قتل أكثر من خمسين شخصًا بينهم نساء وأطفال وأصيب حوالي240 آخرين بجروح في سلسلة هجمات بينها خمس سيارات مفخخة في العراق خلال اليومين الماضيين، وذلك عقب أيام من تأكيد الرئيس الأمريكي بأن بلاده ستنهي مهمتها القتالية في العراق في التاريخ المحدد في 31 من الشهر الجاري، فيما يتواصل الخلاف بين السياسيين حول تشكيل الحكومة المقبلة للبلاد. ففي البصرة، أعلنت مصادر رسمية ومحلية مقتل 43 شخصًا وإصابة 185 آخرين بجروح بينهم نساء وأطفال في انفجار سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة مساء أمس الأول وسط المدينة. وكانت مصادر أمنية أعلنت السبت مقتل 14 شخصًا وإصابة 110 آخرين بجروح إثر انفجار مولد كهربائي، لكن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة أكد علي المالكي أمس أن الانفجارات نجمت عن انفجار سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة. وأكد الطبيب رياض عبدالأمير مدير صحة البصرة لوكالة فرانس برس أن "حصيلة ضحايا تفجيرات مساء السبت بلغت 43 قتيلًا و185 مصابًا، بينهم نساء وأطفال”. وأشارت مصادر أمنية في البصرة إلى أن “الانفجارات وقعت في وقت متزامن في شارع عبدالله بن علي في منطقة العشار (وسط)”. ووقعت الانفجارات داخل حي شعبي وسط المدينة يضم سوقا وتتشابك فيه الأزقة، مما يفسر بحسب المصادر الحصيلة الثقيلة للضحايا. كما أدت الانفجارات إلى اندلاع حريق كبير كان السبب وراء إصابة عدد كبير من الجرحى بحروق، وفقًا لمصادر طبية. وفي مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار قتل ستة أشخاص بينهم امرأتان وطفل وأصيب 29 شخصًا آخرين بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة، وفقًا لمصادر أمنية وطبية. وقال مصدر في الشرطة إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه قرب تجمع لأشخاص كانوا يتسلمون رواتب مساعدات اجتماعية وسط المدينة ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى جراء الانفجار". وأضاف إن "الانفجار وقع عند مكتب بريد مجاور لمحطة وقود "الرمادي" وسط المدينة". وقال: إن بين القتلى امرأتين وطفلا وثلاثة أشخاص احترقت جثثهم بشكل شبه كامل. وأكد مصدر طبي في مستشفى المدينة تسلم جثث خمسة أشخاص بينهم امرأة مسنة، و29 جريحًا بينهم نساء وأطفال أصيبوا في الانفجار. وفي الفلوجة، قتل شخصًان على الأقل وأصيب نحو عشرة آخرين بينهم اثنان من عناصر الشرطة، في انفجار سيارة مفخخة بعد عملية سطو مسلح على منزل صاحب محل للصيرفة وسط المدينة. وقال المقدم ياسين محمد من الشرطة إن "شخصين على الأقل قتلا وأصيب حوالي تسعة آخرين بينهم اثنين من الشرطة، بجروح بانفجار سيارة مفخخة قام مسلحون بتفجيرها بعد سرقة منزل أحمد الكبيسي في حي الجغيفي (وسط)”. وأعلنت قيادة عمليات بغداد في وقت سابق، أن تنظيم القاعدة يعاني من نقص في التمويل ما سيدفعه لتنفيذ عمليات سرقة على محال الصيرفة والصياغة لتمويل عملياته. وفي منطقة الصقلاوية، قال الملازم أول ياسر نوري من الشرطة: إن ثمانية أشخاص بينهم ثلاث جنود عراقيين أصيبوا بجروح في بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري. وأوضح أن "الانتحاري فجر نفسه مستهدفا نقطة تفتيش للجيش وسط سوق شعبي في وسط ناحية الصقلاوية". وأشار إلى أن "الجنود فتحوا النار على الانتحاري قبل وصوله نقطة التفتيش”. وفي الموصل،أعلن الرائد إبراهيم عبدالله من الشرطة "إصابة ثلاثة من الشرطة بينهم ضابطان بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم وسط المدينة. وأضاف: إن عبوة ناسفة استهدفت موكب محافظ نينوى اثيل النجيفي في حي الديدان (وسط)، مؤكدًا "نجاة النجيفي وموكبه من الانفجار”. وفي بغداد، أصيب أربعة من عناصر شرطة المرور بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين في منطقة الكاظمية (شمال) والبياع (جنوب غرب)، وفقًا لمصادر في الشرطة. وتتزامن موجة العنف التي تشهدها مناطق متفرقة في البلاد، مع تواصل خلافات السياسيين حول تشكيل الحكومة الجديدة رغم مرور خمسة أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية في السابع من آذار/مارس الماضي.