-وقف محتداً بين المصلين في مقدمة المسجد وصرخ بأعلى صوته في أحد بسطاء العمال الذي كان للتو داخلاً وفي يده كأس ماء يطفئ به عطش اللظى مع ارتفاع النداء لصلاة العشاء قائلاً له: لا تشرب باليسرى أدر الكأس إلى يدك اليمنى، وثان يقف وسط المطاف المزدحم بالمعتمرين في هذا الشهر الفضيل رافعا عقيرته بالصياح في وجوه النساء (يا مرة غطي وجهك)، وثالث يصرخ بأحد المصلين ناهراً إياه في غلظة قائلاً ثوبك طويل. أمثلة عدة تواجهها في كل وقت وحين في المساجد والجوامع وخاصة في المطاف أو المسعى، أناس تبرعوا لكي يصرخوا في وجوه المصلين وفي أمور هي إما من السنن التي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، أو هي من الأمور الفقهية المختلف عليها قديماً وحديثاً بين الفقهاء المعتد بهم، أناس تبرعوا لكي يحملوا لواء الأمر والنهي التقليدي (أفعل أولا تفعل) أسلوب الخطاب جافِ وقاسِ وقسمات الوجه فيها حدة وغلظة والمواضيع في النهاية لا تراعي اختلاف المذاهب الفقهية بين أمم الأرض، تذكرت هؤلاء الذين تجدهم في كل مكان وكأنهم يرون أنفسهم على حق والآخرون على باطل، تذكرتهم وأنا أتابع القرار الملكي التاريخي الهام لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتنظيم الفتوى وتقنينها، وقلت في نفسي هذا للعلماء وللمشايخ لكن هؤلاء النفر (الذين يعتبرون أنفسهم محتسبين) من ينظمهم ومن يمنعهم من الصراخ في أوجه الناس ثوبك طويل، يا مرة غطي وجهك لا تمسك الكأس بيسراك ... الخ القائمة التي تطول وتطول، متى وكيف يمكن وقفهم كما تم إيقاف سيل الفتاوى وتقنينها. -طوابير بالعشرات من الرجال والنسوة يقفن أمام باب مكتبه العامر وبعد ساعات طويلة من الانتظار في أجواء رمضان شديدة الحرارة، يخرج إليهم أحد غلمانه ليقذف في وجوههم حفنة من الريالات لا تسمن ولا تغني من جوع، يظهر بمظهر المحسن المتبرع في هذا الشهر الفضيل ناسياً أو متناسياً أن هذا لا يغني عن رد حقوق الناس ورفع الظلم عنهم فالفرض مقدم على السنة وكما يقول الفقهاء: (التخلي قبل التحلي) أي نظّف داخلك قبل أن تلمع خارجك. -مشاريع هندسية ضخمة وعملاقة تقوم على قدم وساق في مكةالمكرمة متزامنة في نفس الوقت، على سبيل المثال لا الحصر توسعة ساحات الحرم وقطار الحرمين الشريفين والطريق الموازي وغيرها وغيرها، أسألوا أي عالم بالاقتصاد ألن تؤثر هذه المشاريع على أسعار الأراضي وتجعلها تشتعل ناراً وتجعل التعويضات التي تقدم للمواطنين لا تكافئ ما يستحقونه فعلاً. -(من كان بيته من زجاج فلا يرم الآخرين بالحجارة) تذكرت هذا المثل وأنا أطالع من وقت لآخر مقارنات غير عادلة بين الجامعات السعودية، وليعلم القارئ الكريم أن عدد طلاب كلية في جامعة ما قد يكون أكثر من عدد طلاب جامعة كاملة بكل كلياتها وأقسامها المختلفة. -يتقاضون الآلاف بل مئات الآلاف من الدولارات أنهم نجوم الفضائيات ونجوم الملاعب الرياضية والآن نجوم البرامج الدينية والدعوية في ظاهرة رمضانية ملفتة. -أعداد متزايدة من المعتمرين يكتظ بهم الحرم الشريف جنباته وأدواره المتعددة وساحاته متزامناً مع تصاعد غير مسبوق في درجات الحرارة والرطوبة النسبية، وطلبات بأن يتم تكييف كل أجزاء الحرم المكي الشريف خاصة وتوقعات خبراء الأرصاد بأن يتزامن رمضان مع هذه الأجواء الحارة لعدة سنوات قادمة. [email protected]