مما يذكر للدكتور غازي القصيبي -أمده الله بالعافية- أنه اوصل الكهرباء الى بيوت المواطنين غاضاً النظر عن اعتراض البلديات او غيرها، فالكهرباء الان ضرورة، وكيف يعيش انسان دون كهرباء في صيف درجة حرارته فوق 50 درجة؟! المعروف ان شركة الكهرباء ذات شخصية اعتبارية واستقلالية ادارية، وهي شركة وليست ادارة مرتبطة بأمانة جدة حتى تتلقى منها التعليمات الادارية، غير ان ما نشر في الصحف يخالف ذلك، فإذا وجدت الأمانة مخالفة لجأت الى الشركة لقطع تيار الكهرباء، كما حصل في (ثول) حين طلب أمين جدة فصل التيار عن 15 عائلة، وهو قرار عقابي قاسٍ، في صيف قاسٍ، والذي نفذ قرار الأمانة ليس الحاكم الإداري بل الشركة التي لا قرار لها خارج توليد التيار وتوزيعه، وليس جعله مصدر عقاب في يد أمانة جدة، التي كانت خالية المسؤولية عما حصل للمواطنين من أذى، فمدير مكتب كهرباء رابغ قال: إن فصل الكهرباء نفذ بناء على طلب أمين جدة لعدم تصحيح وضع المخالفات لدى ملاك المساكن وانه لن يعدل عن ذلك الا اذا جاء المواطن بخطاب عدم فصل من أمانة جدة، فهل الأمانة هي المرجع الاداري للشركة؟! وهل الشركة ملزمة بأوامر أمانة جدة؟! أحد الواطنين ذكر أن والده عمره 75 عاماً وهو أعمى والمنزل مملوك بصك شرعي، وان الملاحظات لا تستدعي هذه العقوبة القاسية للنساء والأطفال والمرضى، وقد يكون هناك مريض او كبير يعيش على أجهزة مرتبطة بالكهرباء، فضلاً عن أن المواطنين أوضحوا أن دخول الكهرباء قبل عشرات السنين جاء بناء على أوراق رسمية قبل أن تصل الخدمات البلدية إلى ثول، وحينما جاءت الخدمات اقترنت بالعقوبات، ألا توجد معالجة للمخالفات غير هذه العقوبة القاسية المخالفة لحقوق الإنسان وحقوق المواطنة؟! الكهرباء حق للإنسان وليست منحة من الشركة وهي تتقاضى أجراً عن الاستهلاك والدخول، وأمانة جدة ليس من مهامها قطع الكهرباء أو الماء او الهاتف وإذا طلبت ذلك فليست الشركة ملزمة بأمرها، وإن كانت الأمانة لا تراعي حق الإنسان في صيف حار فهل الشركة ملزمة بتنفيذ أمر لم يصدر من إدارتها ويهدر حق الإنسان في هذا الصيف الشديد؟! أضعف إدارة هي الإدارة التي لا تستطيع إدارة الخدمة إلا بالعقوبة، لأن هذا أسهل قرار للمدير وأصعب قرار للمستهلك، وهو قرار يصدر من مكتب وثير مكيف لا من بيت شعبي تكاد الريح تهز حيطانه. ليست الكهرباء وحدها هي التي ترى أن سحب الخدمة هو القرار السليم بل يوجد غيرها، غير أن لذلك مقالاً آخر.