تشكر وزارة الإعلام عندنا، أنها كانت ولا تزال، تشجع الممثل السعودي، وتدعم أي عمل فني محلي، حتى لو كان هذا العمل أقل من المستوى المطلوب، رغبة منها بالنهوض والارتقاء بالدراما المحلية، وعلى أمل أن يتحسن المستوى والأداء، مع مرور الوقت، برغم أنه كانت هناك بعض الأعمال الجيدة، على سبيل المثال: ما قدمه الفنان محمد حمزة وسعد خضر وغيرهم، لاقت نجاحًا، في ذلك الوقت. لكن السؤال: هل تغير المستوى بعد هذه السنوات الطويلة، من الدعم السخي والتشجيع؟ والسؤال مرة أخرى، وبصيغة ثانية: هل ما يعرض من أعمال محلية، يساوي ويوازي هذا الدعم والتشجيع؟ في رأيي المتواضع أن المستوى لم يتغير، فأولًا: الأعمال الدرامية المحلية لازالت موسمية، مقتصرة ومحصورة في شهر رمضان فقط، وإن تحدثنا عن المستوى، نأخذ على سبيل المثال، مسلسل (طاش ما طاش)، عمره الآن 17 سنة، ألاحظ كمشاهد، أن الأداء هو نفس الأداء، والمستوى نفس المستوى تقريبًا، لم يتغير كثيرًا. أما أذا أخذنا الأعمال الأخرى، فحدث ولا حرج، فانفصال الممثلين عن بعض، أصبحت موضة، فتجد ممثلين اثنين، كانا مشتركين في مسلسل واحد، ولسبب أو لآخر، ينفصلان عن بعض، ويقوم كل منهما بعمل مسلسل بمفرده، طالما وزارة الإعلام عندنا جاهزة للدعم، من خلال شراء وعرض هذا المسلسل أو ذاك، باعتباره عملًا محليًا، برغم ضعف المستوى، كما حصل الآن مع حسن عسيري وفايز المالكي، فبعد أن كانا معًا في مسلسل (بيني وبينك)، في السنوات الماضية، انفصلا عن بعض، وعمل المالكي مسلسلًا آخر جديدًا (سكتم بكتم)، الذي يعرض حاليًا على القناة السعودية الأولى، شاهدت بعضًا من حلقاته، وجدتها نسخًا مكررة، لما عرض في السنوات الماضية، ولما يعرض حاليًا، من أعمال محلية، حتى الأسلوب والأداء لم يتغير، الذي يتغير هم الشخصيات، وقبلهما عمل الممثل فهد اللحيان نفس الشيء، انفصل عن فريق مسلسل (طاش ما طاش)، وعمل مسلسل (غشمشم). أما مسلسل (بيني وبينك) الذي يعرض على قناة أم بي سي، ما لفت نظري فيه هو: أنني لا أفهم نصف ما يقوله كل من حسن عسيري، وراشد الشمراني من كلمات، فكيف بالمشاهد العربي، من جنسيات أخرى، وهذا ليس لأنهما يتكلمان بلغة أخرى غير العربية، وإنما ضاعت الكلمات بسبب التكلف والتصنع الزائد عن حده في الأداء، برغم أن الشمراني في رأيي كمشاهد، يمتلك الموهبة، ولكن يحتاج إلى البعد عن التكلف، والأداء بتلقائية أو عفوية، بعكس حسن عسيري، فمع احترامي وتقديري له، لو كنت مكانه لتفرغت للإنتاج فقط، وتركت التمثيل، وهذا يدلل على أن التمثيل، موهبة قبل كل شيء، وليس بالضرورة وليس شرطًا، أن يكون كل منتج ممثلًا. ويفرض نفسه على المشاهدين. أؤكد أن هذا مجرد رأي شخصي كمشاهد. ما أود قوله، والوصول إليه هو: أتمنى من وزارة الإعلام أن تعيد النظر في خطتها لهذا الدعم، بمعنى أن يكون الدعم والتشجيع للعمل الجيد، بكل جوانبه، نصًا وأداء وإخراجًا، عمل يستحق العرض، ويستحق الدعم، ويخدم ويرتقي بالدراما المحلية، ويدفعها إلى الأمام، ويظهرنا أمام العالم بالصورة الحسنة والجميلة واللائقة والمشرفة، التي يجب ويفترض أن نظهر بها، فنحن لا نشاهد هذه الأعمال بمفردنا. عبدالله حسن أبوهاشم - ضباء