بعث لي الصديق جميل فارسي رسالة تضمنت خبرًا تناقلته وكالات الأنباء الدولية تضمن نفي حركة طالبان وتكذيبها ما نشرته مجلة تايم باتهام الحركة بالحكم بقطع أنف وأذني فتاة أفغانية عقابًا لها على فرارها من منزلها الزوجي. وقد كنت قد تناولت هذه القضية في مقال لي بعنوان «تشويه الإسلام» (10/8/2010) استنكرت فيه هذا الفعل ورأيت أنه عمل بربري فج فيه إساءة للإسلام والمسلمين. واعتبرت أن صدور مثل هذه الأحكام الشوهاء من بعض الجماعات الاسلامية هو جريمة في حق الاسلام والمسلمين. وإعلان حركة طالبان إدانتها للعمل وتأكيدها بأن قطع أنف وأذني إنسان، سواء كان حيًا أو ميتًا هو غير شرعي وحرام، يحدوني إلى الاعتذار عن اتهام الحركة بهذا الجرم. وفي الوقت الذي أدين فيه محاولة تشويه حركات التحرر الوطنية في إطار ما يُسمى بالزيف المعلوماتي أو (Disinformation) الذي يسعى إلى إلصاق شتى التهم الزائفة بالعدو من أجل خلق رأي عام سلبي تجاهه، فإني لا أعفي الحركة عن مسؤولياتها عن استمرار مسلسل العنف في أفغانستان. وإن كنت لا أصادر حق حركات المقاومة الوطنية في أي بقعة من العالم في التصدي للقوى الخارجية، فإن استمرار الأزمة الأفغانية لما يقارب من ثلاثة عقود حتى الان دون اتفاق بين الاطراف الافغانية المتصارعة هو جريمة في حق الشعب الافغاني الذي يعاني الويلات وتهدر ثرواته وتتخلف بلاده عن ركب النمو والتطور. كما لا يعفي الحركة من سيادة قانون الغاب الذي يتيح لممارسات كالتي تعرضت لها عائشة لا يقرها الشرع ولا الدين ولا القوانين الانسانية.