قال الضمير المتكلم :( إن ما تكتبه بعض الروائيات السعوديات ؛ فيه خروج عن القيم والسمو الخلقي ؛ وتصوير بعيد عن واقع الأسرة الحقيقي عندنا ؛ وعن علاقة الرجل بالمرأة في مجتمعنا ؛ وفي هذا ترسيخ لأسلوب الانحراف في أدبنا الروائي . صحيح أن هناك مظاهر انحراف سلوكي وزوايا مظلمة في المجتمع ؛ كأي مجتمع ؛ ولكن تصوير المجتمع بهذه العمومية وتلك الجرأة اللفظية البذيئة ؛ نشر للرذيلة وتسويق لها !!) النص السابق للدكتورعبدالرحمن بن صالح العشماوي . وهو جزء من حواري معه على هامش إحدى الأمسيات الشعرية ؛ وتعقيبا على كلامه ؛ قلت له: تُتْهَمون أيها المحافظون بأنكم تغضون الطرف عن عيوب موجودة فعلياً بالمجتمع ؛ وتحاولون إلباسه طاقية الإخفاء ، وتصويره بالمجتمع الملائكي !! وهنا احتدّ صوته وارتفع قائلاً : هذا غير صحيح ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) ؛ نحن ننطلق من منطلقات شرعية ؛ فمهما كان عندنا من تقصير ، أو أخطاء كأي تجمع بشري ؛ فإن تكريسها غير مناسب أبداً ؛ فهناك فرق بين أن تكشف الخطأ وتعالجه ، وبين عَرْضه على أنه واقع ، مع الإيحاء بل والتصريح بأن لا مشكلة في وجود هذا الواقع. لقد قمت برصد مبدئي لبعض الروايات الحديثة التي سطرتها أقلام نسائية ووجدت أصداء كبيرة ؛ فوجدت أدباً مكشوفاً ؛ بل إباحياً ؛ والذريعة كشف حقيقة المجتمع وإصلاحه !! وهذا أسلوب الجرائد والصحف الصفراء في بريطانيا ؛ التي تصف الحدث والمشهد الفضائحي ؛ كأنها تنتقده وهي في الحقيقة تبرزه . ويواصل العشماوي حديثه : إن المرأة السعودية تعيش أخطر مراحلها الآن ؛ فالذين يريدون لها الانحلال ، وللمجتمع التفكك حريصون جداً على دعم هذه الكتابات وإبرازها !! وتعليقاً على وجهة نظر الدكتور العشماوي أقول : لست ميالاً لنظريات المؤامرة ، وربط تقصيرنا وما نعانيه بالإمبريالية المزعومة ، والمؤثرات والقوى الخارجية ؛ فما يدور في مجتمعنا من صنع أيدينا !! لكن الواقع الروائي عموما والنسائي تحديداً يحتاج إلى إعادة نظر وميثاق شرف ؛ لا يلغي حرية الكتابة والتعبير ؛ ولكنه ينظر باتجاه المصلحة العامة للمجتمع ، ويقدم المعالجة على المكاشفة ؛ وأعتقد أن وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بالأندية الأدبية يجب أن تضطلع بهذا الدور تثقيفاً ومساندة للروايات المعتدلة حتى لا يصبح الإسفاف وسيلة النشر الوحيدة بغض النظر عن جودة المنتج وفق الأعراف الأدبية والنقدية !! ألقاكم بخير والضمائر متكلِمَة . فاكس : 048427595 aaljamili@ yahoo.com