زاوية يومية تتناول في ثناياها الأحاديث المنسوخة أو الضعيفة أو المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنها منتشرة بشكل واسع في صفوف الناس ومتداولة في مختلف المجالس تبين نص تلك الأحاديث. ومنها أحاديث رمضانية لا تثبت! تروج على الناس في المجتمع أحاديث نبوية تأتي متزامنة مع عبادات أو مناسبات معينة ، وربما ثبوتها عندهم ثبوت الجبال الراسية التي لا يزحزها شيء ، ولكن عند عرضها على ميزان المحدثين العارفين والمميزين بين الصحيح والضعيف فإنها تصبح هباء منثورا. وبحكم أننا نعيش شهر رمضان فلا يخلو هذا الشهر من جملة من الأحاديث الضعيفة التي لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل يصل بعضها إلى حد الشهرة ، والشهرة لا تكفي في ثبوت الحديث لأنه لا بد من النظر في السند والحكم عليه ، والرجوع إلى أقوال أصحاب الصنعة الحديثية للكشف عن علل أخرى قد تعتريه . مثل : عن أَبي هُريرةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « من أَفطرَ يوماً من رَمضَانَ من غَيرِ رُخصةٍ ولا مرضٍ لَمْ يَقضِ عنه صومُ الدَّهرِ كلِّهِ وإِنْ صامَهُ «. أخرجه البخاري في صحيحه معلقا بصيغة التمريض فقال : « يُذكر « ، وأحمد ، والترمذي وقال : « حديثُ أَبي هُريرةَ حديثٌ لا نعرفُهُ إِلاَّ من هَذَا الوجهِ. وسمعتُ مُحَمَّداً (يعني البخاري) يقولُ : أَبُو المطَوِّسِ اسمُهُ يزيدُ بنُ المُطَوِّسِ ولا أَعرِفُ لَهُ غَيرَ هَذَا الحديثِ «قال الحافظ ابن حجر في الفتح : « فحصلت فيه ثلاث علل : الاضطراب والجهل بحال أبي المطوس والشك في سماع أبيه من أبي هريرة « . والحديث ضعفه أيضا أحمد ، وابن خزيمة ، والبغوي، وابن عبد البر ، والألباني . قد يرد سؤال بعد تخريج الحديث : ماذا على صائم أفطر يوما من رمضان متعمدا ؟ فالجواب : عليه التوبة ، ويصوم يوما مكانه فقط ، ولهذا قال البخاري بعد ذكر الحديث معلقا : “وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالشَّعْبِيُّ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ وَقَتَادَةُ وَحَمَّادٌ يَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ”.