعاع ومنبر خيرٍ وهدى لأبناء العالم الإسلامي. أسأل الله عز وجل أن يحفظ للمدينة أميرها المحبوب، وأن يبارك في عمره وعمله، كما أسأل الله تعالى أن يحفظ على بلادنا ولاة أمرها وعلماءها، إنه سميع قريب. * مدير الجامعة الإسلامية