قال الضَمِير المُتَكَلِّم : يوم الخميس الماضي كان الحديث عن قضية خريجي اللغة العربية الذين يعانون البطالة منذ أكثر من ست سنوات ؛ أصدقكم القول لم أشعر بحجم معاناة أولئك المظلومين إلا عندما اطلعت على العدد الكبير من التعقيبات - الذي ربما حقق أرقاماً قياسية غير مسبوقة - ولم أدرك فعلاً مرارة واقعهم إلا عندما رسمته بدموع الألم والفقر والعوز تلك التعليقات ؛ وإليكم ملامح منها لعلها تصل للمسؤولين ؛ لينصفوا أولئك المساكين ويسارعوا في معالجة أوضاعهم : * والله إن العين لتدمع حينما أرى من يصغرني بسنين وهو يتخرج بعدي ثم يتعيّن قبلي ، ما ذنبنا حينما خدعتنا وزارة التربية على لسان أحد مسؤوليها قبل سنوات حينما صرح بأن هذا القسم يحتاج للوظائف إلى عشر سنوات قادمة ، وهذه العشر حتى الآن لم تنته فنهايتها في العام 1434 ه ؟! * أنا أحد خريجي عام 1424 ه ، المسمى بعام النكبة فلم يتعيّن بعدها إلا عدد محدود ؛ متزوج ولدي طفلة تسألني متى سأجد وظيفة تحصل منها على فستان جميل ولعبة ؟! وأنا وأمها في عراك دائم بسبب هذا الشقاء ؟! * أنا الكبير والمسؤول عن أسرتي بعد وفاة الوالد ؛ ولكني أصبحت أتسلف منهم ؛ والوالدة كل يوم تضع في جيبي اللي فيه النصيب ؛ والله صعبة على النفس ، وصلت للثلاثين وحتى الآن تصرف عليّ أمي !! * خريج لغة عربية مع مؤهل تربوي والشهادة الدولية للحاسب الآلي ، وأعمل حارس أمن !! * صدقوني إذا تعيّنت فلن أكون سعيداً لأن الفرحة بالنسبة لي ماتت .. ولكن ما أتمنّاه أن أدخل السعادة على والدتي الطاعنة في السن قبل موتها؟! * تم التعيين لجميع التخصصات بنسبة ( 100% ، و98% )، ماعدا اللغة العربية لماذا ؟ * أخشى إننا بكرة بدل التقديم على الديوان نقدم للضمان الاجتماعي !! * من المسؤول عما حصل لنا ؟! هل هي وزارة التربية والتعليم ؟ أم وزارة الخدمة المدنية أم وزارة التعليم العالي ؟! تكفون جاوبوني !! * عددنا تجاوز 12000 خريج لا وظائف حكومية توظفنا ولا قطاع خاص ؛ إلى أين نذهب ؟! *الحلّ يكمن بالتعاقد مبدئياً ثم التّرسيم ؛ فكما اخترعوا لكليات المعلمين وظائف وكذلك لخريجات معاهد المعلمات ؛ فلماذا لا تعالج أوضاعنا ؟! قال الضمير المتكلم : إنها المأساة صورة مع التحية لضمير المسؤول إن كان عنده ضمير. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .