بدأت الكتابة في جريدة المدينة منذ رئاسة الأستاذ أحمد محمد محمود لتحريرها، وعاصرت عددًا من الرؤساء، وقد أتاح لي ذلك الاطلاع عن كثب على خطوات التطوير والتأخير التي مرت بها هذه الجريدة العريقة.. والكاتب في صحيفة ما هو بحكم التصاقه بها ينتمي إليها ويحس بما تعانيه من عثرات ومعوقات وما تواكبه من تطوير ونمو على الأصعدة كافة.. ولا أريد أن أجحف حق جميع من رأسوا تحرير المدينة فقد حاولوا الرقي بها وتطويرها في خضم المعاناة التقليدية التي تشهدها الصحف من خلال صراعاتها ما بين التحرير والإدارة إذ كل منهما يغني على ليلاه ويبتغي تحقيق أهداف قد لا تلتقي مع متطلبات ورغبات الآخر.. وبعض الرؤساء قد مرّوا مرورًا خاطفًا... ولكل بصمات مختلفة.. وإذا كنا لا ننسي من أعطوا المدينة في تلك الحقبة جهدًا وحبًا ومثابرة فلابد أن نذكرهم بالخير وعلى رأسهم الأصدقاء: الراحل المبدع عبدالله الجفري مصمم (الأربعاء) ومبدعه رحمه الله ومعه الأستاذ محمد صادق دياب، الأستاذ علي حسون، ثم الأستاذ يحيى باجنيد، ثم بصمات الأستاذ فهد الشريف علي (الاربعاء) إذ لأولئك كلهم وغيرهم بصمات لا تنسى إضافة إلى التعامل الراقي والدقة والإخلاص الذي تميز به السيد محمد علوي بلفقيه -رحمه الله- المشرف على صفحات الرأي وصاحب العلم والخبرة والشاعرية التي كان يفاجئ بها كتاب المدينة وهو يناقش مقالاتهم ومعه الأستاذ المتألق عبدالقادر رضوان المسؤول الحالي صاحب الذوق الرفيع والأسلوب الراقي تحدثًا وتعاملًا مع الكتاب وقلما يختلف اثنان على الثناء العاطر الذي حباه الله به.. فقد عاصر السيد بلفقيه وأبدع بعد رحيله وما زال النبض الذي يحس بالكاتب والجريدة فيوفق بين الرغبات ويرضي الجهات كافة. وصولًا الى رئيس التحرير الحالي د. فهد آل عقران الذي واكب الكتاب في عهده نهضة مختلفة للمدينة الجريدة، أذكر أمثلة لها على سبيل المثال وليس الحصر: - بداية تطوير المطابع وحرصه مع سعادة المدير العام على دعوة الكتاب والكاتبات للاطلاع على خطوات التطوير التي احدثتها المدينة في مطابعها وانعكاس ذلك على شكل وأسلوب الإخراج والطباعة والتوزيع فكانت فرصة وقفنا فيها على الطبيعة مع آليات التطوير. - دعوة الكتاب والكاتبات واللقاء بهم لاطلاعهم على الخطوات التطويرية في جانب التحرير وإعادة الهيكلة والتنظيم بغية تحقيق الأهداف المنوطة بالجريدة. - دعوة الكتاب والكاتبات للاجتماع بهم والاستماع إلى وجهات نظرهم ومشاركتهم الرأي في التطوير والتغيير الجديدين الذي أحدثها على الجريدة. - التغيير في صفحات كتاب الرأي رغم اختلافنا مع أسلوب رسومات صور الكتاب الذي واكبه إذ ان الرسومات لا تعبر عن وجوههم الحقيقية!! - وأخيرًا وليس آخرًا الأخذ بجريدة المدينة إلى مصاف التألق وحصد الجوائز الذي دل على تقدير ما حصل من تطوير وتغيير شامل لهذه الجريدة في زمن رئيس تحريرها الحالي وما حققته من حضور متميز في المحافل كافة.. وانتشار ملحوظ وفق سياسة إعلامية تطويرية متميزة فكان حصاد الجهد جوائز متتابعة بدءًا بجائزة مكة التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة لقاء ما تميزت به في خدمة الحج والعمرة فسجلّت السبق في الفوز بهذه الجائزة، إلى جائزة (المفتاحة) التقديرية..للإعلام المقروء نظير تميزها في تغطياتها الصحفية الرائدة لمنطقة عسير والتي تم تسلمها في حفل كبير ضمن ختام مهرجان أبها السياحي 24 شعبان 1431ه، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، وللحقيقة والتأريخ لا بد أن نسجل ككتاب فخرنا واعتزازنا بما تحققه المدينة الجريدة من خطوات تطويرية وحضور إعلامي متميز إذ سجّل هذا بكل موضوعية قيمة مضافة لهذه الجريدة من قبل سعادة رئيس التحرير الدكتور فهد آل عقران وهي قيمة نعتز بها لجريدتنا العريقة. دوحة الشعر: شفيف الروح محمود السجايا غني النفس جيّاش الجنان